5000 مقاتل غربي في الجيش الإسرائيلي

صور من موقع منظمة الأمهات البريطانيات لدعم أبنائهن المتطوعين بالجيش الإسرائيلي
موقع منظمة الأمهات البريطانيات لدعم أبنائهن المتطوعين بالجيش الإسرائيلي (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

كشفت الحرب الأخيرة على قطاع غزة عن وجود عدد كبير من مزدوجي الجنسية من المتطوعين الأوروبيين والأميركيين في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن وجود مؤسسات خيرية تجمع التبرعات لصالحه.

وحصلت الجزيرة نت على ملف كامل وثقت فيه المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وجود أمهات وآباء لهم أبناء يحملون الجنسية البريطانية يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وادعت المنظمة أنهم نظموا مؤخرا "حملة لدعم جنود جيش الاحتلال وتقديم النصح للآباء الذين لهم أبناء يخدمون فيه".

وفي هذا الملف الذي أرسلته المنظمة للجزيرة نت، تقول إن هؤلاء الأمهات شكلن منظمه تدعى "Mahal Mumms" بعد التحاق أبنائهن بالخدمة في جيش الاحتلال، وتضم 20 عضوا، انضم لها بعض الآباء، ولها موقع على شبكة الإنترنت وفيسبوك.

‪‬ محمد جميل: مائة جندي بريطاني يخدمون في جيش الاحتلال(الجزيرة)
‪‬ محمد جميل: مائة جندي بريطاني يخدمون في جيش الاحتلال(الجزيرة)

جنود بريطانيون
وقال مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا محمد جميل إنه وفقا للمعطيات التي لدى منظمته فإن هناك مائة جندي يحملون الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية يخدمون في جيش الاحتلال.

وأضاف جميل للجزيرة نت أن بعض هؤلاء شاركوا في الحرب الأخيرة على غزة، كما شارك مثلهم في الحروب الأخرى التي شنت على القطاع دون أن تحرك الحكومة ساكنا، أسوة بما تقوم به في مواجهة المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف جماعات خارج بريطانيا.

وطالب بإنزال "ذات العقوبات ضد من يتطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي". فقد أقرت الحكومة مؤخرا عقوبات ضد البريطانيين الذين يقاتلون مع "جماعات إرهابية" خارج بريطانيا، تصل إلى سحب الجنسية والمنع من العودة للبلاد.

وبيّن جميل أن "كل التقارير الحقوقية أجمعت على أن إسرائيل في حربها الأخيرة ارتكبت جرائم توصف في القانون الدولي بجرائم الحرب، وبالتالي يقع لزاما على المملكة المتحدة أن تتخذ إجراءات في مواجهة هؤلاء".

ويتعزز هذا الالتزام -حسب جميل- في ضوء مصادقة بريطانيا على معاهدة روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، وإن تم التقاعس رسميا فيمكن اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية.

وتواصلت الجزيرة نت مع مكتب مسؤول لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان البريطاني كيث فاز، الذي قالت المنظمة إنها راسلته بهذا الخصوص، ولكن حتى تاريخ إعداد هذا التقرير لم تتلق ردا منه، رغم الاتصال بمكتبه مرات عديدة.

ووثقت المنظمة في الملف الذي أرسلته للجزيرة نت، أسماء منظمات صهيونية تعمل على تجنيد متطوعين أجانب للخدمة في الجيش الإسرائيلي من الاتحاد الأوروبي وأميركا، وعلى رأس هذه المنظمات تأتي "سار أي1" (Sar- El)، وبلغ أعداد المتطوعين وفق إحصائيات "سار أي1" من كافة أنحاء العالم لعام 2012 قرابة 4011 متطوعا.

مصادر إسرائيلية:
عدد مزدوجي الجنسية الذين يطلق عليهم "الجندي الوحيد" يقدر بـ5000 من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى

مزدوجو الجنسية
وفي حديثه للجزيرة نت، قال ميكو بليد -إسرائيلي تحول لناشط سلام- إن عدم اتخاذ أوروبا وأميركا إجراءات ضد هؤلاء المتطوعين يعود لسياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها في كل ما يتعلق بإسرائيل، فبينما قتلت إسرائيل "بدم بارد" أكثر من 2000 فلسطيني، لا يجري الحديث إلا عن "الدولة الإسلامية".

وتساءل بليد -الذي ينحدر من أسرة صهيونية إذ وقع جده على بيان قيام إسرائيل-: كيف تكون الخدمة في الجيش الإسرائيلي قانونية ودعم الاستعمار العنصري في فلسطين أمرا مقبولا؟

وأكدت المنظمة -وفقا لمصادر إسرائيلية- أن عدد مزدوجي الجنسية الذين يطلق عليهم "الجندي الوحيد" يقدر بـ5000 من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى.

وكان موقع "سي أن أن" الأميركي نشر في يوليو/تموز الماضي تقريرا لدان سايمون قدر فيه عدد الأميركيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي وقتها بحوالي 750 أميركيا بحسب "جمعية أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي" التي تتخذ من نيويورك مقرا لها.

المصدر : الجزيرة