هكذا تحاول إسرائيل إحباط "الجنائية الدولية"

بنيامين نتانياهو : الجنايات الدولية رمز النفاق وسنعمل على حماية الإسرائيليين بكل الوسائل وكل مكان "
نتنياهو: الجنائية الدولية رمز النفاق (الجزيرة)

وديع عواودة-حيفا

كثفت إسرائيل مساعيها لمواجهة المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الدعاوى الفلسطينية ضد كبار ضباط جيش الاحتلال واتهامهم بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير على غزة. وشنت حملة شرسة على المحكمة واعتبرتها "رمزا للنفاق" وهددت بالسعي لحلها.

واعتمدت إسرائيل خطة "مركبة" لهذا الغرض تقوم على فكرة "أفضل وسيلة للدفاع الهجوم"، عبر تحضير عشرات الدعاوى ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، كما تشمل الخطة التي يشرف عليها المستشار القضائي للحكومة جمع أدلة تؤكد أن جهات قضائية في إسرائيل "تعالج انتهاكات جيشها للقانون خلال الحروب الأخيرة".

أما الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية عامنويل نحشون فقال إن إسرائيل "أعدت سلسلة دعاوى مدعمة بالبراهين ضد السلطة الفلسطينية المتهمة بجرائم حرب ودعم الإرهاب".

وأضاف "من يطلق صواريخ على حافلات تقل أطفالا هو من يخشى المحكمة الدولية، والجانب الفلسطيني لا يجري تحقيقات ذاتية في انتهاكات وقعت بعكس إسرائيل، متجاهلا دعوة وزير الأمن موشيه يعلون قبل أيام لعدم فتح ملفات تحقيق بجرائم الجرف الصامد".

‪يعلون دعا إلى إجراء تحقيق داخلي‬ (الجزيرة)
‪يعلون دعا إلى إجراء تحقيق داخلي‬ (الجزيرة)

رد بالمثل
ويرى المعلق القضائي للإذاعة الإسرائيلية العامة موشيه هنغبي أن إسرائيل "ترد بالمثل على السلطة الفلسطينية التي أخطأت بانضمامها لميثاق روما وعضوية المحكمة الجنائية الدولية قبل سنوات". وقال "عدم انضمامنا ليس حكيما وغير محق، وعلى كل حال لن تخسر إسرائيل من انضمامها لتلك المحكمة".

وحذر هنغبي من الضغوط السياسية على المدعي العسكري الإسرائيلي كي يتراجع عن مواصلة التحقيقات داخل جيش الاحتلال ببعض الانتهاكات التي تخللتها الحرب على غزة، مشددا على ضرورة إجرائها "بشكل مستقل وجاد"، معتبرا ذلك "أفضل دفاع عن إسرائيل إزاء مخاطر المحكمة الجنائية الدولية" التي دعا إسرائيل للاعتراف بها والانضمام إليها.

وبموازاة التحرك القضائي، فإن خطة إسرائيل تشمل الجانب السياسي. فقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى "مساعي تجري خلف الكواليس لتجنيد الولايات المتحدة كي تجمّد المحكمة نظرها في الدعاوى الفلسطينية". وذكرت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الذي شن حملة هجومية على المحكمة- طلب أمس من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تجنيد بلاده ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس عن تلك المصادر قولها إن أعضاء في الكونغرس الأميركي "يعملون على دفع مبادرة لوقف تحويل أموال المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية كورقة ضغط عليها"، كما توقعت ووصول وفد من الكونغرس برئاسة السيناتور جون مكين لمناقشة ذلك خلال الأسبوع الجاري.

‪جبارين: مجرد التحقيق مع إسرائيل سيمس سمعتها‬ (الجزيرة نت)
‪جبارين: مجرد التحقيق مع إسرائيل سيمس سمعتها‬ (الجزيرة نت)

تحذيرات
على الرغم من ذلك، ينتاب إسرائيل القلق من احتمال حصول الفلسطينيين من خلال جهود دبلوماسية وقضائية على ما عجزوا عن تحقيقه في المفاوضات، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها "إن إسرائيل تفضّل انتفاضة عنيفة على خطوات فلسطينية دولية".

واتهمت الصحيفة السياسيين الإسرائيليين بـ"اللجوء إلى ردود فعل انفعالية لا تستطيع أن تكون بديلة عن السياسات الخارجية"، محذرة من أن معاقبة "الفلسطينيين على توجههم للمحافل الدولية من شأنها أن تزيد من تدهور مكانة إسرائيل في العالم".

ويراهن المحاضر الجامعي في الحقوق يوسف جبارين -في نجاح المساعي الإسرائيلية أو فشلها- على "مدى تصميم الجانب الفلسطيني على المضي قدما في الدعاوى ومواجهة الضغوط الغربية المتوقعة". وقال إن مجرد التحقيق مع إسرائيل سيمس سمعتها، علاوة على احتمالات إدانة عسكريين وسياسيين بارزين.

واستبعد جبارين خروج إسرائيل من هذه التجربة من دون أضرار رغم استخدامها وسائل الدفاع والهجوم، و"هذا ما يفسر حالة القلق والتخبط والانفعال". كما رجح استغلال إسرائيل كل فرصة لإرجاء سير المحاكمة في حال بدأت.

المصدر : الجزيرة