صلاة بالنرويج من أجل غزة

كاتدرائية اوسلو
كاتدرائية أوسلو من الخارج (الجزيرة نت)

عبد الكريم مهادي-أوسلو

ابتهلت أعرق كنيسة نرويجية من أجل أطفال غزة داعية الله أن يمن عليهم بالأمن والسلام بعد أن خذلهم العالم وأشاح بوجهه عن آلامهم.

وأجمع نرويجيون حضروا قداسا خاصا لأطفال غزة أقيم في الكاتدرائية الرئيسية بالعاصمة النرويجية أوسلو، على أن مثل هذا الحدث ما كان له أن يتم لولا الجرائم الإسرائيلية وعمليات القتل التى مارسها الجنود الإسرائيليون في كل زاوية من زوايا غزة.

وألقت السيدة بيرتا نوردال عظة القداس حيث سردت فيها آلام الفلسطينيين، خصوصا الأطفال منهم وما يتعرضون له من قتل وتدمير وحصار، وقالت إن القنابل لاحقت هولاء في منازلهم وحتى في مدارسهم،  فقضى منهم أكثر من 400 طفل وأصيب المئات بجروح وعاهات مستديمة، في خرق واضح لقوانين الحرب والأخلاق.

محمد أبو عرب (الجزيرة نت)
محمد أبو عرب (الجزيرة نت)

تبرع بالمال
ورغم عطلة الصيف، حضر جمع غفير من الناس هذه الصلاة وتبرعوا بالمال بهدف إيصاله إلى غزة، وهو ما فسرته السيدة أنّا كارلنغ، وهي من رواد الكنيسة للجزيرة نت، بأنه "يمكن للمرء أن يلمس تحولا في اتجاه الناس بقدر أكبر من التحول في الكنيسة، ولكن عندما أنظر إلى الخلف لسنوات قليلة أجد أن الكنيسة تغيرت هي الأخرى ولكن بدرجة بسيطة".

وألقى السيد محمد أبو عرب، وهو نرويجي من أصل فلسطيني، كلمة أمام الحضور عدد فيها أنواع الكوارث والمآسي التي يكابدها أهالي قطاع غزة جراء الحصار المفروض عليهم من كل الجهات.

وقال أبو عرب إنه كمسلم يرى أن الإرهاب لا دين له، وأن القتل الذي تمارسه إسرائيل ضد غزة يأتي بسبب رفض أهلها للحصار وسعيهم الحثيث للتخلص منه، وأكد أن إسرائيل تمارس سياسة إبادة ثم تزعم أنها ضحية ما تصفه بالإرهاب الفلسطيني.

بيرتا نوردال (الجزيرة نت)
بيرتا نوردال (الجزيرة نت)

ظلم فادح
أما السيدة بيرتا نوردال فقد تجنبت سؤالا للجزيرة نت عما إذا كان ينظر للفلسطينيين على أنهم إرهابيون، واكتفت بالقول إن النرويج بلد ديمقراطي بآراء متعددة، وهناك في الكنائس نفس الشيء، فتجد من يؤيد إسرائيل ومن يؤيد الفلسطينيين.

لكن السيدة أنّا أنيتا من أعضاء المجلس الكهنوتي أكدت للجزيرة نت أن عامة الناس في النرويج بدؤوا يدركون الآن مدى فداحة الظلم الذي يعانى منه الفلسطينيون، وأن قسما لا بأس به منهم يقف مع الفلسطينيين بعد أن رأى كيف تخرق إسرائيل القانون الدولي وقانون الحرب، فتقصف المستشفيات والمدارس وغيرها.

أما ختام الصلاة التي شهدتها الكاتدرائية فكان بالترنيمة الآتية لأهل غزة "أنزل أمطارك يا رب السلام لتغسل قلبي من أدرانه وتبعث فيه حب الحياة والسلام".

المصدر : الجزيرة