إجراءات الاحتلال تقلص أعداد المصلين بالأقصى

المسجد الأقصى يتواجد فيه عدد قليل من المصلين.
أعداد قليلة من المصلين في المسجد الأقصى بسبب قيود الاحتلال (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس المحتلة

أدت الإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي حول مدينة القدس المحتلة ومداخل المسجد الأقصى المبارك إلى تراجع ملحوظ في أعداد المصلين بالمسجد، وهو ما بدا جليا خلال صلاة الجمعة اليوم.

وتتلخص هذه الإجراءات في منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما، كما منعت النساء في الأسبوع المنصرم من دخول المسجد بين الساعة السابعة صباحا وحتى الحادية عشرة ظهرا، وسلمت مخابرات الاحتلال خلال الفترة الماضية عشرات المقدسيين قرارات تقضي بإبعادهم عن المسجد الأقصى مدة أربعة أشهر.

ورغم رفع بعض القيود اليوم فإن أعداد المصلين الذين توافدوا إلى المسجد الأقصى كانت قليلة مقارنة بالسابق حيث تواجد صباحا عشرات المصلين فقط. وبحسب رئيس سدنة المسجد الأقصى المبارك عبد الرحيم الأنصاري فإن ذلك يعود إلى الإجراءات الإسرائيلية التعسفية التي أوصلت المصلين إلى الاعتقاد بأن المسجد بات مغلقا أمامهم طيلة أيام الأسبوع.

صلاة موحدة
وقال مدير التعليم الشرعي في المسجد الأقصى ناجح بكيرات للجزيرة نت إن منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في الأقصى بشكل مستمر، يشير إلى أن إسرائيل لا تهدف فقط إلى تهجير المقدسيين خارج أسوار المدينة، وإنما خارج جدار الفصل العنصري. كما أنه محاولة ممنهجة لضرب الاقتصاد الفلسطيني داخل البلدة القديمة.

ودعا بكيرات جميع المسلمين أن يصلوا أينما تمنعهم سلطات الاحتلال، "فصلاتهم على الحواجز كصلاتهم في المحراب"، مشيرا إلى أن هناك نية لإطلاق دعوة جادة تتضمن إغلاق كافة المساجد في القدس يوم الجمعة والتوجه إلى الأقصى لتكون الصلاة موحدة هناك.

‪غسان يونس: واجبنا شد الرحال‬ (الجزيرة نت)
‪غسان يونس: واجبنا شد الرحال‬ (الجزيرة نت)

إصرار وثبات
أما المواطن محمد أبو ليل (38 عاما) فيعتقد أن منع المسلمين من الصلاة في الأقصى جزء لا يتجزأ من خطة تهويد المسجد وما حوله، كما أنه ذو علاقة مباشرة بالحرب الأخيرة على غزة للقضاء على معنويات الشعب الذي احتضن المقاومة، ويعد بمثابة عقاب جماعي للشباب المقدسي، مضيفا للجزيرة نت أن ذلك لن يثنيه عن التوجه إلى المسجد بشكل دائم.

وبدوره أكد غسان يونس (68 عاما) من قرية عارة في الداخل الفلسطيني للجزيرة نت على ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى بشكل يومي، لتشكيل درع بشري أمام قطعان المستوطنين الذين تصاعدت اقتحاماتهم للمسجد بشكل ملحوظ، فواجب المسلمين تجاه المسجد إفشال المشروع الصهيوني لتقسيمه زمانيا ومكانيا.

يذكر أن عدد المصلين في المسجد الأقصى يصل يوم الجمعة إلى 35 ألفا في الوضع الطبيعي، إلا أن العدد لا يتجاوز ثمانية آلاف في أيام الإغلاق، خاصة أنه لم يتم إصدار تصاريح للصلاة لسكان الضفة الغربية طيلة شهر رمضان المبارك، وسط انتشار مكثف للوحدات الخاصة والشرطة في شوارع القدس والطرق والأحياء المؤدية إلى الأقصى، ونصب الحواجز على أبواب المسجد، وإغلاق مفترقات الطرق بالسواتر الحديدية بشكل مستمر.

المصدر : الجزيرة