البغداديون: قلق وترقب من الآتي

شوارع بغداد شبه خالية من الحركة
حركة قليلة وانتشار للأمن في شوارع بغداد (الجزيرة)
علاء يوسف-بغداد
 
تنعكس الانهيارات الأمنية المتسارعة في الموصل وصلاح الدين على سكان العاصمة العراقية بغداد، خاصة بعدما وصلت هذه الانهيارات خلال الساعات الماضية إلى محافظة ديالى الواقعة على حدود بغداد من جهة الشرق.

ويزداد قلق البغداديين بعد دعوة أبو محمد العدناني -المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"- قبل يومين مقاتلي "الدولة" للتوجه إلى بغداد، مشددا في كلمة صوتية نُشرت على مواقع تابعة لـ"داعش" على ما أسماها عملية "تصفية حساب"، في إشارة -على ما يبدو- للعمليات العسكرية على مدينة الفلوجة التي انطلقت بداية العام الحالي وأسماها رئيس الوزراء نوري المالكي عملية "تصفية الحساب".

خوف مركب
ولا يخفي سكان بغداد قلقهم من أن تتحول مدينتهم إلى ساحة مواجهة وحرب شرسة بين القوات الأمنية من جهة، ومقاتلي "داعش" وثوار العشائر والفصائل التي تقاتل الحكومة وأجهزتها من جهة أخرى، كما أنهم يخشون في الوقت نفسه من حدوث انفلات أمني قد يُفضي إلى عمليات قتل على الهوية ونهب الممتلكات العامة والخاصة، على غرار ما حدث في الأيام الأولى بعد انهيار بغداد في التاسع من أبريل/نيسان 2003.

للمرة الأولى تبدو شوارع بغداد شبه فارغة منذ عام 2007 عندما انتشر العنف على نطاق واسع، ورغم الانتشار الأمني المكثف، فإن ذلك لم يقلل من المخاوف، لدرجة أن مواطنا قابلناه وسط بغداد بدا مترددا في الحديث قبل أن يشترط عدم ذكر اسمه ليقول لنا مازحا إنه لا يعرف من يكون صاحب السلطة في بغداد غدا، ولذلك لا يرغب في الزج بنفسه في أمور السياسة التي أوصلت العراق لهذا الواقع المؤلم، على حد قوله.

محلات ومتاجر أغلقت أبوابها (الجزيرة)
محلات ومتاجر أغلقت أبوابها (الجزيرة)

وعن توقعاته لما سيحصل في الأيام المقبلة، قال المواطن البغدادي إن رئيس الحكومة برر ما حدث في الموصل من انهيار أمني مفزع بأنه مؤامرة وخيانة، لكنه "لم يذكر لنا أسباب الانهيارات اللاحقة في صلاح الدين وكركوك وديالى".

ووسط انتشار قوات من الجيش والشرطة في شوارع بغداد شبه الخالية، تظهر في الطرق الرئيسية والتقاطعات مجاميع غير معروفة يتردد أنها من المليشيات التابعة للحكومة مما يثير أجواء مضاعفة من الترقب.

ويزداد القلق خصوصا لدى تلك العوائل التي تضطر لإرسال أولادها إلى المدارس من أجل أداء امتحانات نهاية العام، إذ تواصل المدارس والجامعات فتح أبوابها أمام الطلبة والطالبات لتأدية الامتحانات النهائية خلافا لما حصل في تكريت وسامراء والموصل والفلوجة والرمادي.

ورغم عدم وجود مظاهر على تخزين المواد الغذائية فإن أحد أصحاب المخازن أخبرنا أن الكثيرين توافدوا عليه في الأيام القليلة الماضية لشراء كميات كبيرة من السلع، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أسعار الخضر والفواكه بدأت ترتفع بسبب توقف تدفقها من محافظتي صلاح الدين وبعقوبة.

كما أكد لنا صاحب شركة للنقل أن الكثيرين بدأوا في السفر أو التجهيز للسفر شمالا إلى إقليم كردستان، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة تأتي لتسأله عما إذا كان الطريق آمنا إلى هناك.

المصدر : الجزيرة