بعد هجمات العريش.. هل يتمدد تنظيم الدولة بسيناء؟

التدريبات العسكريه الجديده لجنود الدولة الاسلامية بولاية سيناء والتوعد بتنفيذ هجمات
"ولاية سيناء" روّجت صورا لتدريبات مسلحيها قبل أيام من تنفيذها هجمات العريش (الجزيرة)

منى الزملوط-سيناء

كشف شهود عيان للجزيرة نت عن تفاصيل بشأن الهجمات التي استهدفت مواقع أمنية بالعريش الليلة الماضية وراح ضحيتها أكثر من مائة شخص بين قتيل وجريح، مؤكدين أنها كانت ضخمة ومنسقة.

وحسب مصادر طبية فقد سقط أكثر من 40 قتيلا وأكثر من 70 جريحا في سلسلة هجمات تبنتها جماعة أنصار بيت المقدس واستهدف أبرزها مقر الكتيبة 101 للجيش المصري، فضلا عن عدة مواقع عسكرية وشرطية في عاصمة محافظة شمال سيناء.

ومع أن الهجمات تركزت ليلا، إلا أن الناشط أبو مصطفى السيناوي أكد للجزيرة نت أن المقدمات بدأت منذ صباح الخميس حيث هاجم مسلحون جانبا من القوات التي دفع بها الجيش إلى شمال سيناء ضمن حملته المتواصلة هناك منذ عدة أشهر، وأطلقوا قذائف صاروخية عدة نجحت إحداها في تدمير عربة مدرعة.

هجمات الجيش المصري برفح شملت منازل المدنيين (الجزيرة)
هجمات الجيش المصري برفح شملت منازل المدنيين (الجزيرة)

نيران عشوائية
وحسب الناشط فقد رد الجيش "كعادته" بنيران عشوائية أدت إلى تدمير عدة منازل وعشش فضلا عن حرق مركبات، ولم تؤد إلى إنهاء الهجمات وإنما إلى زيادتها كما يرى السكان.

ومع حلول الليل وبعد بدء ساعات حظر التجول، وقعت الهجمات التي استهدفت أساسا منطقة القيادة العسكرية في ضاحية السلام بالعريش حيث توجد الكتيبة 101 ومديرية أمن شمال سيناء، فضلا عن مقار سيادية وهيئات حكومية واستراحة للضباط.

ووفقا لشهود يقيمون قرب منطقة الهجمات، فقد كان اللافت أن العملية تمت بشكل منسق ومتزامن، حيث استهدفت معظم نقاط التفتيش القريبة فيما بدا تمويها للضربة الأكبر التي وقعت بعد قليل واستهدفت الكتيبة 101 بشاحنة مخصصة لنقل المياه تحمل نحو طن من المتفجرات تعرضت لإطلاق نار من القوات المتمركزة بأعلى البنايات المجاورة قبل أن تنفجر.

يقول شاهد تحدث للجزيرة نت إنه لم يكن يتوقع أن تقدم "ولاية سيناء" -وهو الاسم الذي تحولت إليه جماعة أنصار بيت المقدس بعد مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية- على مثل هذا الهجوم الضخم، لكنه يرجع الأمر إلى تطورات كان أبرزها عملية "كرم القواديس" التي راح ضحيتها أكثر من 30 عسكريا مصريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي "هزت أركان الأساطير"، حسب قوله.

‪صورة بثها ناشطون لجانب من تدريبات مقاتلي
‪صورة بثها ناشطون لجانب من تدريبات مقاتلي "ولاية سيناء"‬ صورة بثها ناشطون لجانب من تدريبات مقاتلي "ولاية سيناء"

حملة فاشلة
ولفت الشاهد إلى أنه رغم تكثيف الجيش حملته العسكرية على المنطقة بل توسيعها إلى العريش بعد أن كانت تقتصر على المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد، فإن الهجمات تزايدت وشملت خطف ضابط وتصفيته في مؤشر يؤكد أن المسلحين باتوا في وضع أفضل مما سبق رغم الحملة المكثفة.

وأشار إلى أن مواقع تابعة لما يعرف بولاية سيناء نشرت مؤخرا صورا لتدريبات يقوم بها مسلحوه في سيناء مع استعراض للأسلحة التي يستخدمونها في هجماتهم، وهو مؤشر يرى الشاهد -الذي رفض الكشف عن اسمه- أنه يوضح تزايد قوة هؤلاء المسلحين وامتداد نفوذهم في سيناء.

وأكد أن توسيع نطاق الحملة ليشمل مدينة العريش عاصمة المحافظة زاد من استياء الأهالي، الذين باتوا يتوقعون حملة اعتقالات مكثفة تشملهم دون أن تؤدي كالعادة إلى القبض على منفذي الهجمات.

وكان حزب الكرامة بشمال سيناء قد دعا سكان العريش قبل يومين إلى الإضراب يوم الأحد المقبل ردا على قرار الحكومة تمديد حظر التجول في العريش أسوة بالمناطق الحدودية بين رفح والشيخ زويد.

المصدر : الجزيرة