نشطاء مصريون: الثورة تعود إلى الشارع مجددا

الوقفة التي نظمها الشباب أمام نقابة الصحفيين بويسط القاهرة.
محافظات مصرية عدة شهدت زخما ثوريا كبيرا في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011 (الجزيرة)

يوسف حسني-القاهرة

يعتقد شباب ونشطاء وسياسيون مصريون -بينهم مؤيدون للرئيس عبد الفتاح السيسي– أن يوما جديدا من أيام الثورة عاشته مصر يوم الأحد، أثناء إحيائها الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وإذا كان النظام لا يزال في موقعه رغم الهتافات التي تعالت في شوارع مصر وميادينها مطالبة بإسقاطه، فإنه يعيش على وقع الصدمة "غير المتوقعة" التي أحدثها له تجاوب كثيرين مع دعوات التظاهر، ربما لأنهم شعروا أنهم أمام قيادة قمعية لا تملك رؤية، وتتحسس المسدسات كلما سمعت حديثا عن الديمقراطية، على حد قول الكاتب الصحفي محسن جاد.

جاد -صاحب الفكر اليساري والذي جمد عضويته بحزب التجمع اعتراضا على موقفه من الانقلاب- قال للجزيرة نت إن ما حدث خلال إحياء ذكرى الثورة "يؤكد أن قطاعات كبيرة من المحايدين وممن بنوا آمالا على الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرروا الخروج عن صمتهم والنزول للمطالبة بحقوقهم المهدرة".

وأضاف أن ما حدث في شوارع مصر وميادينها "لن يغير من سياسة النظام العسكري الذي لا جدوى من مناقشته، لأنه نظام يعمل على بقاء الجيش في الحكم حتى جثة آخر مصري، أيا كان توجهه".

وخلص جاد إلى أن الزخم السياسي الحاصل في مصر "لا يمكن حصره في جماعة الإخوان المسلمين، لأن الشارع كان به شباب وبسطاء وقطاعات غابت عنها شعارات الجماعة المعروفة".

أجواء الثورة
عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل محمد مصطفى يرى في حديثه للجزيرة نت أن يوم ذكرى الثورة يمكن مقارنته بيوم 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأثبت أن الناس تغيروا بعد العام 2011، وأن الصمت على الممارسات لا يعني الرضى بالظلم، بقدر ما يعني إمهال النظام ومراقبته.

واستدل عضو الحركة الذي شارك في إدارة غرفة عملياتها يوم الأحد، بالانعقاد الدائم لمجلس الوزراء وتصريحات الغرب المنددة بالقمع، على تأثير الأحداث على النظام، لأن تجاوب الشارع "كان أكبر من المتوقع".

فقد كان الأهالي -وفق قوله- يسعفون المصابين ويلقون لهم زجاجات المياه والخل من النوافذ، كما قامت عائلات بحماية الفتيات في منازلها بمنطقة المطرية التي كانت أكثر المناطق سخونة.

وأشار إلى أن حركات كثيرة قررت النزول بعد أحداث الأحد، وعلى رأسها روابط "الألتراس"، مشددا على أن كافة القوى عليها البناء على ما حدث، وتنحية المطالب الخاصة.

أما المتحدث الإعلامي لحركة "حراك" الدكتور هاني جابر فأوضح أن الذكرى كانت بداية لواقع جديد اختفى فيه كثير من الانقسام بين القوى. ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن الجميع مطالب بوضع رؤية يستفيد فيها من هذه العودة القوية للثورة، كل حسب أفكاره.

‪عطية: قتل وقمع المتظاهرين يؤكد أن الشرطة تصفي حسابات مع من يؤمن بالثورة‬ (الجزيرة)
‪عطية: قتل وقمع المتظاهرين يؤكد أن الشرطة تصفي حسابات مع من يؤمن بالثورة‬ (الجزيرة)

الفجوة تتسع
وعبر بعض مؤيدي السيسي عن ذهولهم من الفعاليات التي شهدتها مصر، ومن بينهم المتحدث باسم حركة "تحيا مصر" محمد عطية الذي قال للجزيرة نت إن قتل وقمع المتظاهرين "يؤكد أن جهاز الشرطة يقوم بتصفية حسابات مع كل من يؤمن بالثورة أو الحرية، وأن السيسي مطالب باتخاذ موقف حاسم من هذه الممارسات".

وأضاف "ما زلنا ندعم السيسي، لكن صمته على القمع وعودة مصر إلى أيام مبارك، وعدم محاسبة الشرطة، يعمق الفجوة ويجعلنا نفيق على واقع مخالف لما أردناه، لأن المصريين الذين فرقتهم السياسة جمعهم الدم".

أما عضو تنسيقية 30 يونيو حسام فودة فأكد للجزيرة نت أن يوم ذكرى الثورة "كان مختلفا"، مضيفا أن "الشرطة أثبتت أنها فاسدة، وأن التمسح بفزاعة الإرهاب لم يعد مقبولا، وأن تأييده للسيسي -وهو من أبرز من أيدوه- تراجع إلى أقل درجاته".

ولفت فودة إلى أن كفر المواطنين بما حدث في يونيو/حزيران 2013 سيدفعهم للنزول مرة أخرى مطالبين بتحقيق أهداف الثورة، وسيطيح بالسيسي، ولن ينفعه الجيش ولا الإعلام ولا الشرطة.

لن يسقط
على الجهة الأخرى يرى محمود إبراهيم نائب رئيس مركز الاتحادية لشؤون الرئاسة أن "شيئا لم يحدث في ذكرى الثورة، وأن بعض من يسعون للفوضى يروجون لأحداث أمنية بالأساس على أنها سياسية".

وفي حديثه للجزيرة نت قال إبراهيم "إن النظام لم يهتز، وإن السيسي باق في الحكم لثماني سنوات، كما أن تعامل الشرطة مع المتظاهرين يأتي في إطار رد الفعل على التحريض العلني على قتلهم من قبل بعض الإعلاميين".

وخلص إلى أن من نزلوا في ذكرى الثورة هم "مجموعة من المغرر بهم بشعارات فارغة تهدف جميعها إلى إثارة الفوضى"، مؤكدا أن انعقاد مجلس الوزراء لا يعني قلق النظام "لأنه يأتي في إطار سعيها لإصلاح ما خربه هؤلاء الفوضويون، والمناوشات التي وقعت ليس لها أثر بالمرة، كما أن شعار إسقاط النظام لن يتحقق أبدا".

المصدر : الجزيرة