صواريخ المقاومة تعمّق الإحباط بإسرائيل

Israeli soldiers from the Golani Brigade mourn during the funeral for their fallen comrade Max Steinberg at Mount Herzl military cemetery in Jerusalem July 23, 2014. Steinberg, a 23 year-old American from California's San Fernando Valley, was among 13 Israeli Defense Forces soldiers killed on Sunday during fighting in Gaza. REUTERS/Siegfried Modola (JERUSALEM - Tags: CONFLICT POLITICS CIVIL UNREST MILITARY TPX IMAGES OF THE DAY)
تواصلُ صواريخ المقاومة وإحداثها خسائر كبيرة عمّق حالة الإحباط بإسرائيل (رويترز)

وديع عواودة-حيفا

رغم إحراق غزة بعشرات الآلاف من أطنان المتفجرات على مدى خمسين يوما، ظلت المقاومة الفلسطينية تطلق صواريخها نحو إسرائيل بكمية وكيفية كافيتين لإحراج حكومة بنيامين نتنياهو، وتوجيه الانتقادات القاسية للحكومة والجيش، وتعميق حالة الإحباط في الشارع.

وفي اليوم الأخير للحرب قبيل إعلان وقف إطلاق النار، شهدت إسرائيل سقوط كمية من الصواريخ، أصاب أحدها بيتا في مدينة عسقلان بشكل مباشر.

وأوضحت الشرطة المحلية في عسقلان أن الصاروخ أصاب العشرات بجراح، وصفتها بالطفيفة والمتوسطة، كما أحدث حالة من الهلع، وتسبب في أضرار مادية فادحة.

وقالت الشرطة إن هذا الصاروخ حمل كمية متفجرات استثنائية، ونوهت لسقوط صاروخين في مدينة أسدود المجاورة.

وبلغ المعدل اليومي لصواريخ المقاومة التي تسقط على إسرائيل 120 صاروخا، وأشارت الشرطة إلى أن منظومة القبة الحديدة اعترضت صاروخا طويل المدى في أجواء تل أبيب.

‪غالؤون: الحكومة عجزت عن تأمين الحماية لسكان إسرائيل‬ (الجزيرة)
‪غالؤون: الحكومة عجزت عن تأمين الحماية لسكان إسرائيل‬ (الجزيرة)

نزوح انكسار
وركزت المقاومة بشكل لافت على قصف القواعد العسكرية والمستوطنات المحاذية للقطاع، مما أدى لنزوح سكانها خصوصا بعد مقتل طفل إسرائيلي يوم الجمعة الماضي.

وقال وزير الرفاه الإسرائيلي مئير كوهين خلال زيارته  الثلاثاء المنطقة المحيطة بقطاع غزة إنه يستشعر بحالة انكسار لدى السكان اليهود، في ظل استمرار سقوط صواريخ المقاومة لليوم الخمسين.

وفي محاولة لرفع معنويات الإسرائيليين، قال الوزير لموقع "واينت" الإخباري عقب الإصابة المباشرة للبيت في عسقلان إن إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الصواريخ لا يعني أنها المنتصرة في الحرب.

وأضاف أن "حماس لا ترفع الراية البيضاء"، وأن صورة الانتصار التي تبحث عنها إسرائيل تكمن في عودة المقاومة لطاولة المفاوضات في القاهرة.

وكان الوزير يرد في تصريحاته على رئيس بلدية عسقلان إيتمار شيمعوني الذي قال إنه يرجو أن تفعل الحكومة كل ما يلزم حتى ترفع حماس الراية البيضاء.

وكان شيمعوني قد عبر -قبيل الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار- عن حالة الارتباك في إسرائيل العاجزة عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب بيومها الخمسين بالكشف عن قراره بعدم افتتاح السنة الدراسية في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل جراء الوضع الأمني على غرار قرار في مدينة بئر السبع أيضا.

وتابع في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة "نحن في حالة طوارئ، والأضرار هنا فادحة بعد إصابة العشرات بجراح وحالات الهلع، ومع ذلك نحن أقوياء".

ويثير نزوح عشرات آلاف الإسرائيليين عن منازلهم في 38 مستوطنة تحيط بغزة جدلا واسعا، حيث اعتبر رئيس معهد الإستراتيجية الصهيونية الصحفي يسرائيل هارئيل أن هذا النزوح مثل "هدية لحماس على شكل صورة انتصار".

وقال هارئيل في مقال نشرته صحيفة هآرتس الثلاثاء إن هذه المرة هي الأولى التي يتخلى فيها يهود عن مستوطناتهم بالكامل منذ العام 1948، وحذر من تبعات ذلك على معنويات الإسرائيليين.

‪ميلمان: المقاومة الفلسطينية صمدت بشكل لافت مما سبب حرجا داخل إسرائيل‬ (الجزيرة)
‪ميلمان: المقاومة الفلسطينية صمدت بشكل لافت مما سبب حرجا داخل إسرائيل‬ (الجزيرة)

حكومة عاجزة
لكن رئيسة حزب ميرتس زهافا غالؤون هاجمت الحكومة لتأخرها في رعاية ترحيل سكان هذه المستوطنات مبكرا ولعدم تقديمها بدائل لهم.

وقالت في بيان "هذه حكومة عاجزة عن توفير الحماية لكل سكان إسرائيل وليس للمنطقة المحاذية لغزة فحسب".

وكانت قد طالبت ببذل مساع لبلوغ وقف إطلاق النار "حتى لو كان ذلك يعني تنازل إسرائيل عن وعود حازت عليها من قبل".

وأدى فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب إلى اشتعال حرب داخلية وصلت حد التراشق بالتصريحات والاتهامات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء بارزين.

وتتهم رئاسة الحكومة وزراء بتسريب بعض المعلومات للإعلام، مما دفع وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش للمطالبة بإخضاع الوزراء لفحوصات وتحقيقات بواسطة جهاز فحص الكذب.

وخلال تجوله في الجنوب، هاجم أهرونوفيتش نتنياهو، وقال إن الوزراء يتابعون تطورات الحرب من الصحافة.

وعبّرت جدة الطفل الإسرائيلي الذي قتل جراء قصف المقاومة لناحل عوز عن غضب سكان الجنوب. وقالت إن الحكومة تتركهم لقمة سائغة لصواريخ حماس.

ويرى المعلق البارز يوسي ميلمان أن حالة الحرج داخل إسرائيل في اليوم الخمسين للحرب مردها ليس أخطاء الحكومة والجيش فقط، بل هي نتيجة أيضا لصمود لافت للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وقال إن المقاومة أبدت منذ اليوم الأول للعدوان على غزة قدرات ومفاجآت مقابل طريقة قتال إسرائيلية غير خلاّقة.

لكن المعلق السياسي الحاخام ألياهو كوفمان قال إن الخسائر في إسرائيل لن تدفع الشارع للغضب من الحكومة وذلك نتيجة اللامبالاة والتعود على الحروب.

ولفت إلى مشاركة الإعلام واليسار في تضليل الشارع الإسرائيلي وحجب الحقيقة عنه.

المصدر : الجزيرة