فلسطينيو 48 يطلبون حماية دولية من الإرهاب اليهودي

مظاهرة لفلسطينيي 48 تندد بجرائم عصابات "تدفيع الثمن"
فلسطينيو 48 نظموا مظاهرات منددة بممارسات عصابات المستوطنين ويطالبون بحماية دولية لأرواحهم وممتلكاتهم (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

دفع تقرير "الإرهاب" الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية والذي حذر من تنامي الاعتداءات التي تنفذها عصابات "تدفيع الثمن" ضد الفلسطينيين وعقاراتهم والمقدسات الإسلامية والمسيحية، السلطات الإسرائيلية إلى التحرك لتلميع صورتها بعد اتهام التقرير لها بتشجيع أعمال العنف التي يرتكبها المتشددون اليهود ضد الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين. 

وبعد أن طال الإرهاب اليهودي مؤخرا مسجد الرحمة وممتلكات العرب بقرية الفريديس في قضاء حيفا، وصل مسلسل الاعتداءات والتدنيس إلى استهداف كنائس بقرية البصة المهجرة والجش والطابغة بطبريا. 

وبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواجهة الإحراج الذي تعرضت له حكومته جراء المعلومات الواردة في تقرير الخارجية الأميركية، لشجب واستنكار حوادث حرق المساجد وتدنيس الكنائس في بلدات الداخل الفلسطيني، ورسائل التهديد التي وجهت لرجال دين مسيحيين وشخصيات فلسطينية سياسية وحقوقية. 

يذكر أن نتنياهو يعارض بشكل عام تصنيف الاعتداءات اليهودية وإدراج من يقف على رأسها في قائمة الإرهاب، لكن التقرير هذه المرة وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى تل أبيب لدورها المتراخي في لجم الجرائم التي ينفذها المستوطنون وعناصر اليمين اليهودي المتطرف. 

وقد اتهم التقرير أجهزة الأمن الإسرائيلية بعدم القيام بما فيه الكفاية لمنع هذه الاعتداءات، الأمر الذي ربما دفع الشرطة الإسرائيلية للإعلان اليوم عن إلقاء القبض على أربعة يهود من مستوطنة يستهار بشبهة الضلوع في عملية إضرام النيران بمسجد أبي بكر الصديق في أم الفحم.

‪جبارين تلقى رسالة تهديد بالقتل لدوره في فضح سياسات إسرائيل العنصرية دوليا‬ (الجزيرة نت)
‪جبارين تلقى رسالة تهديد بالقتل لدوره في فضح سياسات إسرائيل العنصرية دوليا‬ (الجزيرة نت)

تحركات متأخرة
واعطت الشرطة معلومات توحي بالتوصل إلى قرائن تساعد في حل جريمة كتابة شعارات عنصرية على جدران مسجد الرحمة بالفريديس، واعتقال يهودي متدين بشبهة الضلوع في توجيه رسالة تهديد ووعيد للمطران بولس ماركوتسو النائب البطريركي للاتين بالناصرة. 

من جهة أخرى، دفع تقرير واشنطن حول "الإرهاب" العديد من القيادات الإسرائيلية وبعض الوزراء في الحكومة لزيارة البلدات العربية، في مسعى لتحسين صورة تل أبيب دوليا ومحاولة امتصاص الغضب الشعبي في ظل حالة الغليان والحراك الجماهيري والتصعيد بالمظاهرات الاحتجاجية وتعالي الأصوات الداعية للتوجه إلى هيئات الأمم المتحدة للمطالبة بحماية دولية لفلسطينيي 48 من الإرهاب اليهودي.

وقد نظم العرب في عدة مناسبات مظاهرات تندد بممارسات عصابات تدفيع الثمن.

ويرى رئيس مركز دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات الدكتور يوسف جبارين الذي تلقى رسالة تهديد بالقتل لدوره في فضح السياسات العنصرية الإسرائيلية دوليا، أن اتساع دائرة الجرائم التي طالت المقدسات الإسلامية والمسيحية تعكس حالة من التصعيد الخطير في تنامي نشاط عصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية، وتحمل هذه الاعتداءات رسائل تهديد واضحة للوجود الفلسطيني وهي لغة تهديد مبطنة للقيادات السياسية والجماهيرية.

وقال جبارين -وهو مختص بالقانون الدولي- للجزيرة نت إن "الأجواء العنصرية التحريضية على الفلسطينيين تسهم في خلق حالة من التوتر الدائم والشك والمستقبل المبهم وعدم الاستقرار في ظل واقع من الخوف والتهديد المتواصل الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، دون أن نرى أي خطوة جدية للمؤسسة الإسرائيلية في تطبيق القانون وتقديم الجناة للمحاكمة، الأمر الذي يعني وجود رسالة مبطنة بمهادنة هذه الأعمال الإجرامية".

وحول كيفية مواجهة مسلسل هذه الاعتداءات في ظل التقاعس الرسمي الإسرائيلي، قال جبارين إن "هذا الوضع يقود الداخل الفلسطيني للتوجه إلى المؤسسات الدولية والاتحاد الأوروبي وهيئات الأمم المتحدة، والطلب منها التدخل ولعب دور فاعل أكثر بالضغط على صانعي القرار الإسرائيلي وإرسال بعثة دولية للتحقيق في هذا التصعيد الخطير بالجرائم الإرهابية وتوفير الحماية للعرب".

‪مفيد حذر من أن أعمال عصابات اليهود تنسجم وتوجهات الصهيونية‬ (الجزيرة نت)
‪مفيد حذر من أن أعمال عصابات اليهود تنسجم وتوجهات الصهيونية‬ (الجزيرة نت)

تصفية وتشويه
من جانبه، حذر عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية عبد الحكيم مفيد من خطورة تنامي الإرهاب اليهودي وجرائم "تدفيع الثمن" ضد الداخل الفلسطيني التي تنسجم مع المشروع الكلي للحركة الصهيونية باستهداف وتفكيك الشعب الفلسطيني أينما كان لإضعافه والنيل منه ومن قضيته وتصفيتها.

وأشار مفيد في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذا الخطاب الدموي التحريضي لجرائم عصابات "تدفيع الثمن" الذي يقابل بصمت رسمي من قبل تل أبيب، يشكل خطرا حقيقيا على الوجود الفلسطيني في الداخل، وقد يشكل سببا واضحا في المستقبل لاستهداف وتصفية القيادات السياسية والدينية، لكونه يتناغم مع السياق الإسرائيلي المؤسساتي العام عبر مخططات تشويه الهوية الفلسطينية بالتهويد والاستيطان ومشاريع التشريد والتهجير لفلسطينيي 48. 

بدوره، وجه رئيس اللجنة الشعبية بجسر الزرقاء وعضو المجلس عن حزب التجمع سامي العلي انتقادات شديدة اللهجة إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية، واتهم الشرطة الإسرائيلية وسلطة تطبيق القانون بالتقاعس والتخاذل في مكافحة الجرائم التي تنفذها عصابات "تدفيع الثمن" بالامتناع عن إلقاء القبض على منفذي العمليات الإرهابية وعدم فك رموز الجرائم العنصرية، داعيا للتوجه إلى المجتمع الدولي وإطلاعه على الجرائم العنصرية ومطالبته بتوفير الحماية لفلسطينيي 48.

المصدر : الجزيرة