إسرائيل تمنع آلاف الفلسطينيين من الصلاة بالأقصى

حواجز عسكرية لمنع وصول الفلسطينيين للأقصى برمضان
الحواجز العسكرية نصبت في كل مكان لمنع وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى (الجزيرة)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة والأزقة والطرقات المؤدية لساحات الحرم القدسي إلى شبه ثكنة عسكرية بهدف منع عشرات آلاف الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه للجمعة الثانية من شهر رمضان.

وإضافة إلى نصب الحواجز الأمنية وفرض تقييدات مشددة منذ ساعات الفجر لمنع من هم دون الخمسين عاما من الصلاة بساحات الحرم القدسي الشريف، منعت عناصر الأمن فلسطينيي 48 والمقدسيين من الاعتكاف بالمسجد الأقصى الذي يشهد حصارا مشددا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أربعة أيام.

واستنفر جيش الاحتلال قواته عبر نصب عشرات الحواجز العسكرية على مداخل القدس الشرقية المحتلة لمنع الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول للمدينة المقدسة والصلاة بالأقصى، كما نشر آلاف من الجنود والقوات الخاصة بالأسواق والطرقات المؤدية لساحات الحرم.

ومنعت قوات الاحتلال المقدسيين الشباب ومن هم دون الخمسين حتى من التواجد بالبلدة القديمة، وأغلقت أغلب أبواب المسجد الأقصى الذي بدت ساحاته وأبنيته خالية من المصلين والمرابطين.

‪قوات الاحتلال منعت من هم دون الخمسين‬ من دخول البلدة القديمة (الجزيرة)
‪قوات الاحتلال منعت من هم دون الخمسين‬ من دخول البلدة القديمة (الجزيرة)

حصار وعدوان
وبسبب التضييقات اضطر آلاف من فلسطينيي 48 -الذين شدوا الرحال إلى القدس والأقصى- إلى تأدية صلاة الفجر عند بوابات المسجد وبأزقة البلدة القديمة. كما حرمت إسرائيل الآلاف منهم من تأدية صلاة الجمعة الثانية من رمضان بساحات الحرم.

وحسب التقديرات فلم يتمكن إلا نحو 14 ألفا من كبار السن والنساء من أداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان، مع العلم أنه في شهر رمضان من العام الماضي كان يصل عدد المصلين إلى نحو 300 ألف.

ورغم إجراءات التضييق للاحتلال تواصل مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية، تقديم وجبات الإفطار للصائمين، كما كثفت مؤسسة البيارق من تسيير عشرات الحافلات من بلدات الداخل الفلسطيني لشد الرحال للقدس والأقصى للإفطار وتأدية صلاتي العشاء والتراويح.

ويعتقد الدكتور حكمت نعامنة -مدير مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات"- أن دولة الاحتلال وإلى جانب استغلالها الظروف الإقليمية للتفرد بالأقصى، استغلت بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتصعد العدوان على ساحات الحرم من خلال الاعتداء على جموع المصلين بأساليب وحشية وانتهاكات شملت النساء وطلاب وطالبات العلم.

وحذر نعامنة -في حديثه للجزيرة نت- من ممارسات قوات الاحتلال بالتضييق على المصلين وفرض حصار مشدد على ساحات الحرم وتحويلها لثكنة عسكرية، مؤكدا أن تل أبيب توظف الأحداث الإقليمية والدولية والعدوان على غزة، بغية تمرير مخططاتها وأجندتها في تغييب المسجد الأقصى عن حاضر ووجدان الأمتين الإسلامية والعربية لتقسيم الساحات وبناء الكنس والهيكل الخرافي.

‪ساحات الحرم بدت خالية من المصلين‬  (الجزيرة)
‪ساحات الحرم بدت خالية من المصلين‬  (الجزيرة)

انتهاك واستفزاز
من جانبه ناشد إمام وخطيب المسجد الأقصى الدكتور عكرمة صبري الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده ومختلف فعالياته وأحزابه لتوحيد وتضافر الجهود لنصرة القدس والأقصى وشد الرحال إلى المدينة المقدسة، داعيا العائلات الفلسطينية إلى عدم الخوف وردع التضييق والممارسات القمعية للاحتلال، وتكثيف التواجد بساحات الحرم وإحياء الشعائر والفرائض والصلوات خلال أيام الشهر الفضيل.

ووصف ممارسات الاحتلال بحق المساجد والمقدسات والمصلين بالإجراءات التعسفية التي تتعارض مع المواثيق الدولية والأعراف الدينة والإنسانية التي تكفل حرية العبادة، مبينا أن اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمصلين تعتبران انتهاكا صارخا لحرية العبادة.

وفند صبري ما يروجه الإعلام الإسرائيلي عن منح التسهيلات للفلسطينيين برمضان، مشددا على أن أذرع الاحتلال تسخر جهودها لعرقلة دخول الفلسطينيين للقدس، وتعمد إلى محاصرة الأقصى واستفزاز مشاعر المسلمين برمضان عبر منعهم من الصلاة في المسجد.

وطالب الشيخ صبري -عبر الجزيرة نت- الدول العربية والإسلامية حكومات وشعوبا برص الصفوف وتوحيد الجهود لإغاثة القدس والأقصى الذي يتعرض للتقسيم، داعيا إلى مواجهة المؤامرات الصهيونية للنيل من المقدسات وتصفيتها ومواجهة المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية الهادفة لتهويد المدينة المقدسة.

المصدر : الجزيرة