تنظيم الدولة يدمر أضرحة تاريخية بريف حلب

الدمار الناتج عن تفجير قبري سليمان بن عبد الملك وعبد الله بن مسافع.jpg
آثار قبري سليمان بن عبد الملك وعبد الله بن مسافع بعد تفجيرهما (الجزيرة نت)

نزار محمد-ريف حلب

يشتهر الريف الحلبي باحتوائه على معالم تاريخية ودينية اعتاد السياح الأجانب على زيارتها منذ سنوات، وخلال مئات السنين ورغم التغيرات التي طرأت على مستوى الريف الحلبي بسبب كثرة الحروب لم يمس أي طرف هذه المعالم بل على العكس حافظ عليها واهتم بحمايتها.

غير أن الوضع اختلف منذ ظهور "تنظيم الدولة الإسلامية" بالمشهد السوري، فقد بدأ بهدم المزارات والمعالم الدينية والتاريخية لأنها "بدعة" من وجهة نظره.

ودمر التنظيم أضرحة ومساجد، أبرزها ضريح الصحابي عمار بن ياسر، ومسجد أويس القرني (مزار شيعي) ثم مسجد الشيخ عقيل المنبجي بمدينة منبج.

حجج ضعيفة
ويرى الناشط الحقوقي أحمد العبد الله أن الحجج التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية "حجج ضعيفة"، مؤكدا أن الناس الذين شيدوا هذه المعالم معظمهم من الأنصار، وكانوا سابقا "يزورونها ويقرؤون الفاتحة على قبور الأولياء".

ويضيف العبد الله في حديث للجزيرة نت قائلا "لقد حاول التنظيم أن يظهر إعلاميا ولم يرَ أمامه إلا هذه الطريقة، أي تفجير أضرحة الأولياء والمقابر التاريخية".

ومضى قائلا "ها هو قبر سليمان شاه ما زال قائما بمكانه ولم يجرؤ التنظيم على الاقتراب منه، وقد دخلت أرتال تركية له مرتين وبدلت الحرس".

وأججت هذه الأعمال الحقد بين الأهالي في ريف حلب الشرقي والرقة بعد حملة التدمير الأخيرة التي قام بها التنظيم لعدة مقابر ومزارات ومساجد.

وحسب ناشطين، منع تنظيم الدولة الإسلامية الأهالي من زيارة موتاهم في أول أيام العيد بحجة أن هذا الأمر "يغضب الله"، كما سبق أن أطلق عناصر التنظيم النار لإخراج الأهالي من القبور في الساعة السادسة صباحا من أول أيام عيد الفطر.

تفجيرات أخرى
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي ريف حلب الشرقي ببلدة دابق قام موالون لتنظيم الدولة الإسلامية بتدمير أضرحة كل من الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان وضريح الصحابي عبد الله بن مسافع القرشي بعد عدة محاولات ومشاحنات مع بقية أهالي البلدة.

ويؤكد الناشط الإعلامي سعيد الأحمد أن موالين للتنظيم "لا يزالون حتى الآن يتواجدون في دابق، لعدم وجود أي من كتائب المعارضة المسلحة فيها".

وأضاف أن "البلدة لا يوجد فيها أي عسكري، وهي ملجأ للنازحين من المناطق الأخرى مثل تركمان بارح وأخترين وحلب المدينة والسفيرة، حيث كان عدد سكانها سابقا سبعة آلاف نسمة أما اليوم فزادوا الضعف".

وعن حادثة تفجير قبر الخليفة سليمان بن عبد الملك والصحابي عبدالله بن مسافع القرشي يقول الأحمد "في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي حاول العناصر أنفسهم تفجير القبرين لكن أهالي البلدة منعوهم، وبعد تقدم تنظيم الدولة -الذي أصبح يرابط شرقي تركمان بارح بنحو خمسة كيلومترات الآن- قام موالون له بهدمهما".

يشار إلى أن الضريحين لا يعتبران مزارا إلا للسياح الأجانب، كونهما معلمين تاريخيين يعودان لأكثر من 1400 سنة.

المصدر : الجزيرة