أطفال فلسطين أهداف لجنود الاحتلال ومستوطنيه

Family members of 13-years-old Palestinian Abdulrahman Mustafa from Aida refugee camp, mourn his death at at the hospital in the West Bank city of Bethlehem, 05 October 2015. Mustafa was killed by Israeli soldiers during clashes next to Rachel tomb, in Bethlehem due the tension over the West Bank and the security measures imposed by Israel on the Palestinian territories.
جثمان الشهيد الطفل عبد الرحمن عبيد الله الذي استشهد بمواجهات في مخيم عايدة للاجئين (الأوروبية)

بين تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رماة الحجارة الفلسطينيين، وانتهاكات جنود الاحتلال وممارسات المستوطنين، تتضح الصورة التي رسمها الاحتلال الإسرائيلي لمصير الفلسطينيين بشكل عام، والأطفال منهم بشكل خاص.

إعلان نتنياهو أن إسرائيل "تخوض معركة حتى الموت ضد الإرهاب الفلسطيني"، ترجمه جنود الاحتلال في الآونة الأخيرة بإطلاق الرصاص الحي تجاه مظاهرات الفلسطينيين، وتعمد إصابة الأطفال منهم، حيث استشهد الطفل عبد الرحمن عبيد الله (13 عاما) في مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم جنوب الضفة.

وقد أكد متخصصون أن الأطفال الفلسطينيين هم أول المستهدفين من إقرار الكنيست الإسرائيلي مؤخرا قانونا يشدد العقوبة على رامي الحجارة تجاه آليات وجنود الاحتلال والمستوطنين، حيث إن أغلب راشقي الحجارة هم من الأطفال دون سن الـ18، وقد صدرت بحق كثيرين منهم أحكام بالسجن وصلت أحيانا إلى عامين.

ورغم علم السلطات الإسرائيلية بأن غالبية المشاركين في المواجهات هم من الأطفال، فإن ذلك لم يمنع جنود الاحتلال من إطلاق النار تجاههم واستخدام جميع أنواع الرصاص، بما فيه الرصاص الحي، إضافة إلى القنابل الدخانية والمدمعة، مما تسبب بإصابة العشرات منهم في المواجهات الأخيرة.

ممارسات المستوطنين
أما المستوطنون اليهود فقد بدوا أكثر توحشا وشغفا بإراقة دماء الأطفال الفلسطينيين، حيث تكررت حالات طعن الأطفال على يد مستوطنين يهود خلال الأسبوع الماضي، من بينهم الطفل براء المدهون (13 عاما) الذي طعنه مستوطن في البلدة القديمة من الخليل.

كما أصيب الطفل يوسف بيان الطبيب (عامان)، برصاصة دخلت بطنه وخرجت من ظهره، إثر إطلاق مستوطن قرب عزبة الطبيب شرق قلقيلية النار عليه أثناء وقوفه أمام منزله.

وأحبط مواطنون فلسطينيون محاولة مستوطن اختطاف ثلاثة أطفال فلسطينيين قرب كنيسة الجثمانية شرق البلدة القديمة في القدس، حيث تمكنوا من تخليصهم بعد محاصرة سيارته.

وكان رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب قال في حديث سابق للجزيرة نت إن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن نحو 90% من راشقي الحجارة هم من الأطفال.

كما تشير المعطيات إلى وجود 162 طفلا فلسطينيا بسجون الاحتلال، أغلبهم متهمون بإلقاء الحجارة، وخضعوا لمحاكمات جائرة لم تتوفر فيها أدنى معايير العدالة، وأن صدور الأحكام كان ضد أطفال ألقوا الحجارة من على بعد مئات الأمتار على عربات الاحتلال أو المستوطنين، إضافة إلى مئات الأطفال المحكوم عليهم بالحبس في منازلهم بالتهمة نفسها.

معظم راشقي الحجارة هم من الفلسطينيين دون سن الـ18 (الأناضول)
معظم راشقي الحجارة هم من الفلسطينيين دون سن الـ18 (الأناضول)

أخلاقيات المقاومين
ووسط ركام الحقد الذي تكنه صدور جنود الاحتلال ومستوطنيه تجاه أطفال فلسطين، تبرز في المقابل أخلاقيات المقاومين الفلسطينيين في عملية إيتمار التي قتل فيها مستوطنان اثنان الأسبوع الماضي قرب مستوطنة إيتمار المقامة على أراضي محافظة نابلس، حيث تعمد المقاومون عدم قتل أربعة أطفال كانوا في السيارة لدى تنفيذ العملية.

وأكدت تحليلات عسكرية إسرائيلية حينها أن منفذي العملية كان لديهم متسع من الوقت لتصفية كل من كان يستقل السيارة الإسرائيلية، إلا أنهم تجنبوا إيذاء الأطفال الأربعة.

وجاء موقف إسرائيلي صريح ليقر بإنسانية المقاتل الفلسطيني، على لسان المحلل العسكري بالقناة العبرية الثانية روني دانييل، الذي قال "إن المهاجمين ترجلوا إلى مركبة المستوطنين واقتربوا من الأطفال الأربعة، لكنهم امتنعوا عن قتلهم وتركوهم بسلام".

وأضاف دانييل -خلال تعقيبه على مجريات العملية- أن تصرف المقاتلين الفلسطينيين أوصل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي خاصة، وإلى الجمهور الإسرائيلي عموما مضمونها "نحن لسنا حيوانات مثلكم ولا نقتل الأطفال مثلما فعلتم في دوما مع عائلة دوابشة".

المصدر : الجزيرة