قناة ألمانية تشكك بقتل حماس المستوطنين الثلاثة

معظم قنوات التلفزة الألمانية أفردت مساحات لتحليل خلفيات وتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة. الجزيرة نت
معظم القنوات الألمانية أفردت مساحات لتحليل خلفيات وتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)

الجزيرة نت-برلين

شكك تقرير بثه برنامج "أوسلاندس جورنال" بالقناة الثانية شبه الرسمية في تلفزيون "زد دي إف" الألماني في مسؤولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن حادثة اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن عدوانها الحالي على قطاع غزة.

واعتبر التقرير أن إخفاء جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية (الشين بيت) لأسبوعين ونصف ما توصل إليه من معلومات عن قتل المستوطنين الثلاثة عقب اختطافهم طرح أسئلة مفتوحة بشأن الدوافع الحقيقية لهذه الحادثة.

وتحدث التقرير عن استغلال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للحادثة في المسارعة باتهام حماس وتبرير العدوان على غزة "الذي خطط له منذ فترة طويلة".

وأشار التقرير إلى أن المستوطنين الثلاثة صعدوا بإرادتهم إلى سيارة توقفت لهم بعد إشارتهم لها عندما كانوا عائدين مساء من مدرسة تلمودية بالمستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية في منتصف يونيو/حزيران الماضي.

قتل لا خطف
وقال التقرير الذي أعده مراسل "زد دي إف" في القدس المحتلة كريستيان سيفرس إن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عرفتا بعد وقت قليل من وقوع الحادثة أن الأمر يتعلق بعملية قتل وليس باختطاف.

وأوضح أن رسالة استغاثة مسجلة تلقتها الشرطة الإسرائيلية من أحد المستوطنين الثلاثة سُمع فيها أمر بخفض الرؤوس أعقبه إطلاق عشر رصاصات.

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية كانت تعرف أن المستوطنين الثلاثة في عداد القتلى، لكنها أرسلت شرطتها وأجهزتها الأمنية لتشنا حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بالضفة الغربية بحثا عنهم وكأنهم أحياء.

دوركر: "الشين بيت" أخفى عن الإسرائيليين تفاصيل كثيرة، منها أن المستوطنين الثلاثة لم يكونوا على قيد الحياة بعد وقت قليل من اختطافهم

ولفت تقرير "زد دي إف" إلى جزئية أخرى تثير الشكوك حول الجهة الضالعة بقتل المستوطنين الثلاثة ودوافعها، وهي أن الشرطة الإسرائيلية عثرت على بعد بضعة كيلومترات من مكان "الاختطاف" على بقايا سيارة محترقة بها آثار دماء.

حظر المعلومات
وقال التقرير إن فرض الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية بأمر من نتنياهو حظرا على المعلومات بشأن حادثة المستوطنين، واحتكار الجيش التحقيقات رغم أنها ليست من صلاحياته يثيران أسئلة مفتوحة حول الدوافع الحقيقية للجريمة واستغلال تل أبيب لها في تبرير حربها على غزة، والتي خططت لها منذ وقت طويل.

وحسب التقرير، فإن القناة الإسرائيلية العاشرة حظرت بث أخبار توصلت إليها حول حادثة المستوطنين الثلاثة.

وأشار التقرير إلى أن عددا من صحفيي القناة العاشرة والقنوات التلفزيونية الأخرى موظفون بالجهاز الأمني الإسرائيلي.

ونقل تقرير القناة الألمانية عن الصحفي بالقناة العاشرة رفيف دروكر قوله إن إسرائيل معروفة بحظر المعلومات ذات الصلة بالدفاع والسياسة الخارجية.

وقال مراسل القناة الألمانية إن نشرات أخبار التلفزة ومانشيتات الصحف الإسرائيلية حول الاختطاف لم تقدم أي معلومات مفيدة للجمهور.

وذكّر بأن نتنياهو سارع للتصريح بعد اجتماع مجلسه الأمني المصغر بأن حماس قتلت المستوطنين الثلاثة، وأنها ستدفع ثمنا غاليا.

وأشار سيفرس -وهو من أبرز الصحفيين في التلفزيون الألماني- إلى أن عمليات الاختطاف تمثل كابوسا مزعجا للإسرائيليين، لكنهم لم يعرفوا أن جهاز أمنهم الداخلي أخفى عنهم ما توصل إليه من تفاصيل كثيرة، منها أن المستوطنين الثلاثة لم يكونوا على قيد الحياة بعد وقت قليل من اختطافهم.

المصدر : الجزيرة