دعوات لإستراتيجية إعلامية فلسطينية في الحروب

احتجاج على قتل الصحفيين في العدوان الاسرائيلي على غزة
احتجاجات فلسطينية على استهداف إسرائيل للصحفيين ووسائل الإعلام خلال الحرب على غزة (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

لعب الإعلام الفلسطيني دورا كبير في تغطية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ونقل جرائم الاحتلال إلى العالم. وفي سبيل البحث عن المعلومة ومتابعة الحدث دفعت بعض وسائل الإعلام والفضائيات أثمانا باهظة من طواقمها ومقراتها.

ورغم التفوق الذي حققه الإعلام الفلسطيني، وفي أغلبه "إعلام فصائل"، يلفت متخصصون إلى مآخذ على الإعلام الرسمي من ناحية ضعف الأداء، وجنوح "وسائل إعلام الفصائل" كل إلى الجهة التي يتبعها، خاصة في بث المواقف والبيانات الرسمية.

وكان توحيد بث فضائيتي "فلسطين اليوم" المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي، و"الأقصى" المحسوبة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدقائق معدودة خلال العدوان، قد قوبل بارتياح كبير.

حيث وحدت الفضائيتان بثهما في اللحظة التي دخل فيها وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال حيز التنفيذ في 26 أغسطس/آب الماضي.

ويوصي إعلاميون بضرورة وضع إستراتيجية إعلامية فلسطينية موحدة، وعدم الانحياز في استضافة المتحدثين، ورصد ونقل ردود الأفعال وعمليات المقاومة، لما لذلك من تأثير في تعزيز التلاحم بين قواعد تلك الفصائل خلال الأزمات.

‪الريماوي: العامل الحزبي لعب دورا في تغطية العدوان بدل القواسم المشتركة‬ (الجزيرة نت)
‪الريماوي: العامل الحزبي لعب دورا في تغطية العدوان بدل القواسم المشتركة‬ (الجزيرة نت)

دور مميز
مدير مركز "مدى" الفلسطيني للحريات الإعلامية موسى الريماوي قال إن جميع وسائل الإعلام غطت بشكل استثنائي ومميز جرائم الاحتلال وأحداث غزة أولا بأول.

ونبَّه إلى أن المراسلين خاطروا بأرواحهم وعملوا على مدار الساعة في سبيل إيصال الصورة الصحيحة للمشاهدين حول العالم.

وأضاف الريماوي للجزيرة نت أن صحفيي الضفة الغربية أيضا عملوا على نقل نبض الضفة واحتجاجاتها على العدوان ودفعوا أثمانا كبيرة.

لكنه أشار إلى أن العامل الحزبي لعب دورا واضحا ولافتا في تغطية الأحداث وتناولها، بدل التركيز على القاسم الوطني الفلسطيني المشترك.

من جهته، وصف عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين جهاد القواسمي، أداء الإعلام الفلسطيني خلال الحرب بالمتميز، مضيفا أنه تفوق على الإعلام الإسرائيلي في المصداقية ونقل الأحداث.

واعتبر أن هذا "ما جعل الرواية الفلسطينية محلَّ ثقة، وجعل الإعلام الفلسطيني مصدر المعلومة حتى للإعلام الإسرائيلي".

لكن القواسمي يأخذ على الإعلام الفلسطيني التشتت وغياب الإستراتيجية الموحدة، وهو ما ينطبق برأيه على إعلام الأجنحة العسكرية للفصائل التي لم تتوافق على اسم واحد للمعركة مع الاحتلال، معتبرا أن هذا أدى إلى تشتيت المتلقين وأحيانا هروبهم إلى قنوات خارجية.

ومقابل اهتمام إعلام الفصائل بإنجازات الأذرع العسكرية، يرى القواسمي أن الإعلام الرسمي كان متوازنا خلال الحرب، من خلال تركيزه على القضايا الإنسانية وانتهاكات الاحتلال.

فطافطة: العدوان الإسرائيلي فرصة لإيجاد إستراتيجية إعلامية موحدة (الجزيرة نت)
فطافطة: العدوان الإسرائيلي فرصة لإيجاد إستراتيجية إعلامية موحدة (الجزيرة نت)

انحياز فئوي
أما أستاذ الإعلام في جامعة القدس محمود فطافطة، فيوافق زميله القواسمي الرأي بشأن افتقار وسائل الإعلام الفلسطينية لإستراتيجية موحدة خلال الحرب.

واعتبر أن هذا الأمر دفع الكثير منها إلى نقل الأحداث وفق سياساتها الإعلامية والتحريرية، وليس وفق السياسات الفلسطينية العامة، كما قال.

واعتبر فطافطة أن تجربة العدوان الإسرائيلي الأخير "شكل فرصة لإيجاد إستراتيجية إعلامية فلسطينية موحدة بعيدا عن الفصائلية أو الفئوية أو الحزبية".

وحذر من تكريس العقلية الحزبية والثقافة الأيديولوجية الضيقة لدى الجمهور الفلسطيني، خاصة في الأزمات، الأمر الذي يقزّم القضية الفلسطينية ويمس ببعدها الدولي.

وخلص أستاذ الإعلام إلى القول "إن إعلام الفصائل ورغم انحيازه الفئوي، سبق كثيرا الإعلام الرسمي في تناوله للأحداث وتغطية العدوان الإسرائيلي على مدى 52 يوما من الحرب".

المصدر : الجزيرة