فتح أسواق حماة ليلا.. أمان حقيقي أم وهمي؟

وسط مدينة حماة وقد امتلأت الشوارع بالناس ليلا
وسط مدينة حماة وقد عاد الناس إلى التجول بالشوارع ليلا (الجزيرة)

محمد الناعوري-حماة

منذ اقتحامها من قبل قوات الجيش النظامي في يوليو/تموز 2011، تعيش مدينة حماة حظر تجول ليلا، حيث يستهدف قناصة النظام المتمركزون على الأبنية العالية أي شيء يتحرك، بينما تنتشر الحواجز الأمنية بالشوارع والتي بدورها تطلق الرصاص على أي ضوء تراه بالليل، ولكن كل هذا قد تبدل الآن.

ومؤخرا، قامت جهات حكومية في حماة بدعوة أصحاب المحال التجارية إلى معاودة نشاطهم في الليل، مع وعود بترتيب الموضوع أمنيا وإيقاف القنص بالشوارع، الأمر الذي قد يعيد الحياة إلى  المدينة التي تكتظ بالسكان والنازحين من بقية المدن.

ويأتي ذلك -وفق ناشطين بالمدينة- بغرض تحريك أجوائها بعد أن اختصرت حياتهم إلى نصف يوم على مدى ثلاث سنوات، على حد قولهم.

ويتحدث الناشط أنس الحموي عن القرار الحكومي الأخير الذي أفضى إلى التجول بالمدينة ليلا، ويقول إنه أمر افتقده الجميع منذ ثلاثة أعوام، فالبيوت أصبحت كالسجون على حد وصفه.

ويضيف في حديث للجزيرة نت "أصبحنا نتمنى أن نرى شوارع السوق في الليل وأبواب المحال التجارية مفتوحة كسابق عهدها، وبسبب الأزمات التي نعيشها في المدينة من انقطاع للكهرباء والماء والإنترنت، كان لا بد من متنفس للناس ليخرجوا من البيوت التي أصبحت كالسجون يقضون فيها معظم يومهم".

‪سكان حماة يأملون أن يعيشوا حياة طبيعية  ليلا ونهارا‬ (الجزيرة)
‪سكان حماة يأملون أن يعيشوا حياة طبيعية  ليلا ونهارا‬ (الجزيرة)

ويتابع "فما إن فتحت الأسواق، حتى اكتظت الشوارع بالناس وامتلأت المتنزهات وعادت الحركة إلى المدينة، حتى إنني ذهبت إلى السوق أكثر من مرة مع أهلي وأصدقائي وشعرت بأنني أعيش حياتي الطبيعية التي أفتقدها منذ سنوات، وعلى الرغم من انقطاع الكهرباء فقد بقيت الأسواق مستمرة في عملها".

وعن وجود قوات الأمن بالمدينة، يقول الحموي: لا تخلو الشوارع من عناصر الأمن والدوريات التي تتجول فيها ليلا، لكنها أصبحت شيئا معتادا عند الناس الذين تأقلموا مع هذا الوضع.

أمان وهمي
لكن شريحة أخرى من الناس رأت في فتح الأسواق ليلا غير ذلك، حيث يؤكد هؤلاء أنها ليست إلا محاولة من النظام لإعادة تحريك المدينة وعزلها عن جو الحرب الدائرة في كل البلاد.

ويقول الناشط أبو محمد إنه في حين يخرج الناس إلى الأسواق والمتنزهات ليلا ليمارسوا حياتهم، فإن هناك معتقلين على بعد مئات الأمتار يموتون تحت التعذيب، وعلى بعد عدة كيلومترات تدور أشد المعارك في ريف حماة الذي يقصف بالبراميل المتفجرة.

ويستشهد في حديثه للجزيرة نت بعدة حوادث اعتقال حصلت بعد فتح الأسواق، مؤكدا أن قوات الأمن اعتقلت الكثيرين من الشوارع والمقاهي بعد أن أعطت الأمان للناس كما حصل في شارع ابن رشد وسط المدينة منذ يومين.

ويرى أبو محمد هذه الخطوة بمثابة جو وهمي يريد النظام للناس أن يعيشوا فيه ليعزلهم عن جو الثورة، ويظهر أمامهم بمظهر من أعاد الأمن إلى المدينة وطهرها من الإرهاب على حد وصفه.

المصدر : الجزيرة