الفوضى الأمنية هل تخلف سليمان؟

Lebanese President Michel Suleiman waves as he arrives to give his farewell speech at the end of his six-year term, at the presidential palace, in the Beirut suburb of Baabda, Lebanon, Saturday May 24, 2014. Lebanese politicians haven't been able to agree on a successor to Suleiman, whose term ends Sunday. Sulaiman has called for the country's squabbling politicians to choose a successor to his post as he steps down. (AP Photo/Hussein Malla)
سليمان يتجه لإلقاء الخطاب الأخير قبل مغادرته قصر بعبدا (الأوروبية)

جهاد أبو العيس-بيروت

يستبعد سياسيون وخبراء أمنيون بلبنان أن يؤدي الشغور الحاصل بكرسي رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، لحالة فوضى أمنية أو وقوع أعمال عنف أو عودة لمسلسل التفجيرات المتنقلة.

ورغم عدم تيقن البعض بصورة جازمة عدم ملء العنف والتفجيرات ساحة الشغور القائمة لموقع الرئيس، باتت حالة من التوافق والاطمئنان ملموسة لدى تصريحات وتحليلات وقناعات فريقي الخصام السياسي في البلاد (8 و14 آذار) على استبعاد هذه الفرضية بصورة كبيرة.

ويتفق ساسة وخبراء أمن على تحليل مفاده أن تفجير الوضع في لبنان ليس بيد اللبنانيين -كما هو حال اختيار الرئيس الجديد كما يقولون- فذلك برأيهم يحتاج لقرار إقليمي (طهران والرياض) وكذا دولي وتحديدا واشنطن.

ويرى الخبير الأمني والإستراتيجي العميد الركن د. هشام جابر أن خيار ملء الشغور الرئاسي بالعنف والتفجيرات ليس واردا في حالة وظروف اليوم، "طالما لدينا حكومة توافق بالحد الأدنى بين فرقاء السياسة فهذا يبعد أي فرضية للعنف أو تفجير الأوضاع".

قرار خارجي
ويؤكد جابر في تصريحات للجزيرة نت أن قرار السلم والتفجير في لبنان "يحتاج إرادة وقرارا خارجيا، وهو غير متوفر اليوم، بالتالي تصبح احتمالات ملء الشغور الرئاسي بالعنف مستبعدة".

هشام جابر: التفجير يحتاج إلى قرار خارجي (الجزيرة)
هشام جابر: التفجير يحتاج إلى قرار خارجي (الجزيرة)

لكنه أشار في الوقت نفسه إلى تخوفه من لجوء فريق سياسي لاستخدام ورقة الاستقالات الجماعية لوزرائه من الحكومة "كنوع من الضغط، فهنا تصبح الخشية قائمة ومتوقعة لعودة العنف".

وتوقع جابر استمرار حالة الشغور في كرسي الرئاسة لأشهر معدودة "إلا إذا حدث اختراق مفاجئ في شكل التفاهمات بين طهران والرياض"، مؤكدا قناعته أن موقع رئيس الجمهورية "يصنع خارج لبنان"، مستبعدا جلوس "عون أو جعجع عليه".

ويتفق النائب عن تيار المستقبل عمار حوري مع رؤية العميد جابر من جهة أن وجود حكومة متفق عليها بين فرقاء السياسة يعد بمثابة ضمانة ملموسة لعدم ملء شغور كرسي الرئاسة بالعنف أو التفجيرات.

ويرى حوري في تصريح للجزيرة نت أن ظروف اندلاع العنف إبان فترة الشغور الرئاسي عام 1988 و2008 ليست متوفرة الحين، "اليوم لدينا حكومة تمثل معظم الطيف السياسي، وهذا كان غائبا في التجارب السابقة".

وشدد على ضرورة المسارعة لإيجاد مخرج توافقي لموقع الرئاسة، "لأن الشغور ليس بالحالة المثالية أو الصحيحة سياسيا، حتى لو كانت حكومة توافقية من معظم الكتل هي التي تدير شؤون الرئاسة".

أوضاع ممسوكة
بدوره يرى النائب عن الحزب القومي السوري المتحالف مع قوى 8 آذار مروان فارس أن الأوضاع الأمنية في لبنان "يمسكها الجيش والأجهزة الأمنية، فضلا عن وجود اتفاق مع الغربيين بعدم تفجير الأوضاع".

البرلمان فشل على مدار أكثر من خمس جلسات في انتخاب خلف لسليمان(الجزيرة
البرلمان فشل على مدار أكثر من خمس جلسات في انتخاب خلف لسليمان(الجزيرة

وقال فارس للجزيرة نت إن استقرار الأوضاع في سوريا من شأنه أن يلعب دورا كبيرا في استقرار الوضع في لبنان، مؤكدا أن ضبط الحدود بعد سيطرة النظام السوري على قرى القلمون ويبرود وغيرها قلل من فرص موجات التفجير بلبنان.

وحذر فارس مما أسماه "إجبار فريق سياسي لآخر على القبول بمرشحه، ففريق 14 آذار هو من يعطل الانتخابات بمحاولته فرض سمير جعجع مرشحا وحيدا للرئاسة على الفريق الآخر".

وتسببت حالة الشغور الرئاسي في البلاد عام 1988 بوقوع انقسام سياسي وجغرافي في الحكم بين رئيس الحكومة سليم الحص وقائد الجيش آنذاك ميشال عون، أدى لوقوع  صدام عسكري حسمه السوريون وانتهى بمغادرة عون إلى باريس.

كما أدت الأزمات السياسية في البلاد عام 2008 ومنها الفشل في انتخاب رئيس جديد والتمديد لفترة الرئيس إميل لحود حينها لوقوع اشتباكات مسلحة بين فريقي 8 و14 آذار خلفت 71 قتيلا ومئات الجرحى.

المصدر : الجزيرة