صواريخ روسية حسمت معارك القصير

إحدى سيارات الثوار بعد استهدافها بصاروخ كورنيت
إحدى سيارات الثوار بعد استهدافها بصاروخ كورنيت (الجزيرة)

 وسيم عيناوي-القلمون

بعد سقوط القصير بيد قوات النظام السوري وعناصر حزب الله، نزح مقاتلو المعارضة باتجاه جبال القلمون، وتحدث بعضهم عن صاروخ "عجيب" يطلقه عناصر حزب الله لديه القدرة على تعقب السيارات والمدرعات حتى في الليل، كما أنه يصيب هدفه بدقة شديدة.

وظل هذا الصاروخ لغزا محيرا للثوار إلى أن سيطروا على مستودعات مهين، وعندها تم اكتشاف ماهية هذا الشبح بعد أن حصد أرواح العشرات من الثوار -من بينهم قائد تجمع كتائب وألوية القلمون التحتاني، الميداني البارز الملازم أول أحمد العبدو- وأنه صاروخ "كورنيت" الروسي الصنع مضاد للدروع من طراز (AT-14) ولديه إمكانية عالية لإصابة الهدف بدقة متناهية، وتصل مسافة إصابته للهدف إلى 5500 متر، تزيد إلى سبعة آلاف متر في النسخة المعدلة منه، مع إمكانية استهداف ليلي قد تصل إلى 3500 متر، ويقوم باختراق الآليات بقدرة نارية كبيرة وإحراقها بشكل بالغ.

وشكل الصاروخ مصدر قلق وذعر لمقاتلي المعارضة حيث أصبحت كيفية التعامل معه العنصر الأهم في حساباتهم لأي معركة، وباتوا يشكلون فرقا هدفها الأول معرفة مكان منصة إطلاقه كي يحسبوا المساحة الآمنة التي يستطيعون التحرك فيها.

ويقول القائد الميداني للقيادة الموحدة بالقلمون النقيب أبو أحمد "سلاح كورنيت هو المعادلة الأصعب في مواجهة عناصر حزب الله، ويزداد الأمر صعوبة في ظل شح الإمكانيات لدى الثوار".

وتحدث أبو أحمد للجزيرة نت عن "الكوارث" التي أصابت الثوار منذ استخدام الحزب هذا الصاروخ قائلا "استهدف الصاروخ العشرات من سيارات الثوار إضافة لوقوع العشرات من الشهداء حين مرورهم ضمن المدى الناري له، وبالأخص في معركة تحرير مستودعات مهين التي تأخر فيها الثوار في الانتباه لخطورة هذا السلاح".

صاروخ "كورنيت" روسي الصنع مضاد للدروع من طراز (AT-14). ولديه إمكانية عالية لإصابة الهدف بدقة متناهية، وتصل مسافة إصابته للهدف إلى 5500 متر، تزيد إلى سبعة آلاف متر في النسخة المعدلة منه

ضغط
ويضيف "تكرر استهدافهم به من مسافات بعيدة جدا كون المنطقة ذات مساحات مكشوفة وجرداء ومفتوحة بشكل كبير، وكان استشهاد الملازم أول أحمد العبدو إثر صاروخ كورنيت علامة فارقة في تلك المعركة، وسببا في بدء انسحاب الثوار تدريجيا من المنطقة، وعناصر حزب الله وقوات النظام باتت تستخدم هذا السلاح ركيزة أساسية لمعاركها من بعد معركة مستودعات مهين في معارك منطقة القلمون بشكل خاص التي تتميز بمناطق كبيرة واسعة ومكشوفة".
 
لكن الموازين انقلبت -والحديث لأبي أحمد- عندما استطاع الثوار اغتنام صواريخ كونكورس (وهي صواريخ روسية الصنع سلكية الإطلاق يمكن توجيهها ليلا وأقصى مدى لها هو 3500 متر) وبدأوا مواجهة قوات النظام وحزب الله، فعلى الرغم من أن "كونكورس" أقل تطورا من كورنيت فإنه سبب رعبا حقيقيا لعناصر الحزب وقوات النظام وشكل لهم أرقا في أي عمل عسكري ضمن المناطق المكشوفة، على حد قوله.
 
ويرى أبو مصعب (قائد ألوية أمجاد الشام في القلمون) أن امتلاك الثوار قواعد لإطلاق صواريخ كونكورس "حتى مع أعداد محدودة أحدث فارقا في المعارك، حيث وضع الثوار على رأس أولوياتهم محاولة اغتنام إحدى قواعد إطلاق صواريخ كورنيت ليقلبوا من خلالها موازين المعارك".

وأكد أن عناصر الحزب أخذوا كل أسباب الحيطة والحذر في عدم وصول هذه القواعد ليد الثوار، وفي حال الشك بأي محاول اقتراب للثوار لمكان تمركز قاعدة كورنيت كانوا يسحبونها مباشرة إلى الخطوط الخلفية للمعركة.

المصدر : الجزيرة