تفاؤل فلسطيني بتبادل جديد للأسرى

عائلات الأسرى تعلق آمالا كبيرة للافراج عنهم مقابل الجندي المأسور.jpg
عائلات الأسرى تعلق آمالاً كبيرة للإفراج عنهم مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

وسط الاحتفالات غير المسبوقة وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية بانتصارات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كانت صمود ابنة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعادات المعتقل في السجون الإسرائيلية من أكثر الفرحين بإعلان المقاومة الفلسطينية أسر جندي إسرائيلي جديد.

وكان عشرات آلاف الفلسطينيين خرجوا الأحد إلى الشوارع ووزعوا الحلوى حتى ساعات الفجر الأولى، رغم نفي الجيش الإسرائيلي وجود مفقودين في صفوف جنوده، لكنه قال إنه سيفحص إمكانية وقوع ذلك.

وشارك في الاحتفالات أعداد كبيرة من أهالي الأسرى الفلسطينيين الذين يعلقون آمالاً كبيرة على صفقة تبادل جديدة مقابل الجندي شاؤول آرون الذي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن أسره شرق غزة، وذلك على غرار صفقة جلعاد شاليط في أكتوبر/تشرين الأول 2011.

وقالت صمود سعادات التي يواجه والدها حكماً بالسجن ثلاثين عاما قضى منها ثماني سنوات "نحن الأهالي كنا دائماً مؤمنين بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأسرى"، وتابعت أن "كل أهالي الأسرى اليوم يعيشون أملا جديدا بأن يفرج عن أبنائهم وآبائهم في القائمة القادمة للتحرير".

صمود سعدات:
نشد على أيدي المقاومة، لقد أعادوا لحمة الشعب والقوى الفلسطينية وصوبوا البوصلة التي انحرفت أكثر من 25 عاما، وأعادوا الأمل إلى بيوت الأسرى

تحية للمقاومة
ولم تنس سعادات في غمرة فرحها توجيه التحية لرجال المقاومة في غزة وقالت "نشد على أيديهم، لقد أعادوا لحمة الشعب والقوى الفلسطينية وصوبوا البوصلة التي انحرفت أكثر من 25 عاما، وأعادوا الأمل إلى بيوت الأسرى".

واعتقل أحمد سعدات مع عدد من كوادر الجبهة الشعبية أواسط مارس/آذار 2006 من سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية، حيث احتجز لأربع سنوات بناء على تفاهمات فلسطينية أوروبية أميركية بعدما اتهم بالتخطيط لعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في أكتوبر/تشرين الأول 2001.

ومن بين المعتقلين معه عاهد أبو غلمة الذي اتهمته سلطات الاحتلال بالمشاركة في تنفيذ الاغتيال بأحد فنادق القدس المحتلة. وتعيش عائلة أبو غلمة اليوم على أمل الإفراج عنه في صفقة تبادل قادمة.

وقالت زوجته وفاء أبو غلمة "رغم الألم للمجازر التي نفذها الاحتلال في غزة فإن خبر أسر الجندي كان له وقع كبير على بيوت أهالي الأسرى"، معبرة عن أملها بأن يركز المسؤولون عن تنفيذ أي صفقة قادمة على الإفراج عن ذوي الأحكام الثقيلة والمؤبدات.

ويواجه أبو غلمة -وهو أب لطفلين- حكماً بالسجن المؤبد، وفقدت عائلته الاتصال به منذ شهرين على الأقل حيث علق الاحتلال زيارات معظم السجون ومنع زيارات المحامين للأسرى بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة قرب الخليل، والعثور عليهم مقتولين لاحقا.

وكان الناطق باسم كتائب عز الدين القسام قد أعلن مساء الأحد أن الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون بات في قبضة المقاومة بعد كمين قرب حي التفاح شرق غزة. وقال إن العملية أسفرت عن مقتل 14 ضابطا في وحدة جولاني من مسافة صفر، متحديا الاحتلال بأن يكشف عن مصير الجندي الذي يحمل الرقم 6092065.

مزاج مفعم بالأمل
ويرى الأسير السابق والباحث في مؤسسة الضمير لحقوق الأسرى أيمن ناصر كراجة أن كل ما يحدث في الميدان حاليا ينعكس إيجاباً على نفوس الفلسطينيين، ومنهم أبناء الحركة الأسيرة، وخاصة بعد أسر الجندي آرون.

ذوو الأسرى شاركوا في احتفالات بالضفة بأسر الجندي الإسرائيلي (الجزيرة نت)
ذوو الأسرى شاركوا في احتفالات بالضفة بأسر الجندي الإسرائيلي (الجزيرة نت)

وقال كراجة إن ارتفاع سقف توقعات وآمال الفلسطينيين بصفقة تبادل جديدة يستند الآن إلى واقع مادي صلب لا إلى أوهام، بعد أن تحققت عملية أسر الجندي.

ويرصد الأسير السابق مزاجاً شعبياً مفعما بالأمل والتحدي، وهو كما يقول آخذ بالتصاعد ويمكن رصده عبر المشاركة الشعبية الفاعلة في الفعاليات المساندة لغزة، وفي مواقف أبناء الشبيبة والقطاعات المختلفة، و"حتى السياسيين الذين انقلب خطابهم إلى النفس الجيفاري الثوري".

ويشدد على أن مطلب الفلسطينيين العقلاني لا يتعلق بتبييض السجون بالتأكيد، ولكن يتعلق بأولويات لا بد لمن سيتولى التفاوض في هذا الشأن الالتفات إليها، وخاصة بوضع من تبقى من الأسرى القدامى وعددهم نحو 30 أسيرا على قائمة المطالب بهم، وكذلك المطالبة بالإفراج عن نحو عشرين أسيرا من المرضى ذوي الحالات المستعصية، والأسيرات وعلى رأسهن لينا الجربوني التي تقضي حكماً بالسجن 18 عاما.

زيادة الأسرى
وبفعل الحملة العسكرية التي شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة يوم 12 يونيو/حزيران الماضي واتهام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالوقوف وراءها، ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين إلى 6400 حسب نادي الأسير الفلسطيني، بينهم 1258 اعتقلوا في الشهر الأخير فقط.

ومن بين هؤلاء 17 أسيرة و230 طفلاً و37 نائباً في المجلس التشريعي، بالإضافة إلى 450 أسيراً جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، أي دون توجيه لائحة اتهام إليهم.

المصدر : الجزيرة