البشمركة سلاح التحالف الدولي بحرب تنظيم الدولة

قوات البيشمركة الكردية عندما دخلت قضاء سنجار بعد طرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منه في 14 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني
قوات البشمركة الكردية خلال دخولها قضاء سنجار بعد طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (الجزيرة)

عبد الحميد زيباري-أربيل

يؤكد محللون عسكريون وسياسيون في إقليم كردستان العراق أن الروابط بين التحالف الدولي وقوات البشمركة أصبح وثيقا بعد أن أثبتت هذه القوات جاهزيتها في عدة معارك، آخرها تحرير سنجار، بما يفتح المجال لإمكانية مشاركتها بتحرير الرقة السورية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

ودخل تنظيم الدولة في حرب مع قوات البشمركة العام الماضي بعد أن سيطر على مناطق اعتبرها الأكراد جزءا من كردستان العراق، وبالأخص في أطراف المدن الكردية، ولعل أبرزها أربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق.

وبعد أن أصبح هذا التنظيم يمثل تهديدا جديا للدول الأوروبية، وبالأخص بعد أحداث فرنسا التي راح ضحيتها 130 شخصا الأسبوع الماضي، صرح وزير الدفاع الفرنسي إيف لو دريان أنه يمكن مشاركة قوات البشمركة في تحرير مدينة رقة السورية أيضا من قبضة تنظيم الدولة.

قوات من البشمركة الكردية في قضاء سنجار (الجزيرة)
قوات من البشمركة الكردية في قضاء سنجار (الجزيرة)

معارك مقبلة
وجاءت تصريحات لو دريان عقب لقاء لصحيفة فرنسية مع رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني الذي صرح لها ردا على سؤال عن إمكانية مشاركة البشمركة في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وبالأخص بعد الانتصارات التي حققتها هذه القوات.

ولمح البارزاني إلى أنه ضمن تحالف دولي قوي قد تكون قوات البشمركة جزءا من القوة التي ستحرر الرقة.

ويقول كفاح محمود المستشار الإعلامي للبارزاني إنه إذا نجحت كافة الأطراف في توسيع التحالف الدولي، وطلبت من قوات البشمركة المشاركة في محاربة تنظيم الدولة فإنها لن تتخلف عن ذلك.

ويعتقد البعض أن مسألة تدريب وتسليح البشمركة ثمنها انجرارها في حرب طويلة مع تنظيم الدولة، وفي المناطق التي تعتبر خارج كردستان العراق أيضا، رغم تأكيدات سابقة لقيادات كردية بأنها لن تحارب هذا التنظيم في مناطق أخرى.

وأشار محمود إلى أن اعتماد دول التحالف على قوات البشمركة يأتي من منطلق جدارتها في صراعها مع تنظيم الدولة، واعتبارها القوة الوحيدة التي قامت بتحرير معظم المدن التي احتلها التنظيم، واعترف العالم برمته ببطولاتها بالإضافة إلى معرفتها بحرب العصابات، على حد قوله.

وأكد مستشار البارزاني أنه من هذا المنطلق يرى العالم ضرورة مشاركة البشمركة في محاربة تنظيم الدولة سواء في الرقة أو الموصل أو في أي مكان يوجد فيه لأنه يستهدف كيان كردستان العراق كما يستهدف الكيانات الأخرى، وفق تعبيره.

‪عبد الحكيم خسرو: البشمركة أصبحت الشريك الأساسي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)
‪عبد الحكيم خسرو: البشمركة أصبحت الشريك الأساسي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)

ثقة غربية
وليست قوات البشمركة الكردية هي الوحيدة على الأرض التي تحارب تنظيم الدولة في العراق، فهناك أيضا القوات العراقية الرسمية (الجيش) والحشد الشعبي بالإضافة إلى مجموعات سنية عراقية.

ويرى الأكاديمي الكردي عبد الحكيم خسرو أن إقليم كردستان العراق أصبح الشريك الأساسي للحرب على تنظيم الدولة، وأن قوات البشمركة الكردية هي القوات المسلحة الموثوقة الوحيدة على الساحة لدى المجتمع الدولي، على حد قوله.

وأشار إلى أن هناك عددا من المدربين الأجانب من أميركيين وفرنسيين وألمان جاؤوا لتدريب قوات البشمركة، وهو ما ساعد في تحرير عدة مناطق من سيطرة تنظيم الدولة، وأهمها مدينة سنجار، دون وقوع ضحايا، وهو ما يعد -على حد قوله- دليلا على الدرجة العالية في التعاون بين الطرفين.

ويعتقد خسرو، في الوقت نفسه، أن هذا ليس بحاجة إلى ثمن لأن تنظيم الدولة خطر على إقليم كردستان العراق، وحرب البشمركة على التنظيم جاءت بسبب قيامه بالعديد من المجازر ضد الأكراد الإيزيديين.

المصدر : الجزيرة