إياد العواودة.. إقدامٌ فضح الجيش الإسرائيلي

عوض الرجوب-الخليل

يسابق الزمن وهو يشهر سكينه ويطارد أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في الخليل، بينما يفر الجندي المدجج بالسلاح من أمامه وهو يصرخ في ذعر، قبل أن ينقض عليه ويطعنه، هكذا قرر الشاب الفلسطيني إياد خليل العواودة أن يثأر لاعتداءات الجنود الإسرائيليين على المرابطات في المسجد الأقصى، وربما لم يكن يدرك أن فعلته تلك التي صورتها الكاميرات ساهمت في إذلال الجيش الإسرائيلي.

وفي مسجد صغير بقرية المورق غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يحتفظ السكان أسوة بباقي المناطق الفلسطينية بألواح خشبية مخصصة لتشييع الموتى يطلق عليها اسم "النعش"، ويبدو أن هذه الألواح كانت آخر عهد الشهيد إياد خليل العواودة ببلدته.

يقول الحاج خليل العواودة والد الشهيد إن "بعض السكان انتبهوا بعد استشهاد ابنه إلى وجود عبارة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله وعبارة مرحبا بلقاء الله على النعش وأسفلها توقيع بخط إياد العواودة، فكانت مفاجأة للكثيرين"، ورغم صعوبة التحقق فيما إذا كان إياد هو فعلا من كتبها، فإنه في النهاية حقق ما أراد.

‪كلمات كتبها الشهيد إياد العواودة على نعش نقل الموتى‬ (الجزيرة نت)
‪كلمات كتبها الشهيد إياد العواودة على نعش نقل الموتى‬ (الجزيرة نت)

لأجل الأقصى
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- في الساعة التاسعة من مساء الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري رنّ هاتفي المحمول، فإذا المتصل ضابط إسرائيلي يسأله عن ابنه إياد، ولما أبلغه أنه غادر في الصباح ولم يعد، طلب منه الحضور إلى معسكر عتصيون جنوب بيت لحم.

ويتابع، وهو ضابط فلسطيني متقاعد، أن أول ما وقع عليه نظره جثة شهيد داخل سيارة إسعاف إسرائيلية، ثم طُلب مني التعرف عليه، ولما كشفت وجهه قلت "هذا ابني إياد"، مشيرا إلى أنه تعرض للاستجواب حول عمل ابنه وساعة مغادرته ومكان سكنه ووقت خروجه وبعد ذلك استلم الجثمان وعاد به.

ويكمل "شعرت بسكينة وصبر لم أشعر به من قبل، وبعدها استلمت جثمان ابني وشيعته ودفنته"، مشددا على أن ما يجري في المسجد الأقصى من اعتداءات متواصلة ومنع المسلمين من الصلاة فيه بحرية "هو الدافع الرئيسي لقيام ابني بطعن الجندي الإسرائيلي".

ويصف العواودة ما جرى لابنه بالإعدام، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية كحل للوضع المتأزم، محملا الاحتلال المسؤولية عن تصاعد الأوضاع.

‪الشهيد إياد العواودة أثناء طعن أحد جنود الجيش الإسرائيلي في الخليل‬ (ناشطون)
‪الشهيد إياد العواودة أثناء طعن أحد جنود الجيش الإسرائيلي في الخليل‬ (ناشطون)

اختار طريقة
من جهتها تقول الوالدة أم شادي "إنها كأي أم كانت تنتظر أن تزف ابنها إلى عروس، وتفرح بزواجه وتشاهد أبناءه حولها، لكنه اختار طريقا كان يتمناها"، موضحة أن أكثر من سيفتقده ابنها الأصغر محمد في الرابعة من عمره.

ولا تبرح الوالدة تردد كلمة "الحمد الله"، مضيفة أن الله "اصطفاه واختاره شهيدا" وأنه "اختار الشهادة فوفقه الله لها".

أما شقيقه الصغير محمد فيبدو بعد أسبوع من غياب شقيقه مستسلما للواقع ومقتنعا بأن شقيقه لن يعود، ويقول إن "إياد استشهد من أجل الأقصى وذهب إلى الجنة".

المصدر : الجزيرة