جدل حول تشكيل إقليم سني بالعراق
علاء حسن-بغداد
وكان شعار الإقليم واحدا من الشعارات التي رفعها عدد من المشاركين في المظاهرات التي جرت في المحافظات السنية نهاية عام 2012، رغم أن عددا آخر من المحتجين وقفوا ضد مشروع الإقليم وأعتبروه واجهة للتقسيم.
ويقف الحزب الإسلامي العراقي المشارك في العملية السياسية منذ بدايتها بعد الغزو الأميركي عام 2003 في مقدمة القوى المطالبة بتأسيس إقليم سني، تؤيده في ذلك قوى عشائرية وسياسية أخرى، في حين تعتبر هيئة علماء المسلمين أبرز قوة سنية تعارض إنشاء الأقاليم وتقول إنها ستكون بداية لصراع طائفي ومقدمة للتقسيم.
ويرى النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي أن لجوء السنة في العراق إلى خيار الأقاليم "جاء على خلفية معاملة الحكومة لهم كمواطنين من الدرجة الثانية".
تهميش واجتثاث
وأضاف للجزيرة نت أن السنة تعرضوا إلى معاملة غير عادلة بالمقارنة مع باقي أبناء الشعب العراقي، ظهرت في تهميشهم وإقصائهم واجتثاثهم واعتقالهم دون مبرر، على حد قوله.
وأوضح أن كل هذه الأمور أدت إلى لجوء السنة لهذا الخيار من أجل استعادة كرامتهم، مشيرا إلى أن الدستور العراقي يكفل حق إقامة الأقاليم.
لكن الدهلكي اعتبر أن السنة في العراق يمكن أن يتراجعوا عن هذه المطالب في حال زالت الأسباب التي استدعت اللجوء إليها.
بالمقابل ترى الحكومة العراقية أن هذه المطالب أتت على خلفية أجندات تتهم دول خارجية بالترويج لها "من أجل تمزيق العراق وتقسيمه إلى دويلات".
ويتهم سعد المطلبي -عضو ائتلاف دولة القانون الذي كان رئيسه نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها- دولا لم يسمها بالعمل على تمزيق العراق من خلال إقامة الأقاليم.
وقال للجزيرة نت إن هذا الأمر لا يعدو كونه مخططا تقوم به بعض الدول من أجل تقسيم العراق، إذ إن هناك دوائر عالمية وصلت إلى قناعة تامة بأنه إذا أراد العراقيون أن يعيشوا بأمان فعليهم اعتماد نظام يشبه الفدرالية الأميركية.
ذات الموقف تعبر عنه قيادات دينية شيعية، ترى في إقامة الأقاليم في العراق مقدمة للتقسيم، وتذهب إلى حد اتهام من يصادق على مشروع كهذا بالخيانة.
جدير بالذكر أن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الراحل السيد عبد العزيز الحكيم كان في مقدمة المنادين بتأسيس إقليم أطلق عليه إقليم الوسط والجنوب يضم المحافظات الشيعية وذلك في عام 2005، في حين كانت القوى السنية تعارضها بشدة، قبل ان تتراجع هذه الدعوة الشيعية لاحقا.
خيانة عظمى
ويرى مكتب المرجع الديني الشيعي قاسم الطائي أن إقامة الأقاليم مقدمة لتقسيم العراق، واتهم من يسعى لهذا الخيار بالخيانة العظمى للبلاد.
وقال أبو محمد البصري -الناطق الرسمي باسم الطائي- إن "هذا المخطط قديم"، متهما الولايات المتحدة الأميركية بالسعي لتطبيقه في العراق من أجل إضعافه وتمزيقه خدمة لإسرائيل، على حد وصفه.
وأضاف أن هذا المخطط ألمح إليه جو بايدن -نائب الرئيس الأميركي- في فترة سابقة.
وتابع "عندما استوعبت واشنطن حجم الرفض الشعبي والرسمي العراقي له، عملت على محاولة تطبيقه من خلال إثارة الأزمات بين المكونات العراقية لإيصالها إلى قناعة تامة بانعدام فرص التعايش السلمي بين الطوائف".
وعبر عن أسفه لانسياق بعض الأطراف وراء "هذا المخطط"، معتبرا أن أهل السنة سيكونون الخاسر الأكبر في حال تطبيقه، حيث سيؤدي لتأجيج مشكلات كبيرة، مثل الصراع الجغرافي مع الأكراد على "المناطق المتنازع عليها"، ومن أبرزها محافظة كركوك، وفق تقديره.