غزة ترسم وتغرد دعما للقدس والضفة

فلسطين/ قطاع غزة/ مدينة غزة/ حي الرمال/ 7-10-2015/ بوابة معرض الفنون التشكيلية.
بوابة معرض الفنون التشكيلية بمدينة غزة (الجزيرة نت)
أيمن الجرجاوي-غزة
تحاول الفنانة الفلسطينية الشابة شيماء المهتدي ترجمة اهتمامها بالأحداث الدائرة في مدينة القدس المحتلة من خلال لوحة تشارك بها في معرض للفن التشكيلي بمدينة غزة.

وتظهر اللوحة مسنا فلسطينيا يستند إلى ساق شجرة معمرّة في باحة المسجد الأقصى، وعلى جانبه قبة الصخرة، وأمامه شجرة زيتون، تعكس تجذر الفلسطيني بأرضه وتمسكه بالقدس.

وتقول المهتدي (21 عاما) للجزيرة نت- أثناء وقوفها أمام لوحتها- إنها تؤكد اهتمام الفلسطينيين بالقدس كقضية إجماع وطني، وتبث الأمل في تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وتشير إلى أن الفن يتخطى الحواجز الجغرافية والسياسية، ويرسل رسائل تضامن.

وتضيف "قلوبنا مع الضفة والقدس، فنحن نشعر بمعاناتهم، لأننا عشناها في ثلاث حروب سابقة، ويجب أن يصل ذلك إليهم وإلى العالم".

شيء مختلف
وفي زاوية أخرى من زوايا معرض الفن التشكيلي، يقف الفنان الشاب أحمد أبو ندا (19 عاما) أمام لوحة رسمها لمدينة القدس المحتلة ليلا، رغبة في فعل شيء مختلف، إذ إن معظم لوحات القدس رسمت نهارا.

ويقول للجزيرة نت "رسمتها بطريقة مختلفة، لأعبر عن الانتهاكات الفظيعة التي تعتريها اليوم، واستخدمت اللون الأحمر لألفت الانتباه إلى الدماء التي تنزف كل يوم هناك".

ورغم أن اللون الأسود يغلب على اللوحة، فإن أبا ندا جعل في خلفيتها قمرا كبيرا "لبث روح الأمل في تحريرها، ودعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وعلقت على جدران "قرية الفنون والحرف" بالمدينة 45 لوحة عكست تمسك الفنانين الهواة المشاركين في المعرض بالأرض الفلسطينية، ودعمهم للمقاومة.

‪لوحة للفنانة شيماء المهتدي بمعرض الفن التشكيلي في مدينة غزة‬ (الجزيرة نت)
‪لوحة للفنانة شيماء المهتدي بمعرض الفن التشكيلي في مدينة غزة‬ (الجزيرة نت)

المقاومة بالريشة
وقال رئيس بلدية غزة نزار حجازي إن الشعب الفلسطيني يتصدى للاحتلال بمختلف أشكال المقاومة، مشيرًا إلى أن "الريشة" تمثل أسلوبا في الدفاع عن الحقوق.

وأوضح حجازي أثناء افتتاحه لمعرض "القدس تناديكم" الذي تنظمه بلدية غزة أن الفعالية تجسد حق الفلسطينيين في أرضهم التي لن تضيع "بوجود شباب واعٍ يعرف قضيته ويقاوم عدوه".

ويأتي تنظيم معرض الفن التشكيلي بمدينة غزة إحياء ليوم "التراث الفلسطيني" الموافق للسابع من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، لكن الأحداث المتوترة في القدس والضفة الغربية فرضت نفسها على المعرض.

من جهتها أشارت مديرة قرية "الفنون والحرف" التابعة للبلدية نهاد شقليه إلى أن إبراز الهجمة الإسرائيلية أكثر أهمية من الاحتفال بيوم التراث الفلسطيني في هذا الوقت.

وبينت في حديثها للجزيرة نت أن المشاركات تؤكد تمسك الشباب بأرضه ومقدساته، وأنها وحدة واحدة لا تنفصل، مشيدة بالإقبال على المعرض، والتغريد من أجل القدس.

ويضم المعرض الذي يستمر ليومين زوايا تراثية، كالحرف اليدوية، والمطرزات، والنحاسيات، والأدوات الخشبية، والبسط القديمة.

‪مجسم لمدينة القدس في معرض للفنون التشكيلية بمدينة غزة‬ (الجزيرة نت)
‪مجسم لمدينة القدس في معرض للفنون التشكيلية بمدينة غزة‬ (الجزيرة نت)

تغريدات مقاومة
وتزامن المعرض مع إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع القدس والضفة الغربية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة.

فقد غرد مئات النشطاء على وسم "القدس تناديكم"، وأظهروا اصطفافا إلى جانب المقاومة، ودعم ما أسموه "الانتفاضة الثالثة".

وقال حساب باسم "ستل بال" على "تويتر": "لسنا شعبا يهوى رائحة الدماء.. ما نحن إلا أصحاب حق مغتصب اضطررنا لحمل الحجارة والسكاكين حتى نسترد حقوقنا".

فيما انتقدت الناشطة آية أبو طاقية الصمت العربي حيال ما يجري، وقالت "في القدس يمعن الاحتلال الصهيوني في القتل والطرد بحق المواطنين المقدسيين، والنتيجة صفر عربي مكعب".

أما الناشطة آلاء يونس فرأت أن "شعارات العرب تضمحل وتنحصر، وتتلاشى أمام ثوراتهم التي تبخرت آمالها.. حتى أصبحت قضية القدس حاضرة غائبة".

وتأتي حملة التغريد، وفق ما تحدث به الناشط محمود البايض للجزيرة نت، دعما للضفة والقدس، ووقوفا ضد محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.

ويقول البايض، مسؤول العلاقات العامة بالمركز الشبابي الإعلامي المنظم للفعالية، "نحاول دعمهم بالشيء الذي نتقنه، ونتوحد على المواقع الاجتماعية بعيدا عن الانقسامات السياسية".

ويرى أن الفعالية تسهم في مقاومة الاحتلال ودعم المقاومة، والتصدي لمحاولات طمس التراث الفلسطيني.

وتشهد مدن الضفة الغربية والقدس مواجهات مستمرة مع الاحتلال منذ نحو أسبوع، مما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة المئات، مقابل مقتل أربعة إسرائيليين بعمليتي طعن وإطلاق نار.

المصدر : الجزيرة