تحذيرات من انزلاق اليمن للعنف بعد اشتباكات صنعاء

Followers of the Shi'ite Houthi group gather near the cabinet building in Sanaa September 9, 2014. Yemeni soldiers opened fire on Shi'ite Muslim protesters trying to storm the cabinet building in the capital Sanaa on Tuesday, killing at least four, a Reuters photographer and medical sources said. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST MILITARY)
الحوثيون يطالبون بإسقاط الحكومة وأرادوا الوصول إلى مقرها والاعتصام (رويترز)

مأرب الورد-صنعاء

دخلت الأزمة بين النظام اليمني وجماعة الحوثي دائرة المواجهة بعد سقوط ضحايا من المتمردين الحوثيين أثناء قيام قوات الأمن بمنعهم من الوصول إلى مقر الحكومة بالعاصمة صنعاء والاعتصام أمامه.

وقد دفع هذا التطور عددا من القوى السياسية إلى التحذير من مغبة اللجوء للعنف، وتعالت نداءات لمعالجة مطالب الحوثيين بالحوار.

وكان الحوثيون نظموا الثلاثاء الماضي مسيرة سعت للوصول إلى مقر الحكومة، استجابة لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي الذي دعا للتصعيد بـ"خيارات إستراتيجية".

وتصدت قوات الأمن للمسيرة وحالت دون وصولهم لمقر الحكومة، فردّ الحوثيون بنصب خيام للاعتصام في أحد الشوارع القريبة قبل أن يرفعوها وينسحبوا من المكان.

وقال أحمد عبد الله (أحد المشاركين في المسيرة) للجزيرة نت إن الحوثيين خططوا للاعتصام أمام مقر الحكومة لإجبارها على الاستجابة لمطالبهم لكن قوات الأمن حالت دون ذلك.

الحوثي دعا للتصعيد بـ
الحوثي دعا للتصعيد بـ"خيارات إستراتيجية" (الجزيرة)

تبادل الاتهامات
ويؤكد عبد الله أن المتظاهرين لم يستطيعوا التجمع والاعتصام في الشوارع القريبة من مقر الحكومة لتعرضهم لإطلاق نار من قبل قوات الأمن مما أدى إلى مقتل سبعة منهم وسقوط عدد من الجرحى.

غير أن السلطات نفت قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص على الحوثيين، واتهمت مسلحين في أوساط المتظاهرين بإطلاق الرصاص على حراسة مقر الحكومة.

ويؤكد الناشط الحوثي محمد حمود أن الاعتصام حق مكفول لهم (جماعة الحوثي) وفق الدستور، ولا يمكن لأحد أن يمنعهم من الذهاب إلى أي مكان إذا أقرت قيادتهم ذلك, وعلّق على الأحداث بالقول إن الاعتداء عليهم "يثبت أن السلطة لا ينفع معها الخيار السلمي".

وأشار المتحدث إلى أن الحوثيين سيتولون حماية مسيراتهم القادمة بأنفسهم في حال تعرضهم لأي اعتداء.

وكانت الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الجيش والأمن بمنطقة حزيز جنوب صنعاء، حيث يعتصمون هناك منذ أكثر من أسبوعين، أدت إلى مقتل مواطنيْن اثنين برصاص الحوثيين, وفق مصدر أمني.

يذكر أن حادثة إطلاق النار وقعت قرب معسكر السواد الذي زاره الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الأربعاء، بعد يوم على وقوع الاشتباكات، للاطلاع على جاهزية الجيش التي طالما طالب بها ودعا إليها.

هادي طالب في مناسبات عديدة برفع جاهزية الجيش القتالية(غيتي)
هادي طالب في مناسبات عديدة برفع جاهزية الجيش القتالية(غيتي)

"المجاميع الشعبية"
وفي سياق متصل، اتهم مصدر أمني الحوثيين بالاعتداء على "المنشآت التعليمية والمباني والمؤسسات الحكومية والخاصة" في اليومين الماضيين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصدر نفسه أن عناصر الحوثي انتشروا في عدد من الشوارع والأزقة، وتمركزوا على أسطح المباني بمنطقة حزيز في تصعيد مسلح يتناقض مع ما يدعون حول سلمية مظاهراتهم ومطالباتهم.

وكانت الحكومة قد أعربت في اجتماعها أمس الأربعاء عن أسفها للأحداث التي وقعت قرب مقرها وفي منطقة حزيز، ودعت لتجنيب البلاد الفوضى، وأكدت تعاملها بحزم إزاء أي أعمال تخل بالأمن والاستقرار.

بالمقابل, اعترف الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام بقيام من أسمّاهم "المجاميع الشعبية" بمواجهة قوات الجيش والأمن في حزيز رداً على ما اعتبره "عدم احترام السلطة للخيار السلمي".

وأكد في تصريح صحفي أن الحوثيين أحرقوا ثلاث مدرعات وثلاث سيارات للأمن، وتسببوا في خسائر بشرية أخرى دون أن يحدد رقماً معيناً.  

استنكار
وأكد عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن المفاوضات مع النظام توقفت بعد وقوع ما سمّاها "الجريمة" بحق المتظاهرين أمام مقر الحكومة.

وأكد البخيتي للجزيرة نت أن الحوثيين ماضون في خيارهم التصعيدي وبخطوات سيعلن عنها في وقتها حتى تحقيق كافة مطالبهم دون تراجع.

يُذكر أن الاشتباكات بين الأمن والحوثيين وسقوط ضحايا لاقى استنكاراً من قبل الأحزاب والقوى السياسية التي حذّرت جميعها من الانجرار إلى مربع العنف والصراعات في حسم الخلافات.

وبينما دعا حزب المؤتمر الشعبي العام إلى لقاء تشاوري عاجل لبحث هذه التطورات, طالب حزب التجمع اليمني للإصلاح بتشكيل لجنة تحقيق وسرعة تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار وفق جدول زمني.

أما الحزب الاشتراكي فقد حث الجميع على ضبط النفس واستشعار خطورة جر البلاد إلى صراع دموي، وشدد على العودة للحوار وتحكيم العقل.

المصدر : الجزيرة