استقالة هادي.. ترحيب جنوبي وحوثي وصمت شمالي

Yemen's President Abd-Rabbu Mansour Hadi gestures during a news conference in Sanaa in this November 19, 2012 file photograph. Yemen's parliament on January 22, 2015 rejected the resignation offered by Hadi, Al Arabiya Television reported. A government source said earlier that he had tendered his resignation, not long after Prime Minister Khaled Baha offered his own to Hadi, who has spent months locked in a stand-off with Yemen's powerful Houthi movement. REUTERS/Khaled Abdullah/Files (YEMEN - Tags: POLITICS)
القوى السياسية اليمنية انقسمت إزاء استقالة هادي بين مرحب ومتفاجئ وصامت (أسوشيتد برس)

مأرب الورد-صنعاء

تباينت ردود الفعل في أوساط الشارع اليمني إزاء استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بين مرحب ومتفاجئ وصامت. وبينما رحب الحوثيون والقوى السياسية الجنوبية باستقالته، التزمت قوى سياسية شمالية الصمت، وطالبت أخرى الرئيس المستقيل بالتريث.

وكان الرئيس هادي -الذي انتخب يوم 21 فبراير/شباط 2012- قدم استقالته بشكل مفاجئ إلى مجلس النواب (البرلمان)، مبررا قراره بعدم قدرته على القيام بدوره بسبب التطورات التي حصلت منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي.

وعلمت الجزيرة نت من مصدر برلماني أن مجلس النواب دعا إلى عقد جلسة طارئة السبت القادم لبحث استقالة الرئيس.

في المواقف، التزم حزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يقوده الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وينتمي إليه الرئيس هادي- الصمت، في حين دعا الحزب الاشتراكي اليمني -أحد أحزاب اللقاء المشترك- الرئيس هادي ورئيس الحكومة إلى التريث في تقديم استقالتهما والتراجع عنها استشعارا لخطورة المرحلة.

‪البخيتي رحب باستقالة هادي ورفض‬ (الجزيرة نت)
‪البخيتي رحب باستقالة هادي ورفض‬ (الجزيرة نت)

ترحيب حوثي
من جهته، رحب محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي باستقالة الرئيس هادي، وقال للجزيرة نت إن رؤيتهم للمرحلة القادمة قائمة على مشاركة القوى السياسية في قرار السلطة، رافضا أي إجراءات يقوم بها البرلمان من طرف واحد دون التوافق معهم.

في المقابل، أكدت وزيرة الإعلام في حكومة بحاح المستقيلة نادية السقاف أن البرلمان اليمني فقد الشرعية بمجرد تقديم الرئيس هادي استقالته.

أما الشيخ أحمد صالح العقيلي -أحد مشايخ قبائل مأرب- فأكد أنهم لن يقبلوا بإجراءات الحوثيين التي وصفها "بالانقلابية" تجاه الرئيس هادي وحكومته.

وأكد العقيلي أنهم سيتولون الدفاع عما سماها "المصالح الحيوية في المحافظة ويدعمون الدولة"، مشيرا إلى أن القبائل "في حالة استعداد لأي طارئ".

موقف الجنوب
وفي الجنوب اعتبر المسؤول الإعلامي في مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أحمد جغمان الصبيحي استقالة هادي بأنها "خطوة في الطريق الصحيح لصالح فض الشراكة مع الشمال"، مشيرا إلى أن هناك رؤى بدأت بالتبلور من قبيل إعلان مجلس انتقالي في الجنوب.

وتوقّع الصبيحي خطوات ميدانية مثل إعادة إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، مع انتظار تأييد موقف خليجي لأي تحركات لهم.

وكانت اللجنة الأمنية بمدينة عدن جنوب اليمن قد دعت كافة الوحدات العسكرية والأمنية في محافظات أبين وعدن ولحج والضالع إلى التزام مواقعها العسكرية.

ووجهت اللجنة بعدم استقبال أي توجيهات من أي جهات حكومية في صنعاء، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية بهذه المحافظات ومن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة.

كما دعت المواطنين في الجنوب للتعاون مع عناصر اللجان الشعبية في حماية جميع المرافق والمؤسسات الحكومية في هذه المحافظات. ولم يتضمن البيان دعوة للاستقلال.

عبد الخالق السمدة:
تكليف رئيس البرلمان المنتمي لحزب صالح بتولي رئاسة البلاد، سيعيد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الحكم مجددا

وضع معقد
وفي قراءته للسيناريوهات المتوقعة، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الخالق السمدة إلى أن الوضع بات معقدا جدا.

وقال السمدة إن السيناريوهات المحتملة تتمثل في لجوء القوى السياسية للضغط على الرئيس للتراجع عن استقالته، وفي حال إصرارها عليها فإن مجلس النواب يفترض أن يتولى الأمر.

وأوضح أن الدستور يمنح رئيس البرلمان تولي مهام الرئيس في حال استقالته أو وفاته نظرا لعدم وجود نائب يقوم بدوره، معتبرا أن تكليف رئيس البرلمان -المنتمي إلى حزب صالح- سيعيد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الحكم مجددا.

ولفت السمدة إلى أن الإشكالية تكمن في انهيار الجيش وإلا كان يفترض أن يقوم بدوره في هذه الحالة ويمسك زمام الأمور في البلاد، متوقعا خطوات جريئة نحو الانفصال في الجنوب.

المصدر : الجزيرة