الأهالي: أبناء العشائر والضباط المسرّحون حرروا الموصل

A man displays Iraqi army body armour in front of an Iraqi army vehicle and other items of military kit, at the Kukjali Iraqi Army checkpoint, some 10km of east of the northern city of Mosul, on June 11, 2014, the day after Sunni militants iincluding fighters from the Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) overran the city. Half a million people were estimated to have fled Iraq's second largest city, as Islamist militants tightened their grip after overrunning it and a swathe of other territory, patrolling its streets and calling for government employees to return to work. AFP PHOTO/SAFIN HAMED
جنود القوات الحكومية خلعوا الزي العسكري وفروا من مدينة الموصل وضواحيها ( غيتي)

محمود الدرمك-بغداد

أكد العديد من أهالي الموصل أن مدينتهم "تحررت" من نظام المالكي على أيدي مسلحي العشائر وضباط من الجيش العراقي الذي تم حله بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

وتأتي تصريحات الأهالي للجزيرة نت في وقت اختلفت فيه الآراء حول هوية الذين فرضوا سيطرتهم على كامل الموصل ومدن أخرى وأجبروا القوات الحكومية على الهروب وترك أسلحتها ومعداتها.

وأكد سكان من الموصل أنهم باتوا يتمتعون بدرجة كبيرة من الأمان الذي "افتقدوه منذ سنين طويلة". ولفت مواطنون إلى وجود حركة طبيعية ومستقرة في الشوارع والأسواق يسودها النظام.

اضطهاد واحتلال
وبات أهل الموصل يتداولون مصطلح (قبل الاحتلال)، في إشارة إلى الفترة التي سبقت دخول المسلحين إلى المحافظة، مما يعكس تأييدهم للوضع الجديد.

الحمد:
قادة العمليات العسكرية ضباط عراقيون وطنيون وأكفاء يؤمنون بالعراق وشعبه وعازمون على تحرير باقي مدن البلاد

وقال الشيخ مظهر الحمد -وهو أحد شيوخ عشيرة الجبور- إن ما يهم الناس في الموصل هو "أنهم تحرروا من الظلم".

وأضاف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن "القوات الحكومية كانت تمارس الاضطهاد ضد أهالي الموصل وأن المحافظة كانت تقع تحت الاحتلال".

وأشار إلى أن مناطق الموصل تتمتع الآن بالاستقرار والأمن. وأكد أن أبناء المدينة هم من يسيطر عليها وليس تنظيم الدولة الإسلامية وحده.

وأوضح أن من شاركوا في "تحرير الموصل" مجاميع عراقية متعددة، بينهم ثوار من العشائر وفصائل من الطريقة النقشبندية وحزب البعث ومسلحون من الدولة الإسلامية.

وأضاف أن قادة العمليات العسكرية ضباط عراقيون وطنيون وأكفاء يؤمنون بالعراق وشعبه وعازمون على تحرير باقي مدن البلاد، على حد قوله.

تغيير النظام
إلى ذلك، قال جاسم العبيدي، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق، إن عملية السيطرة على الموصل سبقها تنسيق عالي الدقة والسرية بين فصائل مسلحة وعشائر موصلية.

وقال العبيدي -الذي شارك في العملية- إن الخطة نفذت بنجاح كبير، "وكان همنا ألا تتعرض حياة المواطنين للخطر".

وأشار العبيدي في حديث للجزيرة نت إلى توفر أسباب عديدة أدت لنجاح العملية، أهمها اتفاق جميع الأطراف "الثائرة" على هدف واحد هو "تغيير الحكم في العراق، والموصل كانت البداية".

العبيدي:
الأطراف الثائرة اتفقت على هدف واحد هو تغيير الحكم في العراق، والموصل كانت البداية

واعتبر العبيدي أن حديث الحكومة في بغداد عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل مجرد كذب يراد به بث الفتنة الطائفية بين العراقيين وإيجاد مبرر لبقاء المالكي في سدة الحكم.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي علي الصميدعي إن المسلحين الذين سيطروا على الموصل ومدن أخرى تعاملوا مع الناس بصورة مختلفة عن أسلوب "الدولة الإسلامية"، قائلا "ليست هناك قيود على الحريات العامة والمعتقدات".

وأضاف أن تنظيم "الدولة الإسلامية" عُرف بتشدده في التعامل مع أعدائه، ومن غير المعقول أن يُطلق جنود وضباط القوات الحكومية، على حد قوله.

وقال إن عملية الموصل تعكس وجود جهد عسكري واستخباري منسق لا يمكن أن يقوم به سوى ضباط لهم باع طويل في المعارك.

وذكر أن الموصل والمناطق الغربية تضم ضباطا يملكون خبرات كبيرة في الجانبين العسكري والاستخباري أقصتهم حكومة بغداد وظلمتهم، مما دعاهم لاتخاذ إجراء عسكري منظم ضدها، حسب تعبيره.

وأشار إلى وجود دعم دولي سهل من السيطرة على الموصل، لأنه من الصعب تنفيذ هذه العملية دون دعم خارجي. وقال إن هذا العون لا يتوقف على المال والسلاح، بل يشمل تزويد المسلحين بمعلومات مهمة من قبل بعض الدول.

المصدر : الجزيرة