المليحة.. ستالينغراد بلاد الشام

A view of a damaged street filled with debris in Al-Maliha town, in the suburbs of Damascus March 16, 2014. Picture taken March 16, 2014. REUTERS/Bassam Khabieh (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
الناشطون وثقوا قصف المليحة بأكثر من 675 صاروخا (رويترز-أرشيف)

عمر الدمشقي

الحصار والجوع والبرد وسوء التغذية إضافة لدمار وقصف وغارات جوية, مفردات تجدها مجتمعة في مكان واحد بالغوطة الشرقية، المليحة التي وثق فيها ناشطون قيام قوات النظام بإغلاق جميع الطرقات والمنافذ المؤدّية للعاصمة دمشق, وذلك بهدف التضييق على الأهالي وتجويعهم وفق ناشطين.

"صمود أسطوري"، "معركة المليحة.. بطولات وتضحيات"، "المليحة مليحة الأعداء" لافتات رفعها سكان المدينة لدعم معنويات المقاتلين في جبهة المليحة, حيث بدأت القوات النظامية بحملة شرسة على البلدة بدأتها في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

جاء ذلك بعد أن سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على مجمع تاميكو لصناعة الأدوية بالبلدة, حيث استشعرت القوات النظامية خطر ذلك التقدم وبدأت حملتها خوفا من تقدم أكثر للمعارضة تجاه طريق مطار دمشق الدولي, والذي يُعد خطّ إمداد رئيسي للعاصمة دمشق.

ووفق المكتب الإعلامي في المليحة فإن القوات النظامية والمليشيات الإيرانية التي تدعمها ترتكب "انتهاكات بشعة" بحقّ أهالي البلدة، ما دفع المكتب لمطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك العاجل لمساندة من تبقى فيها.

في حين أشار تقرير نشره مكتب التوثيق والإحصاء في الغوطة الشرقية مؤخرا إلى أنّ الأسلحة التي يستخدمها النظام في حربه على المليحة "مجهولة" واصفا إياها بأنها "ذات تدمير هائل".

وقال إن النظام قصف البلدة بقذائف مدفعية وهاون وصواريخ في غارات جوية لا تكاد تنتهي، مبرزا أن المليشيات الأجنبية التي تدعم النظام بذريعة "حماية المقدسات الدينية" لم تميز بين شجر أو بشر وبين مقدسات دينية أو مراكز خدمية.

الأطفال والنساء هم الفئة الأكثر تضررا من حصار المليحة وقصفها (رويترز-أرشيف)
الأطفال والنساء هم الفئة الأكثر تضررا من حصار المليحة وقصفها (رويترز-أرشيف)

قصف مركز
وأوضح التقرير أن القصف المركز دمر منازل المدنيين وباقي الأماكن الخدمية والمساجد، كما أنه تسبب في نزوح أكثر من خمسة آلاف عائلة، وباتت البلدة شبه فارغة من سكانها.

ووثق التقرير 525 غارة للطيران الحربي على المليحة. واستخدم النظام في تلك الغارات صواريخ فراغية، وقنابل عنقودية.

كما تعرضت البلدة لقصف بأكثر من 675 صاروخا، و3750  قذيفة هاون وراجمات صواريخ ومدفعية.

وأكدّ المكتب الإعلامي أنّ المروحيات ألقت 12 برميلا متفجرا على البلدة، كما استهدفت الأراضي الزراعية بشتى أنواع الأسلحة. وقامت جرافات النظام بشقّ الطرق للآليات العسكرية بين المزارع والبساتين، محدثة دمارا طال الأشجار المثمرة وأتلف محاصيل القمح والشعير التي تشكّل غذاءً أساسيا لأهالي المليحة نتيجة ‫الحصار‬ الذي يعيشونه.

وذكر أن المقابر بدورها لم تسلم من قصف النظام، حيث تعرضت أربع مقابر لتدمير كلي، وواحدة بشكل جزئي.‬

ولفت التقرير إلى أنّ إغلاق معابر البلدة مع العاصمة دمشق مستمر لليوم الثلاثين بعد المائتين, بينما تستمر المواجهات في البلدة بين كتائب المعارضة وبين قوات النظام.

وأكّد المكتب الإعلامي في المليحة أن تلك الحصيلة ليست نهائية بسبب صعوبة تحرك الناشطين والحقوقيين في ظلّ قصف عنيف وغارات جوية لا تهدأ, وربما تكون الأرقام الحقيقية "أكثر رعبا" مشيرا إلى أن عدد القتلى والجرحى في ارتفاع مستمر.

في حين بلغ عدد قتلى قوات النظام والمليشيات التي تدعمه بالمئات وفقا لتقديرات المتابعين، ووفق ما ذكرت صفحات النظام المؤيدة له.

المصدر : الجزيرة