مدينة "السلمية".. بين مطرقة النظام وسندان "التنظيم"

مدينة السلمية بريف حماة
مدينة السلمية تعد موطنا للطائفة الإسماعيلية وشارك أبناؤها بقوة في الحراك السلمي للثورة (الجزيرة)

سارة إبراهيم-ريف حماة

تعيش مدينة "السلمية" الواقعة بريف حماة حالة ترقب وتخوف من دخول قوات "تنظيم الدولة الإسلامية" المدينة بعد سيطرة التنظيم على حاجز الثريا التابع لـقوات النظام والقريب منها.

وتعد السلمية تاريخيا موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، حيث تشكل 65% من سكان المدينة، بينما تبلغ نسبة السنة نحو 25%، وشارك أبناء السلمية بقوة في الحراك السلمي للثورة.

ويبلغ عدد سكان السلمية نحو 200 ألف نسمة، إلا أن هذا الرقم تضاعف بعد أن عاد عدد كبير من أبناء المدينة إليها جراء المعارك التي اجتاحت محافظتي دمشق وحلب.

ويحيط النظام السوري مدينة السلمية بخط دفاعي عسكري حصين يصل بين تل جديد والسعن بامتداد 40 كلم دعمته وحدات الهندسة في الجيش بالسواتر الترابية والألغام والخنادق التي نجحت فيما مضى بإيقاف زحف كتائب الفاروق نحو المدينة.

‪مدينة السلمية تعاني من فقر مدقع كأغلب المدن والبلدات السورية‬ (الجزيرة)
‪مدينة السلمية تعاني من فقر مدقع كأغلب المدن والبلدات السورية‬ (الجزيرة)

مخاوف
ويؤكد الناشط الإعلامي عيسى المنصور -وهو من أبناء مدينة السلمية- أن تنظيم الدولة أصبح قرب المدينة بعد سيطرته على حاجز الثريا منذ نحو 20 يوما.

ويضيف المنصور في حديث للجزيرة نت قائلا "القوة التي انسحبت من ريف حمص الشمالي بقيادة الشيخ حسن السلفي وقوامها حوالي 400 مقاتل لم تذهب للرقة كما أشاع التنظيم، بل تمركزت في ريف السلمية وهي تحضر للهجوم".

فيما يعبر أبو هاشم -ناشط في المكتب الإعلامي لمدينة سلمية- عن تخوفه من دخول التنظيم إلى مدينة السلمية، وأكد أن "وقوع المذابح هناك سيكون تحصيل حاصل"، بينما لن يجد الأهالي مكانا للنزوح إليه بعد أن "طحن الفقر الناس بسبب ظروف الحرب"، على حد وصفه.

ويتابع أبو هاشم في حديث للجزيرة نت فيقول "يجد أهالي السلمية أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن يبقوا ويصبح تنظيم الدولة الإسلامية هو المسيطر، أو أن يخرجوا باتجاه المجهول والتشرد والنزوح".

تخلي النظام
ويكمل "النشطاء اليوم يخشون من مغبة إفراغ كتيبة المدفعية التابعة للنظام في قرية بري تحديدا، لأن ثغرة كبيرة قد باتت مفتوحة أمام التنظيم الذي يتوقع أنه سيهاجم عبر محور تل جديد- فريتان لينفتح بعدها الطريق أمامه إلى السلمية، حيث لن يعترضه سوى حاجزين صغيرين للنظام من المستبعد أن يصمدا أكثر من ساعة".

ويرى ثابت إسماعيل -وهو أحد أعضاء تنسيقية السلمية- أن التحركات العسكرية لقوات النظام وتنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي "تشير لوجود تواطؤ واضح من طرف النظام لتسهيل الأمور للتنظيم كي يقتحم المدينة التي عجز الأسد للسنة الرابعة على التوالي عن دفع أبنائها كي يناصبوا العداء للثورة"، على حد قوله.

وقالت تنسيقية السلمية إن الأهالي "أدركوا الخطر الداهم، وتوجسوا خيفةً من نوايا النظام" إثر سحبه للسلاح الثقيل، وإفراغ جيشه للحزام الأمني شرق مدينتهم، فقصد وفد من وجهاء المدينة العاصمة دمشق، والتقوا رئيس النظام بشار الأسد ليطلبوا منه إعادة تعزيز قوات الجيش حول السلمية لحمايتها من خطر التنظيم"، حسب وصفها.

لكن الأسد رفض مطلب الوفد حسب التنسيقية، وقال "هناك 24 ألفا من أبناء السلمية هم بحكم الفارين من الخدمة الإلزامية، ليحمل هؤلاء الفارون السلاح وليدافعوا عن مدينتهم".

المصدر : الجزيرة