مؤشرات على انحسار بيغيدا والألمان يتظاهرون ضدها
خالد شمت-برلين
وخلال تقديمه نتائج الدراسة، قال مدير مركز برلين للبحوث الاجتماعية ديتر روخت إن "بيغيدا" مجموعة طفت على السطح بسرعة ووصل مدها لذروته وسيبدأ بالانحسار.
وكانت الشرطة قدرت أعداد المشاركين بمظاهرة بيغيدا الأسبوع الماضي بـ25 ألفا، بينما قال خبير الاحتجاجات المشرف على الدراسة البحثية إنهم لم يتجاوزا 17 ألف شخص.
غير أن روخت أشار إلى أن انحسار مد الحركة لا يدعو للارتياح لأن المشاركين فيها سيظلون موجودين ومعبرين عن حالة من السخط المجتمعي.
كما لفت إلى أن نتائج الدراسة ليست معبرة لأن الاستطلاع لم يشمل سوى أعداد صغيرة من متظاهري بيغيدا بينما الأكثرية ردت بعنف على فريق البحث المكون من خمسين شخصا، ووصفوهم بأنهم جزء من "صحافة الأكاذيب"، وهو التعبير المستمد من الحقبة النازية.
دوافع المشاركين
وحللت الدراسة دوافع المشاركين بمظاهرات بيغيدا في دريسدن، وقالت إن 90% ممن استطلعت آراؤهم فقدوا الثقة بالأحزاب والحكومة والبرلمان والإعلام في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وأشارت الدراسة إلى أن المستطلعين يشكون بالنظام السياسي والكنائس ولا يثقون إلا بالشرطة والقضاء والمبادرات الشعبية.
وبينت أن أكثرية متظاهري حركة بيغيدا الذين استطلعت آراؤهم عبر الإنترنت لا ينتمون للأحزاب السياسية أو الكنائس أو النقابات العمالية، وكشفت أن 89% من هؤلاء سيؤيدون في الانتخابات القادمة حزب "بديل لألمانيا" المعادي لليورو والوحدة الأوروبية، بينما عبر 5% عن تأييدهم الحزب القومي المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة.
ولفتت الدراسة البحثية إلى أن نسبة معتبرة من متظاهري بيغيدا أطلقت على ما وصفته بالإعلام الألماني بأنه كاذب. ودعا 81% منهم مواطنيهم للشجاعة وإبراز نزعتهم القومية.
وفي تعليق على هذه الدراسة، استغربت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية زابينا شيفر ما يحظى به العنصريون من اهتمام كبير من مراكز الأبحاث والمؤسسات السياسية ووسائل الإعلام مقابل تراجع هذا الاهتمام بالمظاهرات الواسعة المعارضة لحركة بيغيدا.
وأشارت شيفر -المتخصصة بإعلام اليمين المتطرف وصورة الإسلام- إلى أن عدد المشاركين في مظاهرات حركة بيغيدا لم يتعدوا عشرين ألفا في كل ألمانيا.
مجموعة صغيرة
وقالت للجزيرة نت إن متظاهري بيغيدا لا يمثلون سوى مجموعة صغيرة يوحدها استغلالها لكراهية غير مبررة للإسلام في التعبير عن سخطها، وخلصت إلى أن زوال الاهتمام السياسي والإعلامي بهذه الحركة سيجعلها بلا قيمة.
وحظرت الشرطة مظاهرات "بيغيدا" بمدينة دريسدن شرقي البلاد هذا الأسبوع خوفا من تنفيذ هجمات ضد قادتها، مما تسبب في تراجع أعداد المشاركين بمظاهرات امتدادات الحركة المعادية للإسلام بالمدن الألمانية.
غير أن نحو أربعين ألفا واصلوا الاحتجاج ضد بيغيدا في عموم ألمانيا وفق تقديرات الشرطة، ففي ميونخ (جنوب) وحدها تظاهر 11 ألف شخص ضد بيغيدا وتأييدا لمجتمع منفتح ومتسامح، وفي شمال البلاد بمدينة فلينسنبورغ خرج 2500 متظاهر رفضا للعنصرية.
كما خرج الآلاف من معارضي بيغيدا إلى شوارع ولاية شمال الراين رفضا للتمييز ضد الأقليات، واحتج خمسة آلاف شخص بمدينة لايبويغ المجاورة لدريسدن على مظاهرة تعتزم حركة ليغيدا (امتداد لبيغيدا) تنظيمها الأربعاء المقبل.
وفي العاصمة الألمانية برلين تظاهر أربعمائة شخص من أنصار حركة "برغيدا" المناصرة لبيغيدا في ميدان ألكسندر بلاتز ضد ما سموها "أسلمة البلاد"، وفي الجهة المقابلة للمكان ردد أكثر من ألف شخص شعارات رافضة للعنصرية والتمييز.