لماذا فشل الإعلام في حشد الناخبين بمصر؟

عمر الزواوي-القاهرة
 
"فشل الإعلام المصري في فرض الوصاية على الشعب، وأحدث أثرا سلبيا تسبب في ضعف مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية"، هذا ما أكده محللون ومراقبون في تعليقهم على فشل الإعلام الحكومي والخاص في حشد الناخبين للانتخابات الرئاسية المصرية.

وكشف ضعف مشاركة المصريين على مدى ثلاثة أيام جرى خلالها الاقتراع عن مدى التأثير السلبي الذي ترتب على توجيه الإعلام وتركيزه لتضخيم وتهويل تأييد المواطنين للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي مقابل تحقير وتشويه صورة منافسه حمدين صباحي.

 
وكان المرصد الإعلامي لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قد أصدر تقريرا حول تقييم أداء وسائل الإعلام في فترة الدعاية للإنتخابات الرئاسية المصرية الذي كشف عن تفوق السيسي على حمدين صباحي في معدل الاهتمام الإعلامي في جميع وسائل الإعلام المحلية.

وحسب مراقبين فإن سيطرة رجال أعمال محسوبين على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك على معظم الفضائيات والصحف الخاصة وتوجيهها للترويج للسيسي باعتبار أنه سيكون الرئيس القادم الذي ترتبط معه مصالحهم، زاد من حنق المواطنين على وسائل الإعلام.
                                           

عمرو حسن:
معظم وسائل الإعلام المحلية وجهت مباشرة وصراحة بالمخالفة لمواثيق الشرف الإعلامية المتعارف عليها دوليا
غياب المهنية
ويرى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية الصادرة عن مؤسسة الأهرام بشير عبد الفتاح أن وسائل الإعلام الخاص التي يمتلكها رجال الأعمال الذين يسعون للتقرب من السيسي باعتباره الأقرب للفوز بالغت في الدعاية له وابتعدت عن المهنية والحياد بشكل فج وواضح، وهو ما جعل الناخب يشعر بالوصاية عليه ومحاولة سوقه كالخراف مما أدى إلى حدوث نتائج عكسية.
 
ويستطرد عبد الفتاح قائلا إن "سعي الإعلام الخاص غير المهني إلى تشويه صباحي في مقابل المبالغة في مدح وتفخيم السيسي أضر بوزير الدفاع السابق ضررا بالغا وتسبب في ضعف المشاركة الانتخابية بشكل عام".
 
ويضيف عبد الفتاح للجزيرة نت أنه نتيجة لغياب المهنية عن مقدمي البرامج الحوارية من الإعلاميين الذين يسعون لاسترضاء مالكي القنوات من رجال الأعمال وقيامهم بتهديد الشعب تارة وترغيبه آخرى وتقريعه ثالثة فقد قرر الشعب رفض تلك الوصاية وعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

ويتفق عمرو حسن الذي يعد رسالة لنيل الدكتوراه بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مع رؤية عبد الفتاح التي ذهبت إلى غياب المهنية بشكل كبير عن تغطية وسائل الإعلام الحكومية والخاصة للانتخابات الرئاسية واتجاهها لتأييد السيسي في مقابل القدح في منافسه صباحي، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد العمل الإعلامي المهني.

ويضيف حسن للجزيرة نت أن معظم وسائل الإعلام المحلية وجهت مباشرة وصراحة بالمخالفة لمواثيق الشرف الإعلامية المتعارف عليها دوليا، وبذلك أصبحت وسائل الإعلام طرفا في معادلة سياسية وابتعدت عن المهنية، وهو ما أحدث أثرا سلبيا لدى المتلقي.                                                            

أحمد عبد العزيز منسق حركة صحفيون ضد الانقلاب (الجزيرة)
أحمد عبد العزيز منسق حركة صحفيون ضد الانقلاب (الجزيرة)
انهيار
وحسب خبراء فإن الأثر السلبي المترتب على توجيه الوسيلة الإعلامية وانحيازها لطرف على حساب آخر من شأنه أن يفقد تلك الوسيلة مصداقيتها لدى المتلقين ويجعلها محل تشكيك من الجماهير.
 
ويؤكد الإعلامي أحمد عبد العزيز وهو منسق حركة صحفيون ضد الإنقلاب أن المنظومة الإعلامية المصرية التي استخدمت وطوعت لتأييد السيسي بالتوجيه المباشر انهارت بعدما انكشفت أمام الرأي العام حيث بدت عاجزة عن حشد المواطنين للمشاركة في الانتخابات رغم ممارستها كل الوسائل من خلال خطة ممنهجة نفذت بكل وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة.

ويضيف عبد العزيز للجزيرة نت أن هذا الانهيار من شأنه أن يؤدي إلى تراجع نفوذ وسائل الإعلام المحلية وضعف تأثيرها المستقبلي على الجماهير، وهو ما يعني ضرورة قيام كل وسيلة بإعادة تقييم خطابها الإعلامي وسياستها التحريرية.

المصدر : الجزيرة