هل تسقط "إدارة غزة" حكومة المصالحة؟

احتفال توقيع المصالحة التي مضى شهر على توقيعها دون أي تغيير على الواقع
احتفال توقيع المصالحة بين فتح وحماس قبل شهر (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

طرحت تصريحات لقيادات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول استمرار حصار قطاع غزة رغم توقيع اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس، والتلميح بالعودة إلى الحكم، تساؤلات عن مصير المصالحة بعد شهر على توقيعها.

فقد قال القيادي بحماس موسى أبو مرزوق في تصريح على صفحته على "فيسبوك"، الأحد الماضي، إن حكومة الوفاق الوطني والرئاسة "تتعاملان وكأن السلطة مكانها في الضفة ولا حاجة لهم بغزة، فوحدة الشعب والقضية عندهم ثمنها بخس" متسائلاً "هل هذا يعني أنهم مزقوا اتفاقية المصالحة؟ من المسؤول عن موظفي غزة الآن؟ ومن المسؤول عن الحدود والمعابر وإنهاء الحصار عنها؟ ومن المسؤول عن الكهرباء فيها؟".

وأضاف أبو مرزوق "اليوم أخشى أن تكون حماس مدعوة للعودة حفاظاً على أمن وسلامة أهلها، فغزة لن تعيش في فراغ، فلا هي تحت مسؤولية الحكومة السابقة، ولا هي تحت مسؤولية حكومة الوفاق الوطني".

في السياق، يرى الناطق باسم حماس سامي أبو زهري أن حكومة الوفاق الوطني "لم تقدر موقف حماس وخضعت لإملاءات فصيل واحد على حساب التوافق، وخطوات تلك الحكومة تسير على أساس التمييز وتكريس الانقسام، وبكل أسف نحن أمام حكومة رام الله بشكل جديد، فهناك فراغ إداري كبير في غزة حيث رفض وزراء الحكومة التواصل مع الوزارات هناك، وحركة حماس لا تستطيع أن تقف متفرجة".

وأكد أبو زهري أن استمرار الوضع على ما هو عليه "سيدفع حماس إلى إعادة دراسة الأمور مع القوى والفصائل الفلسطينية".

‪أبو عيطة: يجب أن تحظى حكومة التوافق بدعم الجميع‬ (الجزيرة نت)
‪أبو عيطة: يجب أن تحظى حكومة التوافق بدعم الجميع‬ (الجزيرة نت)

توتير الأجواء
وفي إطار ردود الفعل على تلك التصريحات، قال الناطق باسم حركة فتح فايز أبو عيطة للجزيرة نت إنها "تُوتّر أجواء المصالحة وتعود بالوضع الفلسطيني خطوة إلى الوراء".

وشدد على ضرورة أن تحظى حكومة التوافق بدعم من الجميع خاصة أنها في بداية طريقها، مضيفا أن "حكومة الوفاق مولود جديد، وعلى الجميع الحفاظ عليه ورعايته وحمايته لأن نجاح هذه الحكومة هو نجاح للشعب الفلسطيني، وإفشالها هو انتصار لإسرائيل التي حاربت الحكومة منذ البداية".

ملفات مهملة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الموضوع "ليس فقط موضوع حكومة ورواتب إنما هناك خطوات أخرى وملفات كان يفترض أن يتم فتحها بعد تشكيل الحكومة".

وتابع "لا شك أن هناك صعوبات لكن لا بد من معالجتها والتصدي لها، وحماس تدرك أن الحوار والعمل الجماعي أفضل في التوصل إلى اتفاق". ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الخروج بموقف "ترفض فيه أن تكون شاهدة زور، أو تقبل بالأوضاع على ما هي عليه في الوقت الحالي".

البسوس يدعو عباس إلى القيام بواجباته تجاه غزة (الجزيرة نت)
البسوس يدعو عباس إلى القيام بواجباته تجاه غزة (الجزيرة نت)

ويتفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية في غزة هاني البسوس، مع رأي عوكل في أن حكومة الوفاق "لم تقدم شيئا من مهامها المتعلقة بغزة" موضحا أن استمرار حالة الفراغ السياسي بالقطاع جعل الأمور أسوأ بكثير وأكثر تعقيدا عما كانت عليه من قبل توقيع اتفاق المصالحة.

وقال البسوس للجزيرة نت "إذا استمرت حالة الفراغ هذه فإنها ستؤدي إلى مزيد من التعقيد مما يستدعي ضبط الحالة الفلسطينية ووضع النقاط على الحروف بين طرفي المصالحة".

ورأى أن تصريح أبو مرزوق يعبر عن حالة الاستياء الشديد والشعور بالمسؤولية، وضرورة أن تكون هناك بدائل وحلول للأوضاع السيئة القائمة، مستبعدا عودة حماس إلى حكم غزة "لأن الجميع سيكيل لها الاتهامات" بالانقلاب على حكومة التوافق ورفض للمصالحة، مستبعدا "إمكانية إدارة جديدة لغزة من الفصائل في الوقت الحالي تحديداً".

ودعا البسوس إلى منح فرصة لحكومة التوافق التي تعاني من عقبات يضعها الاحتلال الإسرائيلي في طريقها، داعياً الرئيس محمود عباس إلى القيام بواجباته تجاه غزة. وأكد أن خيار فشل وحل حكومة التوافق الوطني "ستكون له تداعيات صعبة جداً على كافة المستويات".

المصدر : الجزيرة