إضراب الشامي.. أسئلة تنتظر إجابة

وزعت الداخلية المصرية صورا للزميل عبد الله الشامي على عدد من الصحف المصرية كما نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وزعت الداخلية المصرية صورا لعبد الله الشامي على عدد من الصحف المصرية لتؤكد إنهاءه الإضراب عن الطعام (الجزيرة)

الجزيرة نت-القاهرة

دخلت معركة وزارة الداخلية المصرية مع مراسل قناة الجزيرة المعتقل بالقاهرة عبد الله الشامي مرحلة جديدة بعد نشر الوزارة صورًا للشامي وهو يتناول طعاما ومشروبات لتوحي بأنه علّق إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل أربعة أشهر.

وجاء نشر الصور بعد يوم من توجيه شبكة الجزيرة رسالة إلى القوى العالمية تدعوها إلى التدخل للإفراج عن الشامي المعتقل في مصر منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، أثناء تغطيته أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

ولم يتسن التأكد من صحة الصور أو ظروف التقاطها، غير أنها دفعت أسرة الشامي إلى إصدار بيان قالت فيه إن الصور المنشورة تؤكد مخاوفها من احتمال إجباره على تعليق إضرابه بالقوة، خاصة أنهم علموا منه مؤخرًا أنه تعرض لمحاولة إطعامه بالقوة.

وحملت الأسرة أطباء السجن والمشرفين عليه مسؤولية هذه الصور التي قالت "إنها تفتح الباب أمام سيناريوهات تتعدى مجرد الإجبار إلى العبث بالوظائف الأساسية للجسم واستغلال الإرهاق الذهني والعصبي لعبد الله". واعتبرت أن هذه الصور "ليست دليلا على تعليق ابنهم إضرابه، إلا إذا سُمحَ لهم بزيارته للاطمئنان عليه".
 
شكوك
وقالت السيدة ثريا الشامي -والدة عبد الله- إن الأسرة "لا تشك بصحة الصور بقدر ما تشك في طريقة تصويرها، فالصور توضح أن عبد الله لا يتناول الطعام، وإنما يمسكه فقط من أجل التقاط الصور". كما أبدت تخوفها هي وبقية أفراد الأسرة من أن يكون الشامي "أُجبر على التقاط هذه الصور، أو تم تخديره، أو تهديده باعتقال والدته أو زوجته".

وتابعت "حاولنا في آخر زيارة إقناع عبد الله بوقف الإضراب خوفًا على حياته إلا أنه رفض ذلك، وأكد لنا أنهم يمارسون عليه ضغوطًا كبيرة لكسر إضرابه، وأنهم أخبروه بأنهم سيردون على كل شيء بمثله، وسينشرون له صورًا وفيديوهات للرد على ما قام بتسريبه من صور وفيديوهات".

وذكرت الأم أن بعض أهالي سجناء سجن العقرب -المحتجز به الشامي- أكدوا لهم قبل أيام من نشر الصور عدم وجوده داخل السجن، مشيرة إلى احتمال نقله لمكان آخر "بغرض تصويره".

عبد الله الشامي وزوجته جهاد خالد (الجزيرة-أرشيف)
عبد الله الشامي وزوجته جهاد خالد (الجزيرة-أرشيف)

قلق الأسرة
ولم يتلق الشامي أية زيارات منذ نشر هذه الصور، وهو ما أقلق ذويه من ملابسات وظروف التقاطها، بحسب شقيقه مصعب. الذي جدد في اتصال بالجزيرة مطالبة الأسرة بزيارة جهة مستقلة للشامي لمعرفة موقفه وما تعرض له من ضغوط قد تكون صاحبت التقاط تلك الصور.

وأضاف أن المجلس القومي لحقوق الإنسان وعد بزيارة شقيقه، إلا أن أحدًا من أعضاء المجلس لم يرد عليهم في هذه المسألة حتى الآن.

أما مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد فقال للجزيرة نت إن القضية الأساسية "ليست قضية إضراب الشامي عن الطعام، وإنما قضية إخلاء سبيله أو إحالته للمحاكمة"، وحذر من "انجرار وسائل الإعلام إلى فخ تجاهل الاعتقال التعسفي للشامي على خلفية قيامه بمهام عمله الصحفي، والتعامل معه كسجين مضرب عن الطعام".

وتقدمت هيئة الدفاع عن الشامي بتظلم جديد للنائب العام الأسبوع الماضي طالبت فيه بالإفراج عنه، وعرضه على الطب الشرعي بعد تردي حالته الصحية.

يشار إلى أن النائب العام المصري المستشار هشام بركات رفض تظلمين سابقين للإفراج عن الشامي، المعتقل منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، دون توجيه أي اتهامات له. 

المصدر : الجزيرة