دراسة: مستقبل الانتفاضة مرهون بوحدة الفلسطينيين
أكد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن الشباب الفلسطيني الذي أطلق "انتفاضة القدس"، بات اللاعب الأكبر في تحديد مسار الأحداث وتحولها من مواجهات إلى انتفاضة شعبية تعمُّ أرجاء فلسطين.
وأوضحت الدراسة أن العامل الأبرز في تطور الانتفاضة وهو ألا تقف عند حدود الضفة الغربية بل تتعداها إلى قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى انتقالها من الهجمات العفوية إلى الفعل الموَجَّه الذي يملك قيادة فعالة وبرنامجاً سياسياً واضحا.
وشددت على أن أخطر ما قد يتهدد الانتفاضة الحالية هو قيام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بقمع التحركات في الضفة الغربية عبر تفاهمات أمنية أو سياسية، خاصة أن الأجهزة الأمنية ما زالت حتى هذه اللحظة تتابع التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الدراسة إلى أن قرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ساهمت -بشكل أو بآخر- في استمرار المواجهات، إذ خولت الشرطة فرضَ حظر التجول وإطلاق النار لمجرد الاشتباه، كما صادقت على هدم بيوت منفذي العمليات ومصادرة ممتلكاتهم وسحب الهوية منهم.
سيناريوهات مستقبلية
وبحسب الدراسة فإن المشهد الحالي للمواجهات الدائرة بين شباب فلسطين العزل وقوات الاحتلال المدججة بالسلاح، يرسم ثلاثة سيناريوهات مستقبلية: أولها أن تتم محاصرة الانتفاضة وإطفاء جذوتها من خلال تعاون أمني بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في رام الله، مقابل بعض المكتسبات الهامشية.
والثاني هو أن تستمر الهبات الشعبية ترتفع وتنخفض دون تطويرها لتتحول إلى انتفاضة حقيقية واسعة. أما السيناريو الثالث فهو اتساع رقعة المواجهة ورفع وتيرة الهجمات الفلسطينية وتنويعها، وتأطير الانتفاضة عبر قيادة ميدانية فاعلة، ووضع رؤية وبرنامج سياسي واضح لها.
وقالت الدراسة "إن البعض يتساءل عن الأسباب التي دفعت بالشباب الفلسطيني للانتفاض دون توجيه من قيادات فصائلية، لكن ما جرى أن إسرائيل استغلت انشغال العرب بالربيع العربي لتسريع عمليات التهويد في الضفة الغربية بشكل عام وفي مدينة القدس بشكل خاص".
وتابعت "لقد سعى الاحتلال خلال السنوات الخمس الماضية لتغيير معالم القدس تمهيداً لتنفيذ مخططه لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وظهرت أخطر تجلياته في محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمنياً بين المسلمين واليهود".
ولفتت الدراسة إلى أن المخططات الإسرائيلية قابلها فشل كبير لمشروع التسوية السياسية على مدى أكثر من عقدين من الزمن، بالإضافة إلى تضييق النظام المصري بعد الانقلاب الخناق على المقاومة في غزة، وملاحقة السلطة الفلسطينية للمقاومة في الضفة الغربية عبر التنسيق الأمني.
خطوات عملية
ودعت الدراسة الفصائل الفلسطينية إلى سرعة تشكيل إطار قيادي ميداني يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني بمن فيهم المستقلون والقوى الشبابية، ومنع محاولة ركوب موجة الانتفاضة من أجل العودة إلى المفاوضات.
كما طالبت الفلسطينيين بوضع رؤية سياسية توافقية تتضمن تحقيق أهداف مطلبية آنية، مثل منع دخول المستوطنين للأقصى، ووقف الاستيطان، وإزالة الحواجز الإسرائيلية في الضفة، ورفع الحصار عن غزة، وتحرير الأسرى، وصولاً إلى ترسيخ مشروع تحريري مستدام.
وناشدت الدراسة الحكومات والشعوب العربية والإسلامية والغربية توفير الدعم الخارجي للانتفاضة، سواء على مستوى جمع التبرعات المالية والعينية، أو على مستوى المظاهرات والفعاليات المختلفة.