بخعة.. أحدث معارك القلمون

الثوار في قرية بخعة وهم يجرون تبديل نوبة الحراسة
مقاتلو المعارضة السورية خلال تبديل نوبات الحراسة في بخعة (الجزيرة)

 

 
وسيم عيناوي-القلمون

على مشارف قرية بخعة في القلمون بريف دمشق تدور معركة "طاحنة" بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المسلحة، وتعتبر تلك القرية فاصلا بين مدينتي معلولا ويبرود، وتبعد عن معلولا حوالي خمسة كيلومترات شرقا، وعن يبرود 20 كلم غربا.

وقال ناشطون وعسكريون إن المعركة أسفرت عن العديد من القتلى من قوات النظام وحزب الله اللبناني بينهم قادة، إضافة إلى تدمير آليات عدة واغتنام واحدة.

وتعود أهمية هذه القرية إلى موقعها في منتصف منطقة القلمون بين القلمون الأوسط في يبرود والقلمون الأعلى في رنكوس، وتعد همزة الوصل بينهما وبين منطقة معلولا الأثرية.

وكان عدد سكانها قبل المعارك حوالي 7 آلاف، لكن عددا كبيرا منهم اضطر للنزوح جراء تعرضها للقصف بالطيران والمدفعية الثقيلة ضمن محاولات قوات الجيش النظامي للتقدم والسيطرة على القرية بعد سقوط مدينة يبرود.

يرى قائد لواء أمجاد الشام أن النظام "استطاع تجفيف معظم خطوط الإمداد وأصبحت شبه
معدومة" بعد سقوط مدينة يبرود ورأس المعرة وفليطة 

عنصر المفاجأة
ووصف الناشط الإعلامي في القلمون رواد الشامي معركة بخعة بأنها "الأشرس" في القلمون منذ بداية الحملة العسكرية على المنطقة. وأضاف في حديث للجزيرة نت "مبادرة قوات المعارضة المسلحة في هجوم مباغت كانت عنصر مفاجأة لقوات النظام وهي السبب الأساسي في حسم الأمر لصالح المعارضة".

وأوضح أن الهجوم "جاء على عدة محاور بعملية فائقة التنظيم عسكريا"، مؤكدا مقتل العشرات من قوات النظام وحزب الله إضافة لتدمير دبابتين واغتنام عربة مدرعة. واعتبر الشامي أن هذه المعركة "كانت سببا أساسيا في إيقاف محاولات تقدم قوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله"، وكانت "صفعة قوية لهم".

وأفاد النقيب أبو مصعب قائد لواء "أمجاد الشام" العامل في القلمون والمشارك في معاركه منذ معركة يبرود، بأن قائد العمليات العسكرية لقوات النظام في القلمون العميد مفيد مكحلة قد قتل في معارك بخعة، وأن الفصائل المعارضة قد سحبت جثته، كما أسفرت المعارك أيضا عن مقتل العديد من ضباط الحرس الجمهوري عرف منهم نقيب إضافة إلى عدد من قيادات حزب الله اللبناني.

وفيما يتعلق بالفصائل المشاركة في معركة بخعة، أوضح أبو مصعب أن المشاركين في المعركة هم "لواء شهداء منين" و"الكتائب المحمدية في القلمون" و"جبهة النصرة" و"لواء الغرباء"، والعديد من كتائب الثوار العاملة في القلمون.

وأكد أبو مصعب أن معظم فصائل المعارضة في القلمون "لا تزال حتى اللحظة تقوم بعمليات الكر والفر استكمالا لمعركة القلمون التي بدأها النظام، حيث تتصدى لمحاولات النظام المستمرة للتقدم باتجاه ما تبقى من مدن القلمون المحررة".

وبعد سقوط مدينة يبرود ورأس المعرة وفليطة، يرى أبو مصعب أن النظام "استطاع تجفيف معظم خطوط الإمداد وأصبحت شبه معدومة، وعمل أيضا منذ أشهر على قطع خط فليطة عرسال الأساسي للإمداد إضافة لسيطرته على بلدة قارة الإستراتيجية".

المصدر : الجزيرة