عبارة للسيسي تثير الجدل بين السودانيين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر حسن البشير
(الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

"السودان جزء من مصر"، عبارة قالها الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في سياق غير مناسب أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني عمر البشير أثناء زيارته الأولى إلى الخرطوم الجمعة الماضي.

ولم ينتبه السيسي لما قال حتى استحوذت الجملة على الشارع السوداني، في ظل شح ما تسرب من نتائج الزيارة نفسها.

وشغلت العبارة كثيرا من المحللين والمراقبين بكثير من التساؤلات حول ما إذا كان الأمر زلة لسان أم سوء تعبير أم مقصودة لذاتها.

وكان السيسي قال في المؤتمر الصحفي وفي إطار حديثه عن متانة العلاقات بين الخرطوم والقاهرة وضرورة تدعيمها، "إنه يعتبر أن السودان جزء من مصر"، دون إكمال العبارة المعهودة لدى قيادات البلدين بـ"وإن مصر أيضا جزء من السودان".

‪حسين: كل ما في الأمر روابط تاريخية عميقة يجب أن تتطور‬ (الجزيرة)
‪حسين: كل ما في الأمر روابط تاريخية عميقة يجب أن تتطور‬ (الجزيرة)

وفور انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين، سادت وسط السياسيين والمراقبين تكهنات مختلفة حول ما قصده الرئيس المصري من إطلاقه العبارة، واستبعد البعض أن يكون المقصود منها "رسالة سياسية محددة للخرطوم".

تعاطف أخوي
وفي تقدير الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين، جاءت عبارة السيسي في سياق التعاطف الأخوي والمشاعر المتبادلة بين شعبي وادي النيل، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن مثل هذه العبارة يكثر ترديدها مثل رصيفاتها من "أمن السودان من أمن مصر، وأمن مصر من أمن السودان".

وقال إن الجميع يعلم أن السودان ليس جزءا من مصر وأن مصر ليست جزءا من السودان، "وكل ما في الأمر روابط تاريخية عميقة يجب أن تتطور وتذهب للأمام".

وتابع بأن كل ما يقال في هذا الإطار من الكلام عاطفي وأخوي لا أكثر ولا أقل، "لكن ذلك لا يمكن أن ينفي أن تكون لهذه العبارة دلالاتها السياسية".

ليست مهمة
أما الأمين السياسي السابق لـحزب الأمة القومي إبراهيم الأمين فقد قلل من نتائج زيارة السيسي برمتها، معتبرا أن مثل هذه الزيارات لا تصلح محددا أساسيا لمستقبل العلاقات بين البلدين.

الأمين: زيارة السيي لا تصلح محددا أساسيا لمستقبل العلاقات بين البلدين(الجزيرة)
الأمين: زيارة السيي لا تصلح محددا أساسيا لمستقبل العلاقات بين البلدين(الجزيرة)

ورأى أنه لا يجب الوقوف أمام هذه العبارة أو غيرها مما قيل أثناء الزيارة لأنها لا تعكس الواقع، وأكد في حديثه للجزيرة نت أن التحدي الماثل الآن "هل يحافظ السودانيون على بلادهم ومصالحهم من المخاطر التي تتهددها بالفناء، وفي مقدمتها تحلل المجتمع السوداني لكياناته الأولية، ورجوعه إلى القبلية والمناطقية المتنافرة".

من جهته، أكد الخبير السياسي الرشيد أبو شامة أن الرئيس المصري خانه التعبير دون قصد، لأن السودان دولة مستقلة وتملك تاريخا مشرفا في استقلالها عن مصر وبريطانيا معا.

واعتبر أن السيسي ارتكب خطأ دبلوماسيا عندما لم يكمل العبارة المعهودة بأن مصر أيضا جزء من السودان، مما فتح الباب على مصراعيه لتفسيرات سلبية لعبارته.

وأضاف في حديثه أن من فسروها سلبيا ركنوا للماضي والتاريخ، "ومن فسروها إيجابيا اعتمدوا على أساس المصير المشترك، مشيرا إلى أن التفسير الأخير هو الأرجح".

المصدر : الجزيرة