هيئة علماء المسلمين في العراق

شعار هيئة علماء المسلمين في العراق
شعار هيئة علماء المسلمين في العراق (الجزيرة)
كان ميلاد هيئة علماء المسلمين سياسيا بامتياز، إذ تأسست في خضم الغزو الأميركي والغربي للعراق، وبعد أيام من سقوط النظام العراقي وتحديدا في 14/4/2003، وإلى جانب نشاطها الديني من إفتاء ودعوة، بقي الهم السياسي جزءا أساسيا من اهتمام الهيئة وبياناتها بما يخص التطورات والصراعات السياسية على الساحة العراقية.

وتعرف الهيئة نفسها بأنها "كيان يضم مجموعة من العلماء المتخصصين بالشريعة يحملون مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية يعاونهم في ذلك المسلمون من أهل الاختصاص في العلوم الأخرى، ويؤازرهم عامة المسلمين في النشاط العلمي".

من أبرز من أسسوا هيئة علماء المسلمين: الشيخ الدكتور حارث الضاري والشيخ أحمد حسن الطه والدكتور محمد عبيد الكبيسي والشيخ الدكتور بشار الفيضي والشيخ الدكتور عبد السلام الكبيسي. والشيخ الدكتور إسماعيل البدري والشيخ عدنان العاني والشيخ الدكتور فهمي القزاز وغيرهم الكثير من المشايخ.

ويشغل الدكتور حارث الضاري منصب الأمين العام للهيئة منذ تأسيسها وحتى اليوم، والضاري من مواليد 1941 من منطقة أبو غريب غرب العاصمة العراقية، وينتمى لعشيرة زوبع من قبيلة شمر. وحصل على شهادة الدكتوراه في الحديث في جامعة الأزهر عام 1978.

وللهيئة 26 فرعًا داخل العراق، يعمل منها الآن 15 فرعا، فيما أوقف عمل الفروع الأخرى لأسباب أمنية، نظرا لصعوبة العمل الميداني العلني في تلك المناطق. وتشرف الهيئة على أكثر من 40 مدرسة دينيَّة في العراق، إشرافً كاملا أو جزئيا.

الشيخ د. حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق(الجزيرة)
الشيخ د. حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق(الجزيرة)

الهيئة والاحتلال الأميركي
دعت الهيئة لمقاومة القوات الأجنبية في العراق بالسلاح قبل انسحابها رسميا، فهي تعد "المقاومة بكل أنواعها وعلى رأسها المقاومة المسلحة أمرا مشروعا دينيا وقانونيا".

وبشأن مشروع الفدرالية التي تطالب بها بعض الأطراف ترى الهيئة على لسان أمينها العام الشيخ د. حارث الضاري "الفدراليات إذا صارت لا قدر الله ستكون فدراليات طائفية وعنصرية، وبالتالي ستؤسس لتقسيم العراق، وتقسيم العراق هو رغبة أجنبية". وأضاف "التقسيم جريمة سياسية وجريمة شرعية وجريمة وطنية يضاف إليه أنه سيؤسس لفتن وعداوات كثيرة".

وفي البيان الأول للهيئة في يوليو/تموز 2003 شنت هجوما على نظام المحاصصة الطائفية، ورفضت بشدة قرار المجلس في أول جلسة له جعل يوم سقوط بغداد واحتلال العراق يوم عيد وطني، لم تعترف الهيئة يوما ما بشرعية العملية السياسية ابتداء من مجلس الحكم وانتهاء بحكومة المالكي الحالية، وهو ما جعل الآخرين يصنفونها على أنها اللسان الناطق باسم المقاومة العراقية.

من جانبه لم ينكر الناطق باسم الهيئة د. مثنى حارث الضاري علاقة الثقة التي تربط الهيئة مع فصائل المقاومة، لكنه أكد أن الهيئة ليست الواجهة السياسية للمقاومة، لأن الأخيرة ليست بحاجة إلى واجهة سياسية.

دور سياسي
وتنضوي تحت لواء هيئة العلماء المسلمين بالعراق تشكيلات الإسلام السني من إخوان مسلمين وصوفيين وسلفيين ومستقلين تجمعهم هموم العمل العام.

‪‬ د.بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق(الجزيرة)
‪‬ د.بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق(الجزيرة)

ويقول رئيس المكتب الإعلامي للهيئة د. مثنى الضاري إن "انفتاح الهيئة على الآخر أهلها للعب دور القيادة الفعلية للمجتمع السني، لا باعتبارها المرجعية الشرعية وحسب لكن باعتبارها كذلك وعاء العمل العام وأداة التعبير الحي عن مطالب الجماهير التي تتحرك داخلها".

وفي العام 2007 أمرت دائرة الوقف السني بإغلاق مقر هيئة علماء المسلمين في العراق، وهو ما أثار جدلا واسعا داخل الوسط السني وحتى في الوسط السياسي العراقي بشكلٍ عام. وبررت الدائرة على لسان رئيس الوقف السني إغلاق مقر الهيئة بمعارضة الهيئة لفكرة مجالس الصحوة التي تشكّلت في معظم المناطق السنية، فضلاً عن أنها، أي الهيئة، كانت من أسباب الفتنة الطائفية في العراق وأحد الداعين لها.

ومن الفتاوى اللافتة للهيئة ما يتعلق بإصدار قانون النفط والغاز العراقيين في البرلمان، وقد أفتت الهيئة عام 2007 بحرمة تشريع مثل هذا القانون في سياق صفقات مع المحتل الأجنبي " فالهيئة تحرم تصويت نواب البرلمان العراقي على مشروع قانون النفط والغاز "تحت أي ذريعة".

واعتبرت موافقتهم على القانون إجراء محرما شرعا وباطلا عقدا، ووصفت إقرار القانون بالـ"جريمة" ومن يقره بـ"التواطؤ مع العدو في غصب الأموال العامة".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية