اللاذقية تخشى التصعيد بعد إسقاط الطائرة الروسية

ريف اللاذقية.. الغارات الروسية أرغمت المدنيين على النزوح.. والخوف من المزيد
الغارات الروسية ترغم مئات الأسر على النزوح من ريف اللاذقية (الجزيرة)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

خمسون يوما مرت من عمر الهجوم البري لقوات النظام المدعوم بمليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية وبغطاء جوي روسي على جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، لكن الأجواء ازدادت سخونة وتعقيدا مع إسقاط الطائرات التركية طائرة روسية هناك أمس الثلاثاء.

وبالرغم من احتفاء مقاتلي المعارضة بنبأ إسقاط الطائرة، يخشى سكان ريف اللاذقية من تصعيد النظام قصفه على الجبلين، فضلا عن مخاوف من انتقام الروس منهم.

ويرى رئيس مركز اللاذقية الإعلامي أبو أحمد الزعيم أن عجز روسيا عن الرد على تركيا سيجعلها تنتقم من جبلي الأكراد والتركمان، مرجحا أن يبادر النظام بتعزيز قواته هناك "بغية تحقيق انتصار يعيد الهيبة له ولروسيا".

ويصف الناشط والمحامي طارق حاج بكري روسيا بأنها "دولة مافيوية" لا تلتزم الأخلاق في تعاملاتها الداخلية والخارجية، معتقدا أنها "لن تتوانى عن ارتكاب المجازر في ريف اللاذقية انتقاما من صمود الجبلين في وجه تقدم النظام المغطى بغارات روسية، والتي دفعت روسيا ثمنها من هيبتها وسمعة طيرانها".

‪بكري: روسيا لن تتوانى عن ارتكاب المجازر في ريف اللاذقية‬ (الجزيرة)
‪بكري: روسيا لن تتوانى عن ارتكاب المجازر في ريف اللاذقية‬ (الجزيرة)

ويرجح بكري أن تتركز عملياتها على جبل الأكراد الذي وصفه بالخاصرة الرخوة، "لأن روسيا تخشى المزيد من الإذلال من قبل الأتراك الذين لن يتوانوا عن إسقاط الطائرات التي تقترب من أجوائهم".

وسجلت الساعات التي أعقبت إسقاط الطائرة الروسية تصعيدا بريا عنيفا على جبل الأكراد، ومضاعفة للغارات الجوية من طيران النظام والطيران الروسي، أسفرت عن سيطرة قوات النظام على أكثر من موقع في قرية مركشيلة القريبة من قمة النبي يونس.

انتقام ونزوح
ويحذر الفلاح السبعيني بجبل الأكراد محمد أبو خالد من احتمال فقدان الثوار السيطرة على مواقع إضافية، جراء انسحاب كثير من الفصائل المقاتلة باتجاه جبل التركمان وإنهاك الفصائل المتبقية.

ويشير إلى أن ريف اللاذقية كان "يتعرض للانتقام عند تتعرض قوات النظام للهزيمة في أي موقع في سوريا، باعتباره النقطة الأضعف".

وقد أسفرت الغارات الروسية عن نزوح سكان 17 قرية في جبل الأكراد وقرى أخرى بجبل التركمان، حيث يقيمون في ظروف صعبة في مخيمات قرب الحدود التركية.

ويحمّل القيادي في الجيش الحر محمد خليل تركيا مسؤولية غير مباشرة عن خسارة الثوار بعض المواقع، بسبب توجيهها الفصائل "المقربة" منها للتوجه إلى جبل التركمان دون الأخذ بعين الاعتبار خطورة الوضع في جبل الأكراد، وفق قوله.

ويضيف أن النظام يدرك ذلك جيدا، وهو ما دفعه لتشديد هجومه على جبل الأكراد سعيا لتحقيق انتصار يرفع به معنويات أنصاره عقب إسقاط الطائرة الروسية.

ويناشد خليل فصائل المعارضة لمؤازرة مقاتلي جبل الأكراد بما يوازي دعمهم لجبل التركمان، وعدم السماح لقوات النظام بالسيطرة على مواقع إضافية.

المصدر : الجزيرة