محافظة جدو بالصومال.. جوع وعطش وموت

جهود محلية لإنقاذ العطشى من الموت الصومال محافظو جدو سبتمبر 2014م الجفاف مصدر الصورة من لجنة الإغاثة العاجلة المحلية
جانب من الجهود المحلية لإنقاذ السكان من الموت بسبب العطش (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سهل-كيسمايو

يهدد الجوع والعطش حياة الآلاف في محافظة جدو غربي الصومال وذلك بسبب تداعيات الجفاف الذي ضرب المنطقة. وقال مدير المحافظة محمد عبد كليل إن سبعة أشخاص من سكان البادية توفوا بسبب العطش والجوع، وإن المواشي نفقت بنسبة 80%.

وتمثل الماشية المصدر الرئيسي لعيش السكان في بادية المحافظة. ووصف كليل الجفاف الحالي بأنه هو الأقسى منذ عقود. وأكد "تفاقم الوضع الإنساني للسكان الذين تقطعت بهم السبل".

وقال رئيس مؤسسة الرحمة للتعليم والتنمية في المحافظة عبد النور فارح تانو إن الآلاف فروا من البادية إلى مدينة غربهاري حاضرة المحافظة ومناطق أخرى مثل لوق، وبلد حواء، وبورطوبو، ودولو، بحثا عن الماء والغذاء والدواء، وسط غياب تام لدور الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإنساني.

وأضاف أن الجفاف الحالي يهدد حياة الناس إذا لم يتم إنقاذهم في الوقت المناسب، وأكد خطورة الوضع بسبب النقص الحاد للماء والغذاء والدواء.

‪بعض الهيئات المحلية تنقل المياه للمتضررين من العطش‬ (الجزيرة نت)
‪بعض الهيئات المحلية تنقل المياه للمتضررين من العطش‬ (الجزيرة نت)

انقطاع الأمطار
وأوضح عضو لجنة الإغاثة العاجلة في المحافظة عمر محمد ورسمة أن الوضع الحالي يعود لعاملين هما قلة الآبار الارتوازية في الإقليم، وانقطاع الأمطار في الفصول الثلاثة الأخيرة.

ودعا الهيئات والجمعيات العربية لمساعدة المنكوبين في محافظة جدو بصورة عاجلة، وحفر آبار ارتوازية في المرحلة الثانية.

وأطلق المسؤولون الحكوميون في المحافظة وشيوخ العشائر والعلماء نداءات استغاثة عاجلة لنجدة السكان وإنقاذهم من العطش والجوع والأمراض الناجمة عن سوء التغذية المنتشر بصورة مرعبة وسط الأطفال والنساء.

وأجرى محمد كليل لقاء مع مسؤولي برنامج الغذاء العالمي التابع للأم المتحدة في مدينة كيسمايو، وتم الاتفاق على ضرورة وصول البرنامج للمنطقة خلال ثلاثة أيام.

لكن كليل عاد وقال إن "ثلاثة أيام كثيرة. أخاف أن يحصد الموت أرواح هؤلاء. نحن أمام كارثة حقيقية وسط تعتيم إعلامي وتجاهل غير مبرر من قبل المجتمع الدولي".

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أطلق نداء عاجلا في شهر يوليو/تموز الماضي طالب فيه المجتمع الدولي بنجدة السكان المتضررين من الجفاف.

ويقتضي الوضع الراهن توفير المواد الغذائية الضرورية والمياه الصالحة للشرب ومعالجة الأمراض الناجمة عن سوء التغذية وشراء مواش للأسر التي فقدت قطعانها بغرض إعانتها على العيش.

الوضع الراهن يقتضي توفير المواد الغذائية الضرورية والمياه الصالحة للشرب ومعالجة الأمراض الناجمة عن سوء التغذية

تجاهل النداء
وأمام هذه الكارثة الإنسانية التي تطل برأسها من جديد على سكان المحافظة، تحدث عبد النور فارح بمرارة عن غياب كامل لدور الهيئات الخيرية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي في المنطقة، على الرغم من إطلاق سلسلة نداءات من الصومال وعلى جميع المستويات.

وتبذل الجالية الصومالية في الدول الغربية والمنحدرة من محافظة جدو جهودا محدودة لإغاثة المتضررين تشمل نقل المياه إلى المناطق النائية عبر الصهاريج وتوزيع المواد الغذائية على النازحين. كما يقدم بعض التجار والشركات المحلية معونات للمتأثرين من الجفاف.

لكن فارح قال إن "هذه الإغاثة هي بمثابة نقطة في بحر"، في إشارة إلى أنها أقل من أن تستجيب لحجم المعاناة.

وتقع المحافظة في المثلث الحدودي بين الصومال وإثيوبيا وكينيا، الأمر الذي يسهل نقل المعونات الغذائية إليها من ثلاث جهات عبر البر. ويقدر عدد سكانها بحوالي 900 ألف نسمة وفق إحصائية غير رسمية.

المصدر : الجزيرة