معارك بين المسلحين الإسلاميين بالغوطة الشرقية

عناصر تابعون للاتحاد الإسلامي لإجناد الشام على خط التماس مع التنظيم
جيش الإسلام أكد أنه كبد تنظيم الدولة الإسلامية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد (الجزيرة)

سامح اليوسف-الغوطة الشرقية

بعد هدوء طويل اندلعت المعارك مجددا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ولكنها هذه المرة بين مكونات المعارضة المسلحة، خاصة بين جيش الإسلام من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى.

ويأتي اندلاع المعارك بعد اتهام فصائل المعارضة لتنظيم الدولة بالوقوف خلف تفجير سيارتين مفخختين بمدينة دوما، مما أدى لمقتل حوالي 20 شخصا وجرح 100 آخرين.

كذلك، من أبرز اسباب اندلاع المعارك بين الجانبين قتل التنظيم للقاضي أنس قويدر بعد أن انشق عنه والتحق بجيش الإسلام.

الردة والخلافة
ويقول قادة عسكريون بجيش الإسلام إن التحاق القاضي بهم جعل تنظيم الدولة يقتله في منزله ويعده مرتدا عن الدين وخارجا عن بيعة الخلافة.

وبعد تلك الأحداث، أعلنت فصائل المعارضة السورية الحرب على تنظيم الدولة، وبدأت شن هجمات ضده بغية إنهاء وجوده بالغوطة الشرقية.

ويؤكد الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام عبد الرحمن الشامي أن قواتهم شنت هجوما على معاقل التنظيم في قرية ميدعا على أطراف الغوطة الشرقية بالتعاون مع الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وفيلق الرحمن.

ويضيف للجزيرة نت أنهم قضوا على تواجد التنظيم في قرية ميدعا، وخاضوا معركة أخرى ضده في بلدة مسرابا الملاصقة لمدينة دوما انتهت بالسيطرة عليها وقتل ما يقارب 70 عنصرا وأسر حوالي 20.

وقال الشامي إنهم سيقدمون أسرى تنظيم الدولة لمحاكمة عادلة، في حين رفض الحديث عن الخسائر البشرية التي ألحقها التنظيم بهم.

لكن ناشطين أكدوا أن التنظيم ألحق خسائر بشرية بالمعارضة المسلحة بلغت عشرات القتلى والجرحى.

أبو مجاهد:
تنظيم الدولة يسرف في التكفير والاتهام بالعمالة والخيانة والردة ويستهتر في إراقة الدماء

ويتزامن شن الفصائل المسلحة حربا على التنظيم مع إعلانه عن دولة الخلافة ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.

لكن الشامي قال إن البغدادي لا يمثل إلا نفسه وإن جيش الإسلام يعد التنظيم باغيا، واعتبر الخلافة تمثيلية سخيفة لن تنجح في الشام في ظل وجود مجاهدي الغوطة.

ورأى الشامي أن الخلافة التي أعلن عنها تنظيم الدولة محاولة لتفريق الصف وتشويه صورة الإسلام ووأد الثورة السورية.

استباحة الدماء
من جانبه، عزا أبو مجاهد وهو نائب القائد العام للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام اشتراكهم في القتال ضد تنظيم الدولة إلى أنهم مثل الفصائل الأخرى يشعرون بخطر الفكر التكفيري الذي يستبيح دماء الناس، خاصة الثوار والمجاهدين، لأتفه الأسباب.

وقال إن تنظيم الدولة يعامل الجميع على أساس أنهم مرتدون، وقتالهم أولى من قتال نظام بشار الأسد ومليشياته، على حد وصفه.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن الإشكال الأساسي مع تنظيم الدولة هو أنه يرى نفسه صاحب الشرعية الوحيد في الساحة السورية وكل ما عداه تشكيلات خارجة عن الطاعة، قائلا إنه يسرف في التكفير والاتهام بالعمالة والخيانة والردة ويستهتر في إراقة الدماء.

ويقدر أبو مجاهد عدد عناصر تنظيم الدولة الموجودين في الغوطة الشرقية بـ400 بينهم 40 أجنبيا.

الجدير بالذكر أن ظهور الدولة الإسلامية في الغوطة حدث بعد بيعة كثيرين من جبهة النصرة لأبو بكر البغدادي بعد إعلانه عن تشكيل دولة الإسلام في العراق والشام العام الماضي.

المصدر : الجزيرة