الجيش الإسرائيلي: لم نحدد بعد مصير الجندي المفقود

صورة الجندي شاؤول أهرون
عائلة شاؤول أكدت أنها تعتبره حيا طالما أنها لم تتلقَ بيانا رسميا بموته (الجزيرة)


وديع عواودة-حيفا

بعد مرور خمسة أيام على إعلان "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسر الجندي الإسرائيلي أرون شاؤول، قال جيش الاحتلال الخميس إنه لا يملك إجابات قاطعة بشأنه ولم ينتهِ بعد من عملية تحديد مصيره، وذلك رغم أنه كان قد أبلغ ذويه مطلع الأسبوع بأنه قد قُتل.

وأفادت عائلة شاؤول المقيمة في مستوطنة بوريا قضاء طبريا اليوم بأنه لا معلومات جديدة حول ابنها الجندي الحائز على "وسام رئيس الدولة"، وأنها تعتمد على الجيش، لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلت عن العائلة استغرابها من تناقض معلومات الجيش.

وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة -التي زارت عائلة شاؤول ليلة الخميس- إنها تعيش حالة من الخوف والترقب في ظل عدم وجود رواية واضحة لما حصل.

يشار إلى أن قائدة القوى العاملة في جيش الاحتلال أورنا بربيابي زارت عائلة الجندي يوم الاثنين الماضي، وروت لها ملابسات التحقيقات التي يجريها الجيش للتثبت من مصير الجندي المفقود، مرجحة أنه قد قتل.

لكن العائلة تنقل عن سلطات الجيش أنها تعرّف ابنها كـ"مفقود، مصيره غير معروف بشكل قاطع"، وتؤكد أنه بالنسبة لها ما زال على قيد الحياة طالما أنها لم تتلقَ بيانا رسميا بموته.

وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فقد كان شاؤول مع ثمانية جنود آخرين داخل مجنزرة علقت داخل حي الشجاعية في قطاع غزة جراء عطل ميكانيكي فخرج منها برفقة قائد المجموعة وفي هذه اللحظة تعرضوا لقصف صاروخي من قبل المقاومة الفلسطينية، وظلت المجنزرة مشتعلة طوال ساعة دون أن يتمكن الجيش من تخليص من فيها.

وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية مطلعة إن الجيش يرجح وجود أشلاء الجندي أرون شاؤول في يد حركة حماس التي كانت عرضت صورا لبطاقة هويته، وبطاقة انتسابه إلى أحد صناديق المرضى مع رقمه العسكري.

الجيش قال سابقا إن المعطيات تفيد بمقتل شاؤول (وسط) في تفجير مجنزرة بغزة (الجزيرة)
الجيش قال سابقا إن المعطيات تفيد بمقتل شاؤول (وسط) في تفجير مجنزرة بغزة (الجزيرة)

معلومات متناقضة
وقالت رحالي غازيت -ابنة عمة الجندي- لوسائل إعلام عبرية الخميس إن الجيش وعد العائلة بإطلاعها على كل معلومة جديدة يتلقاها فورا، وقد أبلغها بأن المعطيات في مسرح الحدث وداخل المجنزرة أفضت إلى تشخيص جثث ستة جنود، وأفادت بعدم وجود ما يدل على وجود آثار لشاؤول.

وأضافت غازيت أن "هناك معطيات أخرى، والفحوصات لم تنتهِ بعد، وبالنسبة لنا فإنه (شاؤول) ليس ميتا، ونشكر الإسرائيليين المتضامنين معنا في هذه الأيام العصيبة التي نمر بها".

ورغم أن عائلات إسرائيلية ثكلى تزور عائلة الجندي الأسير أرون شاؤول (21 عاما) في محاولة لمواساتها فإن العائلة ما زالت تواجه معضلة صعبة في ظل المعلومات المتناقضة التي تصل إليها من جيش الاحتلال، ومن الشائعات بشأن أسره أو مقتله في عملية تفجير المجنزرة داخل حي الشجاعية في غزة ليلة الأحد.

ويقول يعقوب أفيطان -والد الجندي عدي أفيكطان الذي وقع في أسر حزب الله اللبناني عام 2000- إن عدم معرفة ما جرى لولده أصابه بحالة شلل حتى تبين أنه قد قتل وأعيدت جثته بعد ثلاث سنوات. ويتابع "يوما بعد يوم تزداد الحالة قسوة، لا سيما أن الطرف الآخر يحاول إدارة حرب نفسية موجعة".

ويعتبر أفيطان أن هناك دورا مهما لوسائل الإعلام التي يدعوها إلى طرح موضوع الجندي المفقود على جدول أعمال الدولة، خاصة بعد أن تمضي الأيام ولا ترد معلومات جديدة.

وردا على سؤال للجزيرة نت، نفى الناطق بلسان جيش الاحتلال أن يكون الجندي قد أُسر، مكتفيا بتعقيب مقتضب بأن الأمر ما زال "قيد الفحص".

المصدر : الجزيرة