15 شهرا على حصار عامرية الفلوجة

الجزيرة نت-بغداد

يحاصر تنظيم الدولة الإسلامية ناحية عامرية الفلوجة التابعة لقضاء الفلوجة في محافظة الأنبار منذ أكثر من عام تقريبا، ويحاول التنظيم بسط سيطرته على هذه المدينة الإستراتيجية تمهيدا لمعركة بغداد وفتح جبهة كربلاء.

وقال فيصل العيساوي قائمقام الفلوجة ورئيس ناحية عامرية الفلوجة للجزيرة نت إن تنظيم الدولة "يخوض معارك عنيفة على أطراف المدينة بعد أن أعلن عن بدء معركة عامرية الفلوجة منذ أشهر، وحاول اقتحامها من عدة جهات، إلا أن مقاومة قوات الصحوات من عشيرة البو عيسى والقوات الأمنية المتواجدة أفشلت تقدم المسلحين إلى داخل المدينة".

ويضيف العيساوي أن "إحدى تلك الهجمات استطاع من خلالها المهاجمون قتل آمر اللواء الثامن التابع للجيش العراقي بتفجير عربة عسكرية من نوع همر مفخخة كان يقودها انتحاري اقتحم مقر الفوج في الناحية، وبعده قتل أحد القادة الميدانيين لصحوات البو عيسى برتبة ملازم بنيران قناصة".

وفي صعيد متصل، كشف العيساوي عن وصول المئات من المقاتلين الشباب المسلحين من أبناء عشائر آل عيسى في الجنوب والوسط لدعم أبناء عمومتهم من عشائر البو عيسى في الأنبار، خاصة في عامرية الفلوجة.

وقال إنه "تم استقبالهم من قبل العشائر في عامرية الفلوجة وتم توزيعهم في مناطق المدينة للدفاع عنها".

وكان تنظيم الدولة قد بدأ حصار عامرية الفلوجة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014، وبدأ العملية بحصار من ثلاثة محاور: أولها هو القادم من مدينة الفلوجة وهو منطقة الحصي، والمحور الثاني من جنوب الناحية وهو منطقة زوبع، والمحور الثالث من منطقة العويسات.

وتعتبر عامرية الفلوجة منطقة إستراتيجية مهمة من الناحية الجغرافية، فهي في مكان يربط بين جرف الصخر في شمال محافظة بابل والفلوجة، ومن جهة أخرى بين مدينة الفلوجة والعاصمة بغداد من الجهة الجنوبية الغربية.

إلى ذلك، كشف رئيس المجلس المحلي في عامرية الفلوجة شاكر العيساوي عن وجود فوج طوارئ شرطة في العامرية مشكل منذ ثمانية أشهر لكن بدون سلاح، كما تم تشكيل قوات شعبية مؤخرا من ألف مقاتل باسم "فوج عامرية الفلوجة"، لكن بدون سلاح أيضا.

‪ناحية عامرية الفلوجة تعيش حالة من التوتر المستمر‬  (الجزيرة نت)
‪ناحية عامرية الفلوجة تعيش حالة من التوتر المستمر‬  (الجزيرة نت)

هجمات يومية
ويقول العيساوي للجزيرة نت إن "عامرية الفلوجة تتعرض لهجمات بشكل يومي من قبل تنظيم الدولة الذي يستخدم الهاون والمدافع".

وأشار إلى أن قوات العشائر المقاتلة في الداخل -التي يقدر عددها بأكثر من ألف مقاتل- لن تصمد طويلا بدون الحصول على دعم من الحكومة الاتحادية، أو الحصول على السلاح من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

من جهته، قال أحمد العيساوي -أحد وجهاء عامرية الفلوجة- إن "أجواء الخوف الهلع والرعب تسود بين أهالي الناحية، فهم يسمعون أصوات الاشتباكات المتواصلة، والمسلحون يقتربون شئيا فشئيا من الناحية للسيطرة عليها، الأمر الذي دفع العديد من أصحاب المحال إلى إغلاق محالهم التجارية والبقاء في منازلهم".

تركت مئات العائلات الناحية إلى المناطق القريبة هربا من المعارك الطاحنة بين الجيش والمسلحين، بينما نعاني من شح في المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية

حالة ضنك
وأضاف أنه "منذ سنة تقريبا لم تعش الناحية أوضاعا طبيعية، فحركة الناس أصبحت قليلة جدا، خاصة بعد إغلاق الجيش العراقي جميع المنافذ والطرق المؤدية من وإلى الفلوجة بحجة محاصرة المسلحين، فيما تركت مئات العائلات الناحية إلى المناطق القريبة هربا من المعارك الطاحنة بين الجيش والمسلحين، بينما نعاني من شح في المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية".

وطبقا لما يراه الخبير العسكري الفريق حسن كريم، فإن "أهمية هذه البلدة باتت تكمن في ظل التحولات الجديدة للتعامل مع المسلحين في مسألة أساسية وهي أن من يسيطر على عامرية الفلوجة يبقى ممسكا بالفلوجة الأم، ومن ثم يعزل بغداد وشمال بابل (منطقة جرف الصخر) عن الأنبار"، وبالتالي فإن من يخسرها "قد تتعدد خسائره، وربما تسقط مدن أخرى بيد القوات العراقية".

وتقع عامرية الفلوجة على بعد حوالي أربعين كيلومترا غرب العاصمة بغداد، وثلاثين كيلومترا جنوب مدينة الفلوجة، وينتمي أهالي العامرية في الأغلب لعشيرة "البو عيسى"، ويبلغ إجمالي عدد سكانها 110 آلاف نسمة، منهم نحو سبعين ألفا يسكنون المناطق الحضرية.

يذكر أن تهديد تنظيم الدولة في العراق انتقل نقلة نوعية في يونيو/حزيران من العام الماضي عندما استطاع السيطرة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق وثاني أكبر مدن العراق.

ولم يتوقف التنظيم عند الموصل بل بدأ زحفه جنوبا وسيطر على أجزاء كبيرة من محافظات الوسطى وحتى تخوم العاصمة بغداد.

وتخوض قوات من الجيش العراقي مدعومة بمليشيات شيعية موالية للحكومة معارك مستمرة ضد التنظيم في المحافظات الشمالية والغربية من البلاد وبغطاء جوي من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على التنظيم.

المصدر : الجزيرة