مؤيدون ومعارضون: السيسي سبب عزوف الناخبين

مراكز الانتخابات بمصر تبدو خالية من الناخبين
بلغت نسبة المشاركين في الجولة الأولى أقل من 4% ممن لهم يحق التصويت (الجزيرة)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

توافق مؤيدون ومعارضون للنظام الحالي في مصر على اعتبار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الناخبين عن التصويت في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، لكن هذا التوافق انتهى إلى تباين شديد في حقيقة الأمر.

فقد اعتبر المؤيدون أن العزوف عن الاقتراع يرجع لثقة الناخبين في السيسي والاكتفاء به "رئيسا ومشرعا ومحاميا ومراقبا ومحاسبا دون الحاجة إلى برلمان"، كما صرح مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، بينما أرجع معارضون المقاطعة إلى فقدان هذه الثقة، وعدم قناعتهم بأي استحقاق انتخابي يدعم نظامه.

وأحدث العزوف الواضح من قبل الناخبين حالة من الارتباك لدى الإعلاميين المصريين في كيفية تناول أسباب هذا العزوف، حيث حمل جانبا منهم الشعب مسؤولية ذلك، فيما لم يجد آخرون مناصا من إرجاعه إلى ضعف الأداء الحكومي وشيوع حالة من الإحباط بين فئات الشعب.

لكنهم في النهاية شددوا جميعا على أن ذلك لا علاقة له بدعوات معارضي الانقلاب العسكري الناخبين للمقاطعة.

وحسب تقرير أصدره المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام اليوم، فقد بلغ عدد المشاركين في الجولة الأولى نحو 988 ألف ناخب بما يعادل 3.6% ممن لهم يحق التصويت، وبلغت نسبة كبار السن منهم (أكبر من 50 عاما) 85%، فيما بلغت نسبة مشاركة المرأة 78% من إجمالي عدد الناخبين.

انعدام الثقة
وأرجع رئيس المركز مصطفى خضري في حديثه للجزيرة نت هذا العزوف إلى "انعدام ثقة المجتمع المصري في الانتخابات كمنظومة سياسية بعد انقلاب ٣ يوليو 2013، وسخط المصريين نتيجة الحالة الاقتصادية، ورجوع وجوه قديمة محسوبة على نظام مبارك إلى الساحة السياسية، وحالة الانقسام المجتمعي الحادة التي ترسخت خلال العامين الماضيين.

بينما رأى القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي هذا العزوف يعود إلى "انفضاض القطاع الكبير ممن خدع في السابق بالسيسي ووعوده في 30 يونيو 2013 وما بعده".

وتابع في حديثه للجزيرة نت أنه من المفروغ منه أن مقاطعة جماعة الإخوان وكافة معارضي الانقلاب ليست بجديدة، وسبق حدوثها في انتخابات الرئاسة واستفتاء دستور الانقلاب، إلا أن ما أظهرته الصورة كما رأيناها بالأمس انضمام قطاعات ممن شاركوا في انتخابات ما بعد 30 يونيو للمقاطعة.

وأرجع ذلك إلى "فشل السيسى وعدم وفائه بأي من وعوده، وانكشاف زيف جميع ما وعد به من مشروعات خلال الفترة الماضية".

‪الناخبون غلب عليهم كبار السن‬ (الجزيرة)
‪الناخبون غلب عليهم كبار السن‬ (الجزيرة)

عزوف احتجاجي
بدوره وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة هذا العزوف بأنه "احتجاجي وتعبير عن موقف الشعب مما يجري على الساحة السياسية مؤخرا".

وأوضح في تصريحات للجزيرة نت أن الشعب لم يكن لديه خيار حقيقي خلال هذه الانتخابات، فالمرشحون أمامه يعبرون عن لون واحد، وهو ما قامت ثورتهم في الأساس على رفضه في نظام مبارك.

وتابع "أراد الشعب توجيه رسالة للسيسي وللنخب السياسية حينما وجد أن هناك مرشحين أعلنوا منذ البداية نيتهم تعديل الدستور لصالح السيسي، كما أن السيسي نفسه كشف عن عدم سعادته بهذا الدستور".

ورأى أن هذا العزوف إذا استمر خلال المرحلة الثانية "سيضعف شرعية النظام وينتقص من شعبية السيسي، ويجعل في ذات الوقت من السلطة التشريعية أداة للسلطة التنفيذية".

في المقابل، أبدى المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه تحفظه على تأكيد عزوف الناخبين عن التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات، مؤكدا وجود زيادة في عدد المصوتين ببعض المحافظات عن المعتاد كما في محافظة مرسى مطروح، على حد تقديره.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن البعض يحاول توظيف هذا الأمر سياسيا عبر إرجاع ذلك إلى أسباب تخدم رؤاهم وموافقهم السياسية، مشددا على ضرورة التريث وإجراء دراسات وتحليلات موضوعية للوقوف على الأسباب الحقيقية.

المصدر : الجزيرة