محللون: اليمن دخل مرحلة ما بعد الانقلاب الحوثي
عبده عايش-صنعاء
واعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي أن "استقالة هادي تعني نهاية العملية السياسية والنظام الانتقالي وعملية التسوية السياسية، بكل ما تعنيه من انتقال سلمي وسلس إلى مرحلة الدولة اليمنية الاتحادية الموحدة".
وقال التميمي في حديث للجزيرة نت إن "اليمن دخل مرحلة ما بعد الانقلاب الحوثي"، مشيرا إلى أن "المخطط الانقلابي كان يقضي بتضييق الخيارات أمام الرئيس هادي لدفعه للاستقالة، وحتى تنتقل السلطة إلى الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وحزبه مجددا عبر رئيس مجلس النواب، التابع له".
ورأى أن "استقالة هادي والحكومة تعني شكلا من أشكال إدانة الانقلاب المناطقي المذهبي الذي نفذه الرئيس المخلوع صالح وحليفه عبد الملك الحوثي على قاعدة العصبة المذهبية، وهو استعادة متأخرة لأحداث أغسطس/آب 1968 الإقصائية التي نفذت بحق النخبة العسكرية والسياسية التي تنتمي لمحافظتي تعز وإب".
مأزق الحوثيين
من جانبه توقع رئيس مؤسسة جهاز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي أن تمضي الأمور في اليمن بعد استقالة هادي وبحاح باتجاه مفاوضات سياسية ستفضي إلى عدولهما عن استقالتهما.
وقال الشرفي في حديث للجزيرة نت إنه "إذا لم يعدل هادي ورئيس الحكومة عن استقالتهما، فذلك يعني مضي البلد إلى الأسوأ وهو انعزال الجنوب عن الشمال، ودخوله في مشاكل وتصاعد المشاكل في الشمال والنتيجة تشظي البلد".
وعن كيفية تصرف الحوثيين تجاه استقالة الرئيس، قال إن "الحوثيين سيجدون أنفسهم مضطرين لتقديم التنازل لأنه لا يمكنهم بدون هادي أن يسيّروا أي شيء في البلد".
وفيما يتعلق بتوجه الحوثيين وصالح إلى تعيين مجلس رئاسي أو عسكري لإدارة البلاد، قال الشرفي إن ذلك قد يكون ممكنا إلى حد ما في المحافظات الشمالية، لكن لن يمكنهم ذلك في المحافظات الجنوبية، ولن تكون هناك شرعية لأي مجلس رئاسي أو عسكري قد يتم اللجوء إليه لملء الفراغ الذي تخلفه استقالة الرئيس هادي".
مسار مأساوي
وكان عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الدكتور أحمد عتيق قد دعا الشعب اليمني إلى الخروج في مظاهرات للوقوف إلى جانب شرعية الدولة، عبر الإصرار على خروج المليشيات المسلحة من العاصمة وإعادة ما نهبته من الدولة ورفع يد الوصاية عن الدولة والقرار السياسي.
وقال عتيق إن "الحوثيين غير قادرين على إدارة الدولة لأنهم كانوا يتمنون عدم استقالة الرئيس هادي بهدف تمرير مشاريعهم الخاصة بالاستيلاء على الدولة، أما مقدرتهم الذاتية فهي منعدمة خاصة أنهم لا يحملون برنامجا سياسيا لإدارة الدولة بشكل قانوني وحديث يضمن العدالة لكافة المواطنين".
واعتبر أن "الأمور ستتجه إلى مسار مأساوي، خاصة إذا ما تخلت الدول الخليجية والمجتمع الدولي عن اليمن، والمطلوب أن يشعر الإقليم والعالم بخطورة الموقف في اليمن، وعليهم اتخاذ قرارات حاسمة في دعم شرعية الدولة أمام المسلحين الحوثيين".