شيخ قبلي: دخول الحوثيين مأرب بداية نهايتهم

الشيخ أحمد العقيلي يقول إن قبائل مأرب جاهزة للتصدي للحوثيين
العقيلي: قبائل مأرب جاهزة للتصدي للحوثيين (الجزيرة نت)

مأرب الورد-مأرب

حذر الشيخ أحمد صالح العقيلي -أحد مشايخ قبائل مأرب- جماعة الحوثيين من دخول هذه المحافظة اليمنية الغنية بالنفط والغاز، وقال إنها ستكون "بداية نهايتهم"، مؤكدا أن أهلها لن يقبلوا سقوطها بيد جماعتهم مثل المحافظات الأخرى.

وقال العقيلي في حوار مع الجزيرة نت إن لديهم "القوة الكافية والخبرة القتالية ووحدة الموقف الاجتماعي الرافض لتواجد الحوثيين في مناطقهم تحت أي مبرر كان"، كما حذّر القيادات العسكرية من التواطؤ أو التساهل مع الحوثيين والتخلي عن واجبهم في حماية المحافظة.

وفيما يلي نص الحوار:

undefined
 ما هي أهداف الحوثيين من سعيهم لدخول مأرب من وجهة نظركم؟

– هذا السؤال يوجه للحوثيين أنفسهم، أما نحن فنراهم غزاة معتدين يريدون الهيمنة والسيطرة على النفط والغاز ومصادر الطاقة، وهذه ثروة كل اليمنيين، ولا يمكن أن نقبل أن تقع في أيدي الحوثيين ليتحكموا بالدولة.

undefined
 هل يستطيع الحوثيون إسقاط المحافظة كما فعلوا في غيرها من المدن؟

– لا يمكن أن يحصل هذا.

undefined
 لماذا تستبعد ذلك؟ وعلى ماذا تراهن قبائل مأرب؟

– نراهن على أنفسنا وعلى قوتنا الكافية للدفاع عن كرامتنا وحماية المحافظة في وجه أي عدوان، ولدينا خبرة قتالية، وهناك موقف موحد لدى كل القبائل بمختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية على التصدي لأي طرف يسعى للسيطرة على المحافظة.

كما أن قبائل مأرب متوحدة ضد أي خطر يهددها، وهي تتجاوز خلافاتها عندما يتعلق الأمر بمواجهة أي غازٍ يريد نهب خيراتها واحتلال أراضيها.

undefined
 ألا يوجد مشايخ يتعاونون أو يسعون لتسهيل دخول الحوثيين للمحافظة؟

– لا أتصور أن يكون هناك مشايخ لديهم مثل هذا التوجه، وإذا وجد من هؤلاء فلا يمكن أن يكون لهم أي تأثير على الأرض، في ظل إجماع مختلف القبائل على رفض أي تواجد مسلح للحوثيين على أراضيها.

undefined
 هل يوجد تنسيق وتواصل مستمر بين القبائل المتواجدة في منطقتي نخلا والسحيل وبقية القبائل وكذلك قيادة المحافظة في مختلف المواقف؟

– التنسيق قائم ومستمر، وهناك اتصالات تجري مع مشايخ ووجهاء وأعيان مأرب للتشاور وتوحيد المواقف في كل ما يتعلق بأمن واستقرار المحافظة ومواجهة تهديدات الحوثيين، وفيما يخص موقف المحافظ الشيخ سلطان العرادة فهو مع القبائل في حماية المحافظة وفي جبهة واحدة.

undefined
 كيف تقيّمون موقف الدولة حتى اليوم، سواء فيما يتعلق بحماية المنشآت الحيوية أو إزاء التهديدات باجتياحها من قبل الحوثيين؟

– موقف الدولة سلبي، ونحن ندعوها للقيام بدورها وتحمّل مسؤولياتها في حماية أمن واستقرار مأرب وعدم السماح للمليشيات بإسقاطها، وستجد دعمنا ووقوفنا إلى جانبها.

undefined
 ماذا عن قيادات الألوية العسكرية المتواجدة في مأرب؟

– موقف الجيش سلبي، وما نقوم به من مهمة الدفاع عن أمن مأرب وحماية مصالح اليمنيين يفترض أن يقوم به الجيش لأن هذه هي مهمته ومسؤولياته، ومع ذلك ندعو القيادات العسكرية إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بدورها ونحن معها وفي صفها، أو ترك شرف الواجب، والقبائل ستقوم بدورها على أكمل وجه.

undefined
 ما موقفكم لو أعلنت هذه القيادات حياد الجيش كما حصل في مناطق أخرى أو سلمت للحوثيين؟

– لا أعتقد أن يقدم الجيش على الخيانة بمشاركة الحوثيين، وفي كل الأحوال هو يعرف معنى تداعيات أي انحياز لصالح الحوثيين ووقوفه ضدهم، وعندها لكل حادث حديث.

undefined
 لماذا اختارت القبائل حشد مسلحيها في منطقتي نخلا والسحيل؟ وما الجهات التي يتوقع أن يدخل منها الحوثيون؟

– هذه المواقع هي الأنسب لنا ولا يهمنا من أي جهة يأتي الحوثيون لأننا مستعدون لهم وجاهزون لأي مواجهة يقدمون عليها.

undefined
 يبرّر زعيم الحوثيين سعيه لاجتياح مأرب بأنكم تعتزمون تسليمها لمن يسميهم التكفيريين، كما وصفكم بأنكم مجرمون. ما صحة هذه الاتهامات؟

– ما يقوم به الحوثي هو الإرهاب.. التكفيري هو من يسفك الدماء ويحتل المناطق ويفجر المساجد ودور القرآن الكريم ويقتحم بيوت المواطنين وينتهك الحرمات.

نحن في مجتمع يمني محافظ، وما يقوم به الحوثي ظاهرة غريبة تتمثل في انتهاك الحرمات، فكيف يرفع الحوثي شعار المسيرة القرآنية وهو يدمر المساجد ومراكز تحفيظ القرآن؟

موقفنا واضح ولا غموض فيه، ونحن ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ولكن ليس الإرهاب الذي يعرفه الحوثي ويعتبر فيه كل مخالف له إرهابيا أو تكفيريا.

undefined
 هل هناك وجود لعناصر القاعدة في تجمعاتكم؟ وهل لديكم نية لتسليم المحافظة إلى القاعدة كما يتهمكم الحوثي؟

– قبائل مأرب خرجت تدافع عن نفسها وعن ثروات اليمنيين، وهي ضد الإرهاب، وليس هناك أي وجود للقاعدة بيننا، ولا صحة مطلقا لما يروجه الحوثي بأننا نسعى لتسليم المحافظة إلى القاعدة.

ومنذ اكتشاف النفط في مأرب في ثمانينيات القرن الماضي وأبناء المحافظة لم يفكروا يوما أن هذه الثروة خاصة بهم وإنما هي ملك كل اليمنيين، ورغم قوتهم والحرمان من التنمية فإنهم لم يقرروا انتزاع مطالبهم بالقوة.

وما نستفيد منه من النفط لا يساوي 1% من حقوقنا العادلة والمشروعة، ولو أرادت القبائل أن تعمل مثلما يفعل الحوثي لفعلت وليست عاجزة عن احتلال مناطق، ولكننا مع الدولة وضد هدّ كيانها، ومع الحفاظ على الثوابت الوطنية، ونقاتل من أجل حماية مصالح اليمنيين والجيش.
 
undefined
 ما تفسيركم لاستهدافكم من قبل الحوثي؟

– هو يعلم أن قبائل مأرب لا يمكن أن تخضع له، ولذلك يحاول إضعافها ليتمكن من السيطرة على الثروة والقضاء على أي قوة تقف في طريقه، ومشروع الحوثي أكبر من ذلك لأنه يسعى لإضعاف الإسلام السياسي والرموز القبلية المتماسكة التي يمكن أن تتصدى له والقيادات العسكرية أو المعسكرات التي يخشاها.

ولم نعرف التفرقة المذهبية إلا منذ أن أثارها الحوثي، فلا فرق عندنا بين المذهب الزيدي أو الشافعي لأننا مع حرية الأديان والمعتقدات، ونرفض فرض أي فكر بالقوة كما يفعل الحوثي في بعض المناطق.

undefined
 الحوثي يتحكم اليوم في مفاصل الدولة وسيطرته امتدت لعدة محافظات وسط وغرب البلاد، فهل تعتقدون أنه قادر على فرض مشروعه على اليمنيين بالقوة؟

– نحن نوجه له رسالة وندعوه إلى كف شرّه وتجنيب اليمنيين فتنته، وعليه أن يدرك أن الشعب واحد لا يوجد بيننا كراهية أو أحقاد، وإذا أبى نقول له إنه لن يستطيع تنفيذ مشاريعه الهدامة التي عفا عليها الزمن، ولن يقبل الشعب اليمني عودة النظام الماضي القريب والبعيد، وشعوب العالم تعيش في القرن الـ21 وليس في القرون الوسطى حتى تميز أو تفرق بين المواطنين.

undefined
ما هي رسالتكم لليمنيين؟

– ندعو القبائل والمنظمات إلى التصدي للحوثي وعدم الاستسلام له، وعلينا إخراج اليمن من هذا النفق المظلم وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافقنا عليها.

المصدر : الجزيرة