العطار.. مهندس الأسر والأنفاق الهجومية

رائد العطار - قائد لواء رفح في كتائب القسام
العطار استشهد بغارة إسرائيلية في حي تل السلطان غربي مدينة رفح (الجزيرة)

يعد رائد صبحي أحمد العطار (أبو أيمن) في طليعة من انضموا لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي، وهو واحد من أبرز المطلوبين لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ يصفه بـ"برأس الأفعى"، لترأسه وحدة "الكوماندوز" القسامية، ووقوفه خلف تهريب الأسلحة وأسر جنود وضباط إسرائيليين.

ولد العطار عام 1974 في مخيم يبنا للاجئين، وهو وأب لولدين، وتولى قيادة لواء رفح في كتائب القسام، وكان عضوا في المجلس العسكري العام، ومسؤولا عن حفر الأنفاق الهجومية وتهريب الأسلحة من سيناء. وقد شهد لواء رفح تحت إمرته الكثير من الجولات مع الاحتلال، وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية "الوهم المتبدد".

كان رفيق درب محمد أبو شمالة في كل المحطات منذ تأسيس القسام، إذ شارك -كما تقول الكتائب- في "العمليات الجهادية" وملاحقة "العملاء" في الانتفاضة الأولى ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية.

وبحسب جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، فإن العطار لعب دورا بارزا في عدد من العمليات الخطيرة التي نفذت ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة بما فيها مشاركته في عملية على الحدود الإسرائيلية المصرية عام 1994 أدت إلى مقتل ضابط إسرائيلي، وكذلك مشاركته في تخطيط وتنفيذ تفجير موقع عسكري قتل فيه أربعة جنود إسرائيليين عام 2001.

وتتهمه إسرائيل بالتخطيط لعملية اقتحام موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم أدت إلى مقتل أربعة من جنوده مطلع عام 2002، وترأسه عملية كرم أبو سالم التي أدت إلى قتل جنديين وأسر شاليط عام 2006.

كما تتهمه بالوقوف خلف أسر الملازم هدار غولدين خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية على غزة عند اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة شرقي مدينة رفح.

وتعتقد وسائل إعلام إسرائيلية أن العطار هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعرف مصير الضابط الإسرائيلي المفقود هدار غولدن، وقالت "إذا كان هناك شخص يعرف أين الضابط غولدن فسيكون العطار لأنه المسؤول عن جميع الأنشطة العسكرية لحماس في رفح"، "حسب التقارير الاستخبارية الإسرائيلية".

في عام 1995 حكمت السلطة الفلسطينية عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة، وفي مطلع فبراير/شباط عام 1999 قتل نقيب في الشرطة الفلسطينية يدعى رفعت جودة برفح أثناء مطاردته ثلاثة أعضاء من حركة حماس من بينهم العطار، وأصدرت محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة الفلسطينية حكما بإعدام العطار، وحدثت احتجاجات قتل على إثرها شابان، وبعد الاحتجاجات اجتمع ياسر عرفات مع قيادات في المجتمع المدني في رفح وطلب منهم إعادة الهدوء، وإعادة النظر في حكم الإعدام.

استشهد إثر غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية في حي تل السلطان غربي مدينة رفح فجر الخميس 21 أغسطس/آب 2014، واستشهد معه زميلاه محمد إبراهيم أبو شمالة ومحمد حمدان برهوم.

المصدر : الجزيرة