عوامل إستراتيجية وراء تمسك إسرائيل بالمبادرة المصرية

الصحافة الإسرائلية
الصحافة الإسرائيلية تشن حملة على قطر بسبب مواقفها الداعمة لغزة (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

يعكس التحريض الإسرائيلي المتواصل على قطر وتركيا موقف إسرائيل الرسمي الرافض لدور البلدين في التهدئة ووقف العدوان على غزة، وفق محللين.

وسوغت إسرائيل رفضها لدور قطر وتركيا بانحياز البلدين إلى جانب الطرف الفلسطيني، مما يعني من وجهة النظر الإسرائيلية تعزيز نفوذ مشروع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وإضعاف ما يسمى "المحور المعتدل" الذي تقوده القاهرة.

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التمسك بالمبادرة المصرية التي ترى الفصائل الفلسطينية أنها تعبر بالأساس عن مطالب إسرائيل.

نمرود جورون: إسرائيل تعتمد إستراتيجية تعزيز التنسيق مع القاهرة بما يتناغم مع مواقف المحور المعتدل المناهض للإخوان المسلمين

واستبعد محللون إمكانية أن تدير إسرائيل ظهرها "لحليفها" الإستراتيجي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رغم وعيها من أن أي مقترح للتهدئة في غزة لا بد أن يمر عن طريق الدوحة التي تستضيف قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس (حماس).

المعتدل والمتطرف
ويرى مراقبون أن رغبة إسرائيل في منع قطر وتركيا من لعب دور بارز في وقف العدوان على غزة، قد يجعلها تفضل قرارا بوقف إطلاق النار يصدر عن مجلس الأمن، على غرار ما حصل في حربها على لبنان عام 2006 حين انسدت قنوات المباحثات مع حزب الله.

وقال مدير معهد "ميتفيم" المتخصص في السياسات الخارجية للشرق الأوسط نمرود جورون إن إسرائيل تعتمد إستراتيجية دعم التحالف الجديد مع السيسي وتعزيز التنسيق مع القاهرة بما يتناغم مع مواقف المحور المعتدل المناهض للإخوان المسلمين في العالم العربي.

وأكد جورون في حديث للجزيرة نت أن منح قطر وتركيا دورا رياديا في وقف إطلاق النار سيضعف حلفاء إسرائيل في المنطقة، وسيعيق استعادة مصر لمكانتها في الشرق الأوسط مثلما كانت عليه قبل ثورات الربيع العربي.

ويقول إن إسرائيل تريد وضع حد لنفوذ حماس في فلسطين، وضرب مشروع الإسلام السياسي الذي تدعمه قطر وتركيا، على حد قوله.

يواف شطيرن:
إسرائيل أيقنت بأن قطر تواصل دعم الثورات العربية والحركات الإسلامية، وتعتمد دبلوماسية لا تتناغم مع جامعة الدول العربية ومحور الاعتدال

عزلة السيسي
لكن جورون قال إن نظام السيسي يعيش عزلة سياسية ولديه قناة اتصال مباشرة فقط مع إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقابل إصرار قطر وتركيا على دعم حماس وفصائل المقاومة الأخرى. ويرى أن هذا الواقع يرجح أن يتم وقف إطلاق النار بقرار يصدر عن مجلس الأمن.

بدوره، يشدد المتخصص بالشؤون العربية والفلسطينية يواف شطيرن على أن إسرائيل استبعدت تركيا من المباحثات بشأن التهدئة لكونها تتبنى مواقف مناهضة لسياساتها في الملف الفلسطيني.

وأوضح للجزيرة نت أن الأوساط النافذة في إسرائيل استبعدت وساطة قطرية لوقف إطلاق النار ودفعت باتجاه التمسك بمبادرة القاهرة المدعومة من أطراف إقليمية.

ويعتقد شطيرن أن إسرائيل أيقنت بأن قطر تواصل دعم الثورات العربية والحركات الإسلامية وتعتمد دبلوماسية "غير واضحة"، لأنها لا تتناغم مع جامعة الدول العربية وخارج سياق محور الاعتدال الذي تربطه مصالح بإسرائيل، حسب تعبيره.

وخلص إلى القول بأن إسرائيل تحارب حماس وما أفرزته الثورات العربية من تحالفات، ولا تثق بدبلوماسية أنقرة والدوحة، وتصر على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.

المصدر : الجزيرة