عائلات جنود لبنانيين تخشى قتل تنظيم الدولة أبناءها

أهالي العسكريين المخطوفين تظاهروا وقطعوا طرقات في عكار وبعلبك للمطالبة بتحرير أبنائهم
جانب من مظاهرات ذوي المأسورين للمطالبة بالعمل على إطلاق سراح أبنائهم (الجزيرة نت)

علي سعد-بيروت

بين التشكيك والتأكيد للصور التي تداولها مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي لذبح الرقيب بالجيش اللبناني علي السيد، الذي أسرته جماعات مسلحة مع نحو ثلاثين جنديا بمعارك عرسال الأخيرة، تعيش عائلة الجندي وبلدته "فنيدق" بعكار، حدادا بسبب قناعتها بأن عملية الذبح قد وقعت بالفعل.

وإضافة للصور تداول نشطاء شريط فيديو لعملية الذبح، وفيما تقول الجهات الرسمية إنه لم يتسن لها التأكد من صحة الشريط، يؤكد والد الرقيب علي السيد للجزيرة نت أن عائلته تعرفت على ابنها من خلال الصور المنشورة، وأن جهات غير رسمية أبلغتهم بأن ابنهم "قُتل فعلا".

‪عائلة السيد تعيش حدادا‬ لقناعتها بقتل ابنها الأسير (الجزيرة نت)
‪عائلة السيد تعيش حدادا‬ لقناعتها بقتل ابنها الأسير (الجزيرة نت)

الوالد يؤكد
وبصوت مخنوق يخفي الكثير من القلق والعتب، قال الوالد إنه حتى اللحظة لم تبادر أي جهة رسمية للاتصال به.

مؤكدا أن آخر ما سمعه عن ابنه قبل الصور كان شريطا مصورا ظهر فيه يعلن انشقاقه عن الجيش اللبناني.

لكن الوالد اعتبر أن هذا الإعلان حصل تحت الضغط، وتساءل "لماذا ذُبح ابني إذن؟".

وفور انتشار الصور أغلق أهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات المسلحة طرقا في عكار والطريق الدولي في بعلبك الهرمل، مطالبين الدولة اللبنانية بالتحرك لتحرير أبنائهم.

وتزامن تسريب صور ذبح الجندي مع اندلاع جولة جديدة من المعارك يوم أمس بين الجيش اللبناني والمسلحين في جرود عرسال، بعد كمين نصبته المجموعات المسلحة لدورية تابعة للجيش اللبناني أدى إلى جرح أربعة عسكريين وفقدان آخر.

كما أعلنت قيادة الجيش أنها قتلت أحد أخطر المطلوبين على خلفية "جرائم إرهابية"، وأنها ألقت القبض على عدد من المطلوبين الخطرين.

وقالت أيضا أن وحدات الجيش "ألقت القبض على مطلوبين في أحد مرتفعات منطقة وادي حميد بعرسال، إضافة لعدد من المسلحين السوريين الذين شاركوا في الاعتداء على قوات الجيش أثناء مرورها عند نقطة تفتيش للجيش في حاجز المستوصف بعرسال".

وكانت صحف لبنانية قد تداولت أخبارا عن تهديدات الجماعات المسلحة بقتل عنصر كل ثلاثة أيام من عناصر الجيش والأمن الثلاثين المحتجزين لديها منذ معارك عرسال، في حال عدم تنفيذ مطالبها.

وتشترط هذه الجماعات عدم تنفيذ مداهمات لتوقيف مطلوبين داخل عرسال، وعدم التضييق على النازحين السوريين، إضافة إلى إجراء عملية تبادل مع عدد من المعتقلين لدى السلطات اللبنانية لم تحدد أسماءهم أو عددهم.

أهالي العسكريين المخطوفين قطعوا طرقات للمطالبة بتحرير أبنائهم (الجزيرة نت)
أهالي العسكريين المخطوفين قطعوا طرقات للمطالبة بتحرير أبنائهم (الجزيرة نت)

وساطة معلقة
لكن هذه المطالب التي جرى تمريرها عبر الوساطة التي قادتها هيئة العلماء المسلمين منذ بداية المعارك، لم تُنفذ خصوصا وأن الهيئة أعلنت قبل أيام توقف وساطتها.

وقال المتحدث باسم الهيئة الشيخ عدنان إمامة للجزيرة نت، إن الهيئة وقعت بين فكي مطالب المسلحين التي يريدون تنفيذها بسرعة بسبب انشغالهم بمعارك أكبر في أماكن أخرى، وبطء التجاوب الرسمي الناتج عن التعقيدات السياسية الداخلية.

وأوضح إمامة أن الهيئة قررت بالتشاور مع الحكومة وقيادة الجيش إيقاف وساطتها وسحب يدها بشكل كامل، معتبرا أنها "لم تعد مسؤولة عن أي شيء".

وأضاف أنه حتى تعليق عملية التفاوض، لم تكن تهديدات الجماعات المسلحة قد وصلت إلى حد قتل العسكريين كما حصل مع الرقيب السيد، الذي قال إن الهيئة لا تستطيع نفي أو تأكيد ما إذا كان هو الشخص الذي ظهر في الصور مذبوحا.

المصدر : الجزيرة