التحريض الإلكتروني.. تحول نوعي بمحاكمة الاحتلال للمقدسيين
أسيل جندي-القدس المحتلة
ويقول الشاب المقدسي لؤي غوشة (23 عاما) إنه تعرض للضرب مرتين خلال التحقيق الذي استمر 36 ساعة، قبل أن توجه له تهم التحريض عبر موقع فيسبوك والانتماء للحركة الإسلامية وتحريك الشبان للخروج في مظاهرات.
ويضيف غوشة "هذه تجربة الاعتقال الأولى، ولو لم أكن واعيا لأساليب التحقيق لوقعت في فخ الاعتراف بأشياء لم أفعلها، وقد ضغطوا علي من أجل الاعتراف، فوضعوني في زنزانة بظروف قاسية وأدخلوني غرفة مليئة بعملاء الاحتلال لاستدراجي".
ويصف غوشة غرف مركز التحقيق في منطقة المسكوبية بأنها مكتظة جدا، حيث رأى فيها أطفالا وفتيات يبكون من الخوف. أما أصعب اللحظات التي مر بها فكانت عند اقتحام قوات القمع الغرف مساء بعد قطع الكهرباء عنها، والاعتداء على الجميع بشكل وحشي دون أي ذنب.
ويؤكد أن كل من قابلهم خلال أيام اعتقاله تم اتهامهم بالتحريض، فهناك من اعتقل على خلفية نشر صور على موقع إنستغرام، وآخر بسبب إرساله صورة سكين بلاستيكية لصديقه عبر تطبيق "واتس آب".
تعجيز وقهر
وكان الاحتلال قد استدعى صباح غوشة -شقيقة لؤي- للتحقيق أربع ساعات، ويقول والدهما نضال غوشة إن "اقتحام المنزل بطريقة وحشية ووضع القيود بأيدي ابني الوحيد واقتياد ابنتي للتحقيق كانت مشاهد قاسية جدا".
ويضيف أنه قد يتمكن من تقبل فكرة الحبس المنزلي أو الإبعاد، لكن أن يُمنع ابنه من استخدام الهاتف وشبكة الإنترنت يعتبر قرارا تعجيزيا، فابنه طالب جامعي ويحتاج للتواصل اليومي مع زملائه، كما توقع أن يستمر التضييق بعد مرور مدة الحكم (شهر) وأن يظل لؤي مراقبا ومستهدفا دائما.
ويقول الوالد إن العائلة تلقت تهديدا بتحويل لؤي للاعتقال الإداري بمجرد خرقه شروط الإفراج عنه، مضيفا "ابني أسير داخل المنزل ونحن سجانوه، وهذا ظلم مضاعف".
تحول نوعي
ويفيد محامي نادي الأسير الفلسطيني مفيد الحاج بأن حملات الاعتقال التي تنفذها سلطات الاحتلال في القدس شهدت تحولا في نوعية الأشخاص المستهدفين، وكذلك في التهم الموجهة لهم.
ويضيف للجزيرة نت أن أبرز هذه التحولات تتعلق بالتهم المقدمة بحق المعتقلين، والتي تحولت خلال فترة وجيزة من إلقاء الحجارة والاشتراك في مواجهات إلى عمليات التحريض، حتى وصل الأمر لتحليل الأحاديث التي تدور بين المواطنين، إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الأول لأسباب الاعتقال.
ويتابع "من أبرز الملفات التي واجهتنا ملف الشاب لؤي غوشة، وعمار الباسطي الذي شمل كتابته عبارة: نموت وتحيا فلسطين"، حيث يتعامل القضاة مع المعتقل المقدسي على أنه "مدان حتى إثبات براءته".
ويؤكد الحاج أن الأحكام الصادرة بحق المقدسيين هي تقييد للحريات الشخصية، خلافا للقوانين التي تدّعي إسرائيل "الديمقراطية" أنها توفرها للمواطنين، وأن العقاب يشمل العرب فقط بمقابل التجاهل التام للتحريض الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين سياسيا وشعبيا.
ووصل "الهوس" الأمني الإسرائيلي مؤخرا إلى اعتقال فتى في البلدة القديمة بالقدس لحيازته مسطرة مكسورة داخل حقيبته المدرسية، بينما أُطلق سراح مقدسية بعد احتجازها والتحقيق معها مدة 48 ساعة بادعاء نيتها تنفيذ عملية ضد المستوطنين، بعد نشر موقع تحريضي إسرائيلي صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.