الشباب العربي يناقش أولوياته في مؤتمر دولي بإسطنبول

صورة تذكارية ختامية للمشاركين في المؤتمر
وفود من خمسين دولة إسلامية شاركت في المؤتمر (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

لفت الحضور العربي في المؤتمر الدولي التاسع للتعاون الثقافي بين الشباب الإسلامي -الذي نظمه المنتدى الشبابي الدولي والاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، على مدار يومين في مدينة إسطنبول- أنظار المهتمين بقضايا الشباب حول العالم.
 

وأكد رئيس المنتدى الشبابي الدولي في تركيا أحمد موسى أبو داق للجزيرة نت أن المؤتمر شهد مشاركة وفودٍ شبابيةٍ من خمسين دولة إسلامية، فضلاً عن وفود حضرت لتمثل الشباب المسلم في دولٍ غير إسلامية، مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للمشاركين بالمؤتمر بلغ 150 شاباً.

وتقدمت الملفات الوطنية القضايا المطروحة بالمؤتمر، وتطرقت المشاركة الفلسطينية إلى دور طلبة الجامعات في قيادة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومعاناة قطاع الطلبة والشباب من ممارساته، مستشهدةً بإضراب الأسرى الإداريين عن الطعام منذ 38 يوماً بقيادةٍ شبابيةٍ وطلابيةٍ أسيرة.

‪أبو داق: الصراعات تتطلب رؤى واعية للتعامل معها‬ (الجزيرة)
‪أبو داق: الصراعات تتطلب رؤى واعية للتعامل معها‬ (الجزيرة)

رؤى الشباب
وذكر أبو داق للجزيرة نت أن الصراعات والإشكالات السياسية التي يواجهها الشباب تتطلب رؤية واعية للتعامل معها وفق معايير وضوابط تناسب ظروف العالم الإسلامي.

وكشف المشاركون بالمؤتمر عن طبيعة إدراكهم لروح التغيير بمجتمعاتهم، وهو ما عبر عنه ممثل شبيبة العدل والإحسان بالمغرب محمد بلفول الذي قال للجزيرة نت إن مشاركة الوفد المغاربي تنسجم مع روح "حركة 20 فبراير".

وأضاف بلفول أن الشباب المغاربي يعبر عن قضاياه في الخروج الجماعي أسبوعياً للتظاهر في ستين مدينة مغربية، ناشداً الكرامة والعدالة الاجتماعية والحكم الراشد وتقسيم الثروات وخلق فرص العمل وتحسين ظروف المعيشة، على حد تعبيره.
 
وأبدت تجمعات شبابية عربية مختلفة اهتماماً خاصاً بعرض تجربتها للنقاش والتقييم وتبادل الخبرات مع الآخرين، كما كان عليه حال الوفد الشبابي الجزائري الذي قال سعيد يحياوي (أحد أعضائه) للجزيرة نت إن هموم الطلبة العرب تتشابه كثيراً بالعموم رغم بعض الاختلافات المحلية.

وذكر أن من بين الهموم -التي منحها وفده الاهتمام- مناقشة التغييرات الحكومية المستمرة للمسارات التربوية التعليمية بالجامعات، مؤكداً أن عدم استقرار تلك المسارات وتعدد التجارب المتعاقبة خلق كثيراً من الهموم للطالب الجزائري. كما أشار يحياوي إلى نسبة البطالة المرتفعة في صفوف الشباب الجامعي الجزائري، قائلاً إنها من المشكلات المركزية التي تؤرق شباب بلاده. 

‪أيمن أبو اكليلة: المناسبة فرصةً كبيرةً للشباب العربي لامتلاك مصادر المعرفة‬ (الجزيرة)
‪أيمن أبو اكليلة: المناسبة فرصةً كبيرةً للشباب العربي لامتلاك مصادر المعرفة‬ (الجزيرة)

مصادر المعرفة
ويرى الناشط المصري أيمن أبو اكليلة -الذي شارك بجهده الذاتي في المؤتمر- أن تلك المناسبة "فرصةً كبيرةً للشباب العربي لامتلاك مصادر المعرفة وتعلم حسن استغلالها للتخلص من الاستبداد المهيمن على العالم العربي".

أما رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين النيِّر الفاضل محمود فتحدث عن البيئة التعليمية وهموم الطالب السوداني وأولوياته، مؤكداً أن النظام التعليمي في بلاده "شهد طفرة خلال السنوات الأخيرة تمثلت نوعياً في افتتاح أعداد كبيرة من المؤسسات التعليمية العليا، وكمياً باستيعاب أعدادٍ مضاعفةٍ من الطلبة، ويظل التوفيق بين نوعية التعليم وأعداد المستفيدين منه هو التحدي الأبرز أمام الشباب السوداني الطامح لتحقيق النهضة العلمية الشاملة".

من جهته، لقت كبّور سحنون (عضو الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب) النظر إلى المكانة الكبيرة لواقع التعليم العالي على أجندة الطلبة العرب وهمومهم، قائلاً "إن هناك ترديا عاما في البنية التعليمية المغربية. وحال التعليم في المغرب هزيل ومتدهور سواء على صعيد مسارات العلوم أو جودة التعليم أو الخدمات الاجتماعية المقدمة للطالب المغربي، وكذلك الواقع الأمني".

كما أشار سحنون أيضا إلى تزايد اقتحامات قوات الأمن للجامعات، ومتحدثاً عن وقائع قتل فيها طلبة برصاص الأمن الجامعي في حرم جامعاتهم.

المصدر : الجزيرة