صلاح الدين ديمرطاش

صلاح الدين ديميرطاش
ديمرطاش

صلاح الدين ديمرطاش حقوقي وسياسي من أكراد تركيا، حصل على تأييد الأحزاب الكردية ليمثلها في الانتخابات الرئاسية التي ستقام يوم 10 أغسطس/آب القادم في مواجهة السياسي المخضرم رجب طيب أردوغان. ويعتبر ديمرطاش ممثلا بارزا للجيل الجديد للحركة الكردية السياسية.

الولادة والنشأة
ولد ديمرطاش لأبوين كرديين يتحدثان لغة الزازا يوم 10 أبريل/نيسان 1973 في منطقة بالو التابعة لمحافظة إلازيغ شرق الأناضول، قبل أن تنتقل أسرته للعيش في مدينة ديار بكر.

وحسب روايات رددها في مقابلات صحفية، كان والداه يتبادلان الحديث بالزازا في المنزل, لكنهما لم يعلماها لأطفالهما، بل كانا يتعمّدان الحديث إليهم بالتركية "كي لا يمروا بنفس المعاناة التي عاشوها كأكراد في تركيا".

وحسب ذات الرواية، كان أول لقاء له عرّفه بوجود عرق اسمه "الأكراد" خلال مرحلة الدراسة الثانوية. وكان لاغتيال رئيس حزب العمل الشعبي الكردي وداد آيدن في جريمة سجلت ضد مجهول عام 1991، فعل الشرارة التي أشعلت رغبته في الانخراط بالحركة السياسية الكردية.

وبعد إنهائه المرحلة الثانوية، كان أمام خيارين -يقول ديمرطاش- إما صعود الجبال والالتحاق بصفوف مقاتلي حزب العمال الكردستاني، أو الالتحاق بالجامعة، فاختار الأخيرة ليتابع دراسته بكلية الحقوق في جامعة أنقرة. وعمل كمحام حر لفترة، وأصبح عضوا في جمعية حقوق الإنسان، ونشط خاصة في مجال الجرائم المسجلة ضد مجهول. كما كان أول المؤسسين لشعبة منظمة العفو الدولية في مدينة ديار بكر.

المسيرة السياسية
أصبح ديمرطاش وهو في 34 من عمره نائبا برلمانيا لمدينة ديار بكر عن حزب المجتمع الديمقراطي بعد ترشحه في الانتخابات البرلمانية عام 2007. واعتبرت هذه الانتخابات بداية جديدة له وللسياسة الكردية أيضا. وكان أحد الأصوات الكردية المنادية بالحكم الذاتي الديمقراطي والحقوق الدستورية للأكراد.

في أواخر العام 2009 وبقرار من المحكمة الدستورية في تركيا، تم حظر حزب المجتمع الديمقراطي الكردي، ليعود في نسخة جديدة تحمل اسم حزب السلام والديمقراطية الذي أصبح ديمرطاش رئيسه بالمشاركة عام 2010.

وفي نفس العام، صدر حكم قضائي في حقه بالسجن عشرة أشهر بسبب خطاب ألقاه عام 2006، دعا فيه إلى "تثمين دور الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في حل المسألة الكردية". واعتبر هذا الموقف دعاية لمنظمة إرهابية، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. لكن الحكم خفف ليتحول إلى إطلاق سراح تحت المراقبة لمدة خمس سنوات. كما فاز بمقعد في البرلمان التركي خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2011 عن حزب السلام والديمقراطية، وهذه المرة عن مدينة هكاري.

عملية السلام الكردية
يحظى ديمرطاش بالتقدير في الأوساط الكردية وحتى التركية أيضا، لكونه أحد العناصر السياسية الفاعلة في ما يخص ملف القضية الكردية وعملية السلام الخاصة بها بين أنقرة وحزب العمال.

فقد كان نشاطه في هذا الشأن بارزا خلال مرحلتي الصراع والحوارعلى حد سواء. كما كان ضمن الوفد الكردي الذي يتواصل مع الزعيم الكردي أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي في بحر مرمرة.

كما كان من أبرز المطالبين بالتعليم باللغة الأم، وبإخلاء سبيل المعتقلين الأكراد السياسيين، وإنهاء العمليات العسكرية والسياسية ضد الأكراد، وإلغاء النظام الانتخابي الذي يقضي بحصول الأحزاب على نسبة 10% لدخول البرلمان.

انتخب في يونيو/حزيران 2014 رئيسا بالمشاركة لحزب ديمقراطية الشعوب الكردي الذي يدخل ضمن مشروع أوجلان لجعل الحركة الكردية تنادي بحقوق كل المكونات في تركيا. 

وحسب البيانات الرسمية حول أملاكه والتي قدمها للمجلس الأعلى للانتخابات، يملك ديمرطاش منزلا في ديار بكر بقيمة 260 ألف ليرة تركية (نحو 122 ألف دولار)، ومكتبا حقوقيا بقيمة 100 ألف ليرة، وثلاث سيارات: اثنتان تبرع بهما لحزبه، والثالثة تستعملها زوجته.

المصدر : الجزيرة