ضباط إيران بالعراق.. توسيع نفوذ أم مواجهة للإرهاب

Members from Hashid Shaabi hold a portrait of Quds Force Commander Major General Qassem Suleimani during a demonstration to show support for Yemen's Shi'ite Houthis and in protest of an air campaign in Yemen by a Saudi-led coalition, in Baghdad March 31, 2015. Saudi troops clashed with Yemeni Houthi fighters on Tuesday in the heaviest exchange of cross-border fire since the start of a Saudi-led air offensive last week, while Yemen's foreign minister called for a rapid Arab intervention on the ground. REUTERS/Thaier Al-Sudani
تواترت تقارير كثيرة بشأن دور قاسم سليماني في المعارك الدائرة بسوريا والعراق (رويترز)

علاء يوسف-بغداد

كشفت وسائل إعلام عراقية عن وجود مقاتلين إيرانيين في محافظة صلاح الدين التي تشهد قتالا شرسا بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية، في المقابل تؤكد الحكومة على أن إيران أرسلت مستشارين عسكريين فقط للمساهمة في محاربة الإرهاب.

ومنذ سيطرة تنظيم الدولة في العراق على عدة محافظات عراقية تزايد ظهور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد بشكل معلن على العكس مما كان عليه في سوريا، الأمر الذي دفع محللين للقول إن هذا الظهور ضمن خطة مدروسة لزيادة النفوذ الإيراني في العراق تؤكدها تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تقول "نحن نسيطر على العراق".

وبغض النظر عن وجود مقاتلين وضباط إيرانيين في العراق من عدمه فقد سعت إيران لزيادة نفوذها الأمني في العراق عبر تشكيل عدد كبير من المليشيات الشيعية الموالية لها حتى بات نفوذها أكبر بكثير من النفوذ الأميركي.

‪وردي: إيران تتذرع بمحاربة الإرهاب لتبرير تدخلاتها في العراق‬ (الجزيرة)
‪وردي: إيران تتذرع بمحاربة الإرهاب لتبرير تدخلاتها في العراق‬ (الجزيرة)

أطماع توسعية
وتنتقد النائبة عن ائتلاف القوى العراقية لقاء وردي التدخلات الإيرانية في العراق تحت ذريعة المشاركة في محاربة تنظيم الدولة ودعم القوات الأمنية العراقية، مؤكدة أن لدى إيران غايات أكبر وأوسع من مصلحة العراق.

وتقول للجزيرة نت إن "إيران تعتبر العراق جزءا منها أو أنه محافظة من محافظاتها، ويكفي أن المسؤولين الإيرانيين يصولون ويجولون في العراق دون رقيب بعلم الحكومة العراقية، وهذا ما نرفضه لأن العراق دولة ذات سيادة"، مطالبة إيران بالكف عن التدخل في شؤون العراق بحجة مساعدته.

وتضيف أن "على الحكومة وضع حد لهذه التدخلات التي تضر بالعراق وبعلاقاته الخارجية مع المحيطين العربي والدولي، وأن تعلن بصراحة عن أسباب وجود مقاتلين إيرانيين في العراق وهو لديه خبرات عسكرية كبيرة".

نعمة: العراق بحاجة لدعم دولي في معركته ضد الإرهاب (الجزيرة)
نعمة: العراق بحاجة لدعم دولي في معركته ضد الإرهاب (الجزيرة)

محاربة للإرهاب
في المقابل، تقول النائبة عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة "لا يوجد أي مقاتلين إيرانيين في العراق، والحكومة تستعين بمستشارين عسكريين إيرانيين وأميركيين لمواجهة الإرهاب"، مؤكدة أن "هناك من يروج لوجود المقاتلين بحجة التخفيف من زخم المعركة وإثارة المشاكل في البلاد".

وتضيف للجزيرة نت أن "المستشارين الإيرانيين يمكنهم لعب دور إيجابي في مساعدة ومساندة القوات الأمنية العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة لما لهم من خبرة وكفاءة في إدارة المعارك، وهو ما سيصب في صالح العراق والعراقيين".

وتشير نعمة إلى أن "العراق يخوض معركة ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم، ولذلك هو بحاجة ماسة إلى دعم أي دولة أو أي جهة كانت بشرط احترام سيادة البلاد".

‪الهاشمي: الحديث عن وجود مقاتلين إيرانيين بالعراق مبالغة‬ (الجزيرة)
‪الهاشمي: الحديث عن وجود مقاتلين إيرانيين بالعراق مبالغة‬ (الجزيرة)

مستشارون عسكريون
بدوره، يقول الخبير العسكري هشام الهاشمي إن "الحديث عن وجود مقاتلين إيرانيين أمر مبالغ به لأن العسكريين الإيرانيين المتواجدين بالعراق هم ضباط يتراوح عددهم بين 80 و85 ويعملون على تدريب القوات العراقية أو كمستشارين عسكريين، ولا وجود لأي مقاتلين أجانب على الأرض".

ويضيف للجزيرة نت أن "جميع الضباط الإيرانيين دخلوا العراق بعلم وطلب الحكومة العراقية"، مشددا على أن التدخل الجوي الروسي سيساهم في تقدم القوات العراقية، واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.   

ودائما ما يظهر قادة مليشيات الحشد الشعبي في العراق وهم يقدمون الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها العراق في الحرب ضد تنظيم الدولة، ويهاجمون التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويعلنون مساندتهم للتحالف الرباعي الذي يضم روسيا وإيران والعراق وسوريا.

ويغضب وجود العسكريين الإيرانيين الولايات المتحدة التي ترتبط مع العراق باتفاقية إطار إستراتيجي تتركز أغلب بنودها على المجالين الأمني والعسكري.

المصدر : الجزيرة